دعاؤه في المناجاة في شهر شعبان
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ وَ اسْمَعْ دُعائي اِذا دَعَوْتُكَ، وَ اسْمَعْ نِدائي اِذا نادَيْتُكَ، وَ اَقْبِلْ عَلَيَّ اِذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ اِلَيْكَ وَ وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُسْتَكيناً لَكَ، مُتَضَرِّعاً اِلَيْكَ، راجِياً لِما لَدَيْكَ، تَرانى وَ تَعْلَمُ ما في نَفْسي،وَ تَخْبُرُ حاجَتي، وَ تَعْرِفُ ضَميري، وَ لايَخْفى عَلَيْكَ اَمْرُ مُنْقَلَبي وَ مَثْواىَ، وَ ما اُريدُ اَنْ اُبْدِي ءَ بِهِ مِنْ مَنْطِقي، وَ اَتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ طَلِبَتي، وَ اَرْجُوهُ لِعاقِبَتي.
وَ قَدْ جَرَتْ مَقاديرُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدي فيما يَكُونُ مِنّي اِلى اخِرِ عُمْري، مِنْ سَريرَتي وَ عَلانِيَتي، وَ بِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتي وَ نَقْصي، وَ نَفْعي وَ ضَّري.
اِلهي اِنْ حَرَمْتَني فَمَنْ ذَا الَّذي يَرْزُقُني، وَ اِنْ خَذَلْتَني فَمَنْ ذَا الَّذي يَنْصُرُني، اِلهي اَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَ حُلُولِ سَخَطِكَ، اِلهي اِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَاْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ، فَاَنْتَ اَهْلٌ اَنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ.
اِلهي كَاَنّى بِنَفْسي واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ قَدْ اَظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلي عَلَيْكَ، فَفَعَلْتَ ما اَنْتَ اَهْلُهُ، وَ تَغَمَّدْتَني بِعَفْوِكَ، اِلهي اِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ اَوْلى مِنْكَ بِذلِكَ، وَ اِنْ كانَ قَدْ دَنا اَجَلي وَ لَمْ يُدْنِ مِنْكَ عَمَلي، فَقَدْ جَعَلْتُ الْاِقْرارَ بِالذَّنْبِ اِلَيْكَ وَسيلَتي.
اِلهي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسي فِي النَّظَرِ لَها، فَلَهَا الْوَيْلُ اِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها، اِلهي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ اَيَّامَ حَياتي فَلاتَقْطَعْ بِرَّكَ عَنّي في مَماتي.
اِلهي كَيْفَ ايَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لي بَعْدَ مَماتي، وَ اَنْتَ لَمْ تُوَلِّني اِلاَّ الْجَميلَ في حَياتي، اِلهي تَوَلَّ مِنْ اَمْري مَا اَنْتَ أَهْلُهُ، وَ عُدْ بِفَضْلِكَ عَلى مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ، اِلهي قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً فِي الدُّنْيا وَ اَنَا اَحْوَجُ اِلى سَتْرِها عَلَيَّ مِنْكَ فِي الْاُخْرى.
اِلهي قَدْ اَحْسَنْتَ اِلَيَّ اِذْ لَمْ تُظْهِرْها لِاَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحينَ، فَلا تَفْضَحْني يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى رُؤُوسِ الْاَشْهادِ، اِلهي جُودُكَ بَسَطَ اَمَلي، وَ عَفْوُكَ اَعْظَمُ مِنْ عَمَلي، اِلهي فَسُرَّني بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضي فيهِ بَيْنَ عِبادِكَ، اِلهي اعْتِذاري اِلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْري يا اَكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ اِلَيْهِ الْمُسيئُونَ.
اِلهي لاتَرُدَّ حاجَتي، وَ لا تُخَيِّبْ طَمَعي، وَ لا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائي وَ اَمَلي، اِلهي لَوْ أَرَدْتَ هَواني لَمْ تَهْدِني، وَ لَوْ اَرَدْتَ فَضيحَتي لَمْ تُعافِني، اِلهي ما اَظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَةٍ قَدْ أَفْنَيْتُ عُمْري في طَلَبِها مِنْكَ.
اِلهي فَلَكَ الْحَمْدُ اَبَداً اَبَداً دائِماً سَرْمَداً يَزيدُ وَ لايَبيدُ، كَما تُحِبُّ وَ تَرْضى، اِلهي اِنْ اَخَذْتَني بِجُرْمِي اَخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ، وَ اِنْ اَخَذْتَني بِذُنُوبي اَخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ، وَ اِنْ اَدْخَلْتَنِي النَّارَ اَعْلَمْتُ اَهْلَها اَنّي اُحِبُّكَ.
اِلهي اِنْ كانَ صَغُرَ في جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلي فَقَدْ كَبُرَ في جَنْبِ رَجائِكَ اَمَلي، اِلهي كَيْفَ اَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالْخَيْبَةِ مَحْرُوماً، وَ قَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّي بِجُودِكَ اَنْ تَقْلِبَني بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً.
اِلهي وَ قَدْ اَفْنَيْتُ عُمْري في شَرَهِ السَّهْوِ عَنْكَ، وَ اَبْلَيْتُ شَبابي في سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ، اِلهي فَلَمْ اَسْتَيْقِظْ اَيَّامَ اغْتِراري بِكَ وَ رُكُوني اِلى سَبيلِ سَخَطِكَ، اِلهي وَ اَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ اِلَيْكَ.
اِلهي اَنَا عَبْدٌ اَتَنَصَّلُ اِلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ اُواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائي مِنْ نَظَرِكَ، وَ اَطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ اِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ، اِلهي لَمْ يَكُنْ لي حَوْلٌ فَاَنْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ اِلاَّ في وَقْتٍ اَيْقَظْتَني لِمَحَبَّتِكَ، وَ كُلَّما اَرَدْتَ اَنْ اَكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِاِدْخالي في كَرَمِكَ، وَ لِتَطْهيرِ قَلْبي مِنْ اَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ.
اِلهي انْظُرْ اِلَيَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَ اسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَاَطاعَكَ، يا قَريباً لا يَبْعُدُ عَنِ الْمُغْتَرِّ بِهِ، وَ يا جَواداً لا يَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ، اِلهي هَبْ لي قَلْباً يُدْنيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ، وَ لِساناً يَرْفَعُهُ اِلَيْكَ صِدْقُهُ، وَ نَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ.
اِلهي اِنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَ مَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُولٍ، وَ مَنْ اَقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْلُوكٍ(، اِلهي اِنَّ مَنِ انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنيرٌ،وَ اِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجيرٌ.
وَ قَدْ لُذْتُ بِكَ يا اِلهي فَلا تُخَيِّبْ ظَنّي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَ لاتَحْجُبْني عَنْ رَأْفَتِكَ، اِلهي اَقِمْني في اَهْلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجَا الزِّيادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ، اِلهي وَ اَلْهِمْني وَلَهاً بِذِكْرِكَ اِلى ذِكْرِكَ، وَ اجْعَلْ هَمّي( في رَوْحِ نَجاحِ اَسْمائِكَ وَ مَحَلِّ قُدْسِكَ.
اِلهي بِكَ عَلَيْكَ اِلاَّ اَلْحَقْتَني بِمَحَلِّ اَهْلِ طاعَتِكَ وَ الْمَثْوَى الصَّالِحِ مِنْ مَرْضاتِكَ، فَاِنّي لا اَقْدِرُ لِنَفْسي دَفْعاً وَ لااَمْلِكُ لَها نَفْعاً، اِلهي اَنَا عَبْدُكَ الضَّعيفُ الْمُذْنِبُ، وَ مَمْلُوكُكَ الْمُنيبُ ، فَلا تَجْعَلْني مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ، وَ حَجَبَهُ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ.
اِلهي هَبْ لي كَمالَ الْاِنْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَ اَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتَّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ، فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ وَ تَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ.
اِلهي وَ اجْعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَ لاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَ عَمِلَ لَكَ جَهْراً، اِلهي لَمْ اُسَلِّطْ عَلى حُسْنِ ظَنّي قُنُوطَ الْاَياسِ، وَ لَاانْقَطَعَ رَجائي مِنْ جَميلِ كَرَمِكَ، اِلهى اِنْ كانَتِ الْخَطايا قَدْ اَسْقَطَتْني لَدَيْكَ فَاصْفَحْ عَنّي بِحُسْنِ تَوَكُّلي عَلَيْكَ.
اِلهي اِنْ حَطَّتْنِي الذُّنُوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ فَقَدْ نَبَّهَنِي الْيَقينُ اِلى كَرَمِ عَفْوِكَ، اِلهي اِنْ اَنامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الْاِسْتِعْدادِ لِلِقائِكَ، فَقَدْ نَبَّهَتْنِي الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ الائِكَ، اِلهي اِنْ دَعاني اِلَى النَّارِ عَظيمُ عِقابِكَ، فَقَدْ دَعاني اِلَى الْجَنَّةِ جَزيلُ ثَوابِكَ.
اِلهي فَلَكَ اَسْأَلُ، وَ اِلَيْكَ اَبْتَهِلُ وَ اَرْغَبُ، وَ اَسأَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ وَ اَنْ تَجْعَلَني مِمَّنَ يُديمُ ذِكْرَكَ، وَ لا يَنْقُضُ عَهْدَكَ، وَ لا يَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ، وَ لا يَسْتَخِفُّ بِاَمْرِكَ.
اِلهي وَ اَلْحِقْني بِنُورِ عِزِّكَ الْاَبْهَجِ، فَاَكُونَ لَكَ عارِفاً، وَ عَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً، وَ مِنْكَ خائِفاً مُراقِباً، ياذَاالْجَلالِ وَ الْاِكْرامِ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَ الِهِ الطَّاهِرينَ وَ سَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً.