v مراقبة النفس
ينبغي أن يكون الإنسان مراقباً لنفسه خلال اتجاهه نحو الإنسانية وكسب المعارف، ولا فائدة فيما لم يكن الفرد من أهل مراقبة النفس.
v أفضل ذكر وأول وصية سلوكية
سؤال: ما هو أفضل ذكر؟..
جواب: أفضل ذكر هو الذكر الذي أنا أقوله: ذكر الله عند الحلال والحرام.
سؤال: ما هي أول مرحلة للسير والسلوك إلى الله تعالى؟..
جواب: هي أن تروا حلال الله حلالاً وحرامه حراماً.
v دراسة العلوم الدينية
إن القليل من دراسة العلوم الدينية واجب على كل فرد، ليستطيع عند الحاجة أن يراجع كتب الفتوى ويفهم المسألة التي يريدها. ويجب على كل إنسان أن يدرس هذا المقدار من العلوم الدينية، ولو كان -على سبيل المثال- يستغرق فقط ساعة واحدة في كل يوم.
نعم، إن الذي يريد الوصول إلى مقام الاجتهاد والفقاهة، عليه أن تكون معظم أوقاته في النهار والليل مختصة بهذا الأمر. وهذا طلب مقام الاجتهاد وما شابه ذلك أيضاً واجب كفائي، بل هو واجب عيني بالنسبة إلى البعض.. ومن يستطيع أن يواصل دراسة العلوم الدينية، ويصل إلى مقام الفقاهة، ويبلغ منزلة إدارة مدينة واحدة أو أكثر بنظرياته الفقهية؛ فيجب عليه أن يصبح فقهياً.
v وجوب تعلم الأحكام
كان في نهاية مدينة كربلاء مسجد يصلي فيه أحد الأشخاص صلاة الجماعة فسألوه: هل يأتي أبناء تلك المنطقة ومن حواليها إلى صلاة الجماعة؟..
قال: لا يأتون كثيراً، لأنهم يقولون: إذا جئنا لصلاة الجماعة فإن إمام الجماعة سيبين مسألة شرعية بعد الصلاة، وهذا ما يزيد في تكليفنا، وإذا بقينا على عدم العلم، فإنه أسهل لنا(1).
ولكن هؤلاء لا يعلمون بأن ترك التكاليف غير مقيد بالعلم والجهل، لأنكم إذا تركتم التكليف من خلال ترككم التعلم، فإنكم مسئولون ومقصرون ومؤاخذون فلهذا ينبغي أن نقول: بأن الأحكام الإنشائية مشتركة، وتعلمها واجب ومن يترك تعلمها باختياره، فهو مقصر ومؤاخذ.
____________________________________
(1) نقل آية الله بهجت هذه القصة في زمان آخر بهذا الصورة: (كان أحد الأشخاص أتباحث معه في خصوص الدروس الدينية، وكان هذا الشخص إمام جماعة أحد المساجد، فقلت له: هل تذكر للناس بعد الصلاة جملة من الأحكام الشرعية؟.. قال: لا، لأنهم يتركون المسجد بصورة مباشرة بعد أداء الصلاة ويقولون: إذا بقينا وتعلمنا الأحكام الشرعية، فسيزداد تكلفننا ولهذا نفضل عدم التعلم.
v قيمة العلم والعمل
يبدو أننا لا نمتلك أي نقص سوى العلم والعمل، فإذا كان العلم والعمل معاً، فإننا لا ينقصنا بعدها شيء لماذا؟.. لأن ﴿ َالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾. فإذا لم يهمل الإنسان ما يعلم، وتوقف واحتاط فيما لا يعلم حتى يعلم، فهو في الكمال، ولكنه إذا أهمل ما يعلم ولم يتقيد فيما لا يعلم، واتجه نحو جميع الجهات؛ فإنه لا يصل إلى المبتغى والغاية المنشودة. ولهذا إذا عمل الإنسان بما يعلم فعليه أن لا ينتظر شيئاً، وليترك بقية الأمر على الله تعالى، والأدلة والسبل التي مهدت الطريق سابقاً، فإنها ستمهد الطريق لاحقاً أيضاً.. فإذا لم تتسامح في الأمر، وإذا كنت مشترياً لهذه الهداية وكانت هذه السلعة ثمينة عندك؛ فأعلم أن ﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ هي الدعامة والسند لحركتك.
إذن (من عمل بما علم، ورثه الله ما لم يعلم)، قال تعالى: (لا عليك نحن نمهد لك الطريق ونخبرك بوقتها) وهذا هو المعنى الكامن في عبارة ﴿ َالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾ وإذا ﴿ جَاهَدُوا﴾ من غير علم فالحركة عقيمة، و﴿ َلَنَهْدِيَنَّهُمْ﴾ لا تكون في المعلومات بل هي في المجهولات.
فماذا تنتظرون؟.. هل نعمل بدون علم، أو في غير معلوم؟.. وإذا لم نعمل، فهل نطلب علم ما لا نريد العمل به؟!..
وينبغي أيضاً أن لا نتوقف في العمل. ولا يتحقق هذا الهدى وتهذيب النفس من دون علم، والعلم أيضاً من دون عمل لا نفع فيه.
فإذا تقارن العمل مع العلم، فستظهر جميع الآثار النافعة. ومن جملة العلم أن لا يعلم الإنسان من بداية الأمر بأنه ينبغي أن يحتاط في الأمور التي لا يعلمها، والاحتياط ليس أمراً محرماً!.. بل الاحتياط- في الواقع- واجب في الكثير من الأحيان، وليس فيه أيضاً عسر وحرج.
v الكمال في سيادة هذين الأمرين
إذا اتفقت البشرية بأن تكون السيادة بيد العلم والعقل، فإنها ستعيش حالة الكمال، وكان هناك أب غير متدين، قد أوصى ابنه: (ولدي العزيز!.. إذا أردت أن تتخلص من هؤلاء الذين يقولون بوجود الله ووجود دين وشريعة، فأنكر من البداية وجود الله ووجود صانع لهذا العالم.. فإذا لم تنكر ذلك، فإنهم سيستدرجونك، ويتقدمون نحوك خطوة خطوةـ ولا تستطيع إجابتهم.. ولكنك إذا أنكرت وجود الله من البداية، فستتخلص من شرهم.
فإذا توافقنا بأن يكون العلم هو الحكم والقاضي فيما بيننا، فسنعيش حالة الكمال، والمعلومات التي نمتلكها تكفي لتوصلنا إلى المجهولات، ولكن بشرط التحلي بالإنصاف وعدم التراجع عن كلامنا. ولنقل: بأن العلم -في الواقع- يوصلنا إلى النتيجة، وننهي بذلك العمل، فإذا أيقنا بذلك، فالأمر كامل.
v عليك بالمؤخرات
سأل سماحة آية الله بهجت أحد الطلبة العرب ذات يوم: (ماذا تدرس)؟.. قال: (المقدمات)، فقال له سماحة آية الله ببيان لطيف: (عليك بالمؤخرات)!.. أي: إن المقصود من المقدمات هو الوصول إلى القرب الإلهي، والاتجاه نحو الله –تعالى- والأمور المعنوية، وهذا ما أوصيك به.
v الاستغفار بجد
إن استغفاراً واحداً بجد وصدق، يكفي لجميع هذه المصائب والكبائر.. وأما بالنسبة إلى مدى بقاء أثر هذا الاستغفار؟.. فهذا مما لا علم لنا به، ولكن ينبغي القول: نحن من الآن نقرر بأن الله –تعالى- إذا وفقنا فإننا لا نعصيه بعد هذا، ولا سيما مع جميع هذه الألطاف الإلهية؛ فإنه –تعالى- لا يجبر الإنسان على المعصية.
v عواقب الأمور
عندما يعطى الإنسان صحيفة أعماله بيده في يوم القيامة، فإن بعض الأشخاص يجدون في كتاب أعمالهم: (أنت قاتل فلان)، فيقول: إلهي!.. من قتلت أنا؟.. أنا لم أقتل أحداً؟.. وليس لي علم بأنني قاتل لأحد. فيقال له في الجواب: (قلت في مجلس فلان قولاً عن شخص، فنقل هذا القول إلى مجلس آخر، ومنه أيضاً إلى مجلس آخره حتى وصل هذا القول إلى شخص، فدفعته وحفزته على قتل الشخص، وكنت أنت السبب في هذا القتل).
وهذا النمط من السببية هي التي تدفع الإنسان إلى التمسك بالاحتياط وتوخي الحذر، فهل يستطيع الإنسان أن يلتفت إلى كلامه، ويعي بأن ما يقوله لا يترك أثراً سلبياً فيما لو تناقلته الأفواه عبر عشر وسائط؟.. وينبغي أن يؤدي كل فعل جائز مع طلب التوفيق من الله، وطلب النجاة منه تعالى، لئلا يتضمن هذا الفعل أموراً توجب المسؤولية بالنسبة إلى فاعله.
v قد يكون امتلاك الكرامات اختباراً إلهياً
لا تعشقوا المراتب العرفانية والكرامات، فإن هذه الأعمال قد تأخذ بأيديكم إلى النار(1) لأن مراتب المكروهات قريبة جداً من المحرمات، ومن أقبلت عليه الكرامات وهذه المراتب، فلا يحسب بأنها كرامة من الله –تعالى- إليه، ولا يعلم فإنها قد تكون من الاختبارات الإلهية الصعبة جداً، بحيث لا يجتاز الإنسان هذه الاختبارات إلا في ظل لطف إلهي خاص.
____________________________________
(1) لا يخفى بأن هذا الأمر خاص بالمراتب الدقيقة. وقد كتب الإمام الخميني-قدس سره- أيضاً في رسالة إلى ولده المرحوم السيد أحمد: (لا تفرط في نيل المقامات، سواء كانت تلك المقامات مادية أو معنوية)!..
v ينبغي الالتجاء إلى الله تعالى
إن ما هو موجود بالفعل في جميع رؤساء الضلال والفساد، فإنه موجود فينا بالقوة فيما لو لم يعصمنا الله تعالى، ولم يحفظنا، وإلا فهل يمكن القول: (إن أولئك جاؤوا من جهنم ونحن جئنا من الجنة)؟.. كل شيء ممكن، سوى الشخص الذي يعوذ بالله من شر نفسه أولاً، ثم يعوذ بالله من شر بقية الشرور.
v ما يدرينا لعل كل واحد منا (صدام) في نفسه!..
زار ذات يوم جماعة من قادة الحرب سماحة آية الله بهجت –دام ظله- وكان ذلك بعد عمليات الفتح المبين، فقدم هؤلاء تقريراً حول مقدار الأراضي التي فتحوها، ونسبة الخسائر التي ألحقوها بالعدو، و....
قال أحد الذين حضروا هذه الجلسة: أحسست عندما كان يتحدث أحد القادة بأنه مغرور جداً، فقال لي في هذا الحين القائد: (ولم يبق سوى صدام). فقطع آية الله بهجت كلامه، وقال بصورة مفاجئة: (ما يدريك لعل كل واحد منا (صدام في نفسه)!..
v منبع العادات
إن الملكة التي أشار إليها الفقهاء وعلماء الأخلاق، هي هذه العادة أي التعود على ترك المعاصي وفعل الواجبات بصورة مطلقة، كالشخص الذي اعتاد على تناول المخدرات، بحيث لو تركها يوماً واحداً لفقد الراحة والاستقرار. ونحن أيضاً فإننا مقيدون بشرب الشاي فلو لم نشربه يومين فسنصاب بالصداع.
وأما بالنسبة إلى العادات وأصلها فقد وقع الاختلاف: هل هي ميل نفساني أو خوف رباني؟.. وهذا الاختلاف في ترك المحرمات وفعل الواجبات. فإنه إذا اعتاد عليه الإنسان فسيكون منشأ لخشيته من الله تعالى. والسلام!.. يكفي هذا وهذه هي الملكة.
ويا ترى هل يجب أن يكون الإنسان كسلمان؟.. لا، فإنه قد يبتلى ببعض الابتلاءات، ولكنه يلتفت بسرعة إلى قبح ما صدر منه، ويدرك سوء عمله؛ فيتوب ويرجع، إن الله يحب كل مفتن تواب.
v تعظيم الشعائر والعداوة مع الله
إذا لم يعظم الإنسان الشعائر الإلهية، وداسها بقدمه أو ضربها عرض الجدار؛ فإن قلبه سيكون فارغاً من جميع عناصر التقوى.. ومن أهان الشعائر الإلهية، فإن الدافع لهذا العمل هو المواجهة مع الدين، وإلا فإن الشهوة والغضب لا يستوجبان هذه المعاصي.
إن من يدوس الشعائر بقدمه، ويهين المقدسات؛ فإن عداءه مع الدين.
وأما الشهوات واللذات والغضب، فهي للنفس الدنية الشهوية الغضبية، والأمور التي ترتبط بالدين أعظم جداً وأسمى منزلة.
رد: (تارك الصلاة كافر) لأن الزاني يزني، وشارب الخمر يشرب الخمر بداع من شهوته.. ولكن ترك الصلاة ليس فيه شهوة.
وقيل: اجتمع جماعة من الفساق فقال أحدهم: (إنني ارتكبت جميع المعاصي حتى (نعوذ بالله) الزنا بالمحارم). وقال الآخر: (حتى الزنا في الكعبة) وذكر كل واحد منهم أشد معصية ارتكبها، وقال شخص آخر: (حتى صوم العيدين) فأمسك هؤلاء الفساق هذا الأخير وضربوه ضرباً شديداً وقالوا له: نحن أهل الشهوة والغضب وارتكبنا جميع هذه المعاصي من منطق الشهوة واللذة، ولكن صمت صوماً محرماً، وهذا ما يبين بأنك عدو الله وعدو الدين)!..
v تعظيم الشعائر والعداوة مع الله
سأل أحد الأشخاص: (لماذا كان للعلماء الماضين الكثير من الكرامات التي لا نمتلكها)؟..
قيل له: (لأنهم كانوا لا يرون فرقاً بين المستحب والواجب. ولا يرون أيضاً فرقاً بين المكروه والمحرم، ولكنكم قسمتم الأحكام إلى خمسة أقسام، وتعاملتم مع كل قسم بصورة خاصة، ولهذا لم تكونوا من أهل الكرامة).(1)
____________________________________
(1) عندما ذكر آية الله بهجت هذه القصة مرة أخرى، بين بأن ذلك الشخص رأى الإمام صاحب الزمان -عليه السلام- في الرؤيا وكان الجواب هذا هو جواب صاحب العصر على سؤاله. والمقصود هو أن القدماء كانوا يقومون بالمستحبات كما يقومون بالواجبات، وكانوا يتركون المكروهات كما يتركون المحرمات.
v منزلة القدماء ومنزلتنا
ورد بأن السيد الرضي كان عنده مال، فقال لأصحاب: من يحتاج إلى المال فليأخذ من هذا المال فلم يأخذ أحد من ذلك المال سوى شخص واحد. وهذا الشخص أيضاً أخذ مبلغاً ثم أرجع نصفه وأعاده إلى مكانه وقال: كنت محتاجاً لنصف هذا المبلغ فقط. وأي زمان كان هذا الزمان بحيث كان الناس في سلامة من أمر دينهم؟!..
وفي زماننا أيضاً كان الشيخ إبراهيم سلماني في غاية الزهد، وكان يعيش في المدن المقدسة ويدرس في منزله، فتقدم له كمية كبيرة من القماش، فقال: (من يستحق فليأخذ بمقدار ما يستحق، وأنا لا علم لي بمن يستحق ومن لا يستحق).
فقالت أسرته: (أعط لكل واحدة منا بمقدار صنع عباءة).
فقال لهم: (هذه المرة أعطيكم ذلك، ولكن إذا جلبوا القماش مرة أخرى فإنني سأعطيه للآخرين). وهذا عكس ما في زماننا حيث لا يعلم بما يجري سوى الله تعالى!.. ما يدرينا؟.. فنحن أيضاً قد نتخلى عن المسؤولية ونلقيها على عاتق الآخرين.
v مجالسة الأولياء عن طريق كتبهم
نحن لا نستطيع القول: بأننا لا نستطيع مجالسة الأنبياء والأولياء، لأن قراءة الكتب الموثوق نسبتها إليهم تكون منزلة مجالستهم، وإن مجالسة القرآن هي مجالسة رسول الله (ص) كما أن آثار الأوصياء موجودة من قبيل نهج البلاغة والصحيفة السجادية، ومجالسة الإنسان لها تكون بمنزلة مجالسة أصحابها والحديث معهم والإصغاء إلى كلامهم. وقد يأتي زمان يتم فيه اكتشاف أجهزة قادرة على تجميع الأصوات المنتشرة في الفضاء، وهذا أمر ممكن ولا يمكن القول بأنه محال، وأصوات هؤلاء منتشرة في الفضاء على شكل ذبذبات وأمواج ولا تنعدم أبداً..
v بيان الظن بصورة قاطعة كذب
كان أحد الأشخاص متبحراً في الأخلاقيات، فقال لتلاميذه: (الحمد لله، مجلسنا ليس فيه استغابة، ولكننا لا يمكننا القول بأنه لا كذب فيه).. وهل الكلام الذي يقال هنا موافق للواقع، فهذا غير معلوم، فعلى سبيل المثال: إذا قال أحد الأشخاص مكان الظن: أنا علي يقين، أو قال مكان الاحتمال: أظن ذلك فهذا كذب، فإذا لم يكن لديك يقين إزاء قضية فلا تقل: أنا متيقن من ذلك.. ينبغي عدم استعمال اليقين مكان الظن، وعدم استعمال الظن مكان الشك والاحتمال.
وكان هذا الشخص مواظباً إلى هذا الحد، بأن لا يستغيب وهذا صعب جداً!.. مثلاً: أن يقول الإنسان: أنا على يقين ثم يدرك بأنه كان على ظن، وهذه الأمور هي التي تترك أثرها من حيث لا نعلم وتتجمع هذه الظنون وتترك أثرها.
v عواقب الكذب والغيبة
ورد في الأحاديث: بأن الكذب والغيبة من الكبائر التي هي أكبر من الكبائر الأخرى، ونعلم بأنه إذا فتحت أبواب الكذب والغيبة، فسوف لا يبقى حد للعصيان والطغيان، وستثار العديد من الفتن بسبب الغيبة والكذب!.. وإذا فتح طريق الغيبة فلا يعلم منتهاه إلا الله!.. فإذا كشف أحد الأشخاص الستار عن أحد المسلمين وذلك لمجرد رؤيته شيئاً لا قيمة له منه، وبادر إلى إذلاله بين الناس وأبعد الناس عنه، فسيكون الله –تعالى- هو الوحيد الذي يعلم الفتن التي ستثار هنا. وإذا كشف الإنسان الأسرار وهتك حجاب وحرمة المؤمنين، فستثار نزاعات كثيرة جداً.
وهذا الفعل ليس من قبيل الأفعال المحرمة التي تكون دوافعها الشهوات الجنسية، بحيث متى ما كانت الشهوة وقع الفعل، ومتى لم تكن الشهوة لم يقع.. والرجل الكهل لا تطرق باله هذه الأفكار والشهوات الجنسية، ولكن الغيبة ليست كذلك. والإنسان مهما يزداد في العمر، فإذا أراد أن يستغيب فإنه سيزداد ميلاً إليها، ويرغب بأن تكون الغيبة والحديث حول هذا وذاك فاكهة المجلس.
v قل المهتمون بالأمور المعنوية :
من الملاحظ فى هذه الأزمنة أن الأمور المعنوية: الدين، والأخلاق الشرعية؛ ليس لها طالب في الدنيا، وقد قل المهتمون بهذه الأمور.