دعاؤه في يوم الثلثاء
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي مَنَّ عَلَيَّ بِاسْتِحْكامِ الْمَعْرِفَةِ وَ الْاِخْلاصِ بِالتَّوْحيدِ لَهُ، وَ لَمْ يَجْعَلْني مِنْ اَهْلِ الْغَوايَةِ وَ الْغَباوَةِ وَ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ، وَ لا مِمَّنِ اسْتَحْوَذَ الشَّيْطانُ عَلَيْهِ فَاَغْواهُ وَ اَضَلَّهُ، وَ اتَّخَذَ اِلهَهُ هَواهُ، وَ سُبْحانَ اللَّهِ الَّذي يُجيبُ الْمُضْطَرَّ، وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ الضُرَّ، وَ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ الْجَهْرَ، وَ يَمْلِكُ الْخَيْرَ وَ الشَّرَّ.
وَ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ الَّذي يَحْلُمُ عَنْ عَبْدِهِ اِذا عَصاهُ، وَ يَتَلَقَّاهُ بِالْاِسْعافِ وَ التَّلْبِيَةِ اِذا دَعاهُ، وَ اللّهُ اَكْبَرُ الْبَسيطُ مُلْكُهُ، الْمَعْدُومُ شِرْكُهُ، الْمَجيدُ عَرْشُهُ، الشَّديدُ بَطْشُهُ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ الطَّاهِرينَ وَ سَلَّمَ تَسْليماً.
اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنْ لَمْ يَجِدْ لِسُؤالِهِ مَسْؤُولاً سِواكَ، وَ اَعْتَمِدُ عَلَيْكَ اعْتِمادَ مَنْ لايَجِدُ لِاعْتِمادِهِ مُعْتَمَداً غَيْرَكَ، لِاَنَّكَ الْاَوَّلُ الَّذِي ابْتَدَأْتَ الْاِبْتِداءَ، فَكَوَّنْتَهُ بِاَيْدي تَلَطُّفِكَ، فَاسْتَكانَ عَلى مَشِيَّتِكَ مُنْشَأً كَما اَرَدْتَ بِاِحْكامِ التَّقْديرِ وَ حُسْنِ التَّدْبيرِ.
وَ اَنْتَ اَعَزُّ وَ اَجَلُّ مِنْ اَنْ تُحيطَ الْعُقُولُ بِمَبْلَغِ وَصْفِكَ، اَنْتَ الْعالِمُ الَّذي لايَعْزُبُ عَنْكَ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي الْاَرْضِ وَ السَّماءِ(9)، وَ الْجَوادُ الَّذي لايُبَخِّلُكَ اِلْحاحُ الْمُلِحّينَ، فَاِنَّما اَمْرُكَ لِشَيْ ءٍ اِذا اَرَدْتَهُ اَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
اَمْرُكَ ماضٍ، وَ وَعْدُكَ حَتْمٌ، وَ حُكْمُكَ عَدْلٌ، وَ قَوْلُكَ فَصْلٌ، لايَعْزُبُ عَنْكَ شَيْ ءٌ، وَ لايَفُوتُكَ شَيْ ءٌ، وَ اِلَيْكَ مَرَدُّ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَ اَنْتَ الرَّقيبُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ، اِحْتَجَبْتَ بِالائِكَ فَلاتُرى، وَ شَهِدْتَ كُلَّ نَجْوى، وَ تَعالَيْتَ عَلَى الْعُلى، وَ تَفَرَّدْتَ بِالْكِبْرِياءِ، وَ تَعَزَّزْتَ بِالْقُدْرَةِ وَ الْبَقاءِ، وَ ذَلَّتْ لَكَ الْجَبابِرَةُ بِالْقَهْرِ وَ الْفَناءِ، فَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْاخِرَةِ وَ الْاُولى، وَ لَكَ الشُّكْرُ فِي الْبَدْءِ وَ الْعُقْبى.
اَنْتَ اِلهي حَليمٌ قادِرٌ، رَؤُوفٌ غافِرٌ، وَ مَلِكٌ قاهِرٌ، وَ رازِقٌ بَديعٌ، مُجيبٌ سَميعٌ، بِيَدِكَ نَواصِي الْعِبادِ وَ قَواصِي الْبِلادِ، حَىُّ قَيُّومٌ جَوادٌ، ماجِدٌ كَريمٌ رَحيمٌ.
اَنْتَ اِلهِي الْمالِكُ الَّذي مَلَكْتَ الْمُلُوكَ فَتَواضَعَ لِهَيْبَتِكَ الْاَعِزَّاءُ، وَ دانَتْ لَكَ بِالطَّاعَةِ الْاَوْلِياءُ(10)، فَاحْتَوَيْتَ بِاِلهِيَّتِكَ عَلَى الْمَجْدِ وَ السَّناءِ، وَ لايَؤُودُكَ حِفْظُ خَلْقِكَ وَ لا قَلَّتْ عَطاياكَ بِمَنْ مَنَحْتَهُ سَعَةَ رِزْقِكَ.
وَ اَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، سَتَرْتَ عَلَيَّ عُيُوبي، وَ اَحْصَيْتَ عَلَيَّ ذُنُوبي، وَ اَكْرَمْتَني بِمَعْرِفَةِ دينِكَ، وَ لَمْ تَهْتِكْ عَنّي جَميلَ سِتْرِكَ يا حَنَّانُ، وَ لَمْ تَفْضَحْني يا مَنَّانُ، اَسْأَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ وَ اَنْ تُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً، هَنيئاً مَريئاً، صَبّاً صَبّاً.
وَ اَسْأَلُكَ يا اِلهي اَماناً مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَ اَسْأَلُكَ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ، وَ دَوامَ عافِيَتِكَ، وَ مَحَبَّةَ طاعَتِكَ وَ اجْتِنابَ مَعْصِيَتِكَ، وَ حُلُولَ جَنَّتِكَ اِنَّكَ تَمْحُو ما تَشاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِندَكَ اُمُّ الْكِتابِ، تَغْفِرُلي ذُنُوباً حالَتْ(11) بَيْني وَ بَيْنَكَ بِاقْتِرافي لَها.
فَاَنْتَ اَهْلٌ اَنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ، وَ تُنْقِذَني مِنْ اَليمِ عُقُوبَتِكَ، وَ تُدْرِجَني دَرَجَ الْمُكْرَمينَ، وَ تُلْحِقَني مَوْلايَ بِالصَّالِحينَ، مَعَ الَّذينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بِصَفْحِكَ وَ تَغَمُّدِكَ، يا رَؤُوفُ يا رَحيمُ.
يا رَبِّ وَ اَسْأَلُكَ الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ وَ اَنْ تَحْتَمِلَ عَنّي واجِبَ حُقُوقِ الْاباءِ وَ الْاُمَّهاتِ، وَ اَدِّ حُقُوقَهُمْ عَنّي وَ اَلْحِقْني مَعَهُمْ بِالْاَبْرارِ وَ الْاِخْوانِ وَ الْاَخَواتِ وَ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِناتِ، وَ اغْفِرْلي وَ لَهُمْ جَميعاً اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَ الِهِ اَجْمَعينَ.
دعاؤه في يوم الاربعاء
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي مَرْضاتُهُ فِي الطَّلَبِ اِلَيْهِ وَ الْتِماسِ ما لَدَيْهِ، وَ سَخَطُهُ في تَرْكِ الْاِلْحاحِ فِي الْمَسْأَلَةِ عَلَيْهِ، وَ سُبْحانَ اللَّهِ شاهِدِ كُلِّ نَجْوى بِعِلْمِهِ، وَ مُبائِنِ كُلِّ ذي جِسْمٍ بِنَفْسِهِ.
وَ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ الَّذي لايُدْرَكُ بِالْعُيُونِ وَ الْاَبْصارِ، وَ لايُجْهَلُ بِالْعُقُولِ وَ الْاَلْبابِ، وَ لا يَخْلُو مِنَ الضَّميرِ وَ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْاَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ، وَ اللَّهُ اَكْبَرُ الْمُتَجَلِّلُ عَنْ صِفاتِ الْمَخْلُوقينَ، الْمُطَّلِعُ عَلى ما في قُلُوبِ الْخَلائِقِ اَجْمَعينَ.
اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنْ لايَمَلُّ دُعاءَ رَبِّهِ، وَ اَتَضَرَّعُ اِلَيْكَ تَضَرُّعَ غَريقٍ يَرْجُو كَشْفَ كَرْبِهِ، وَ اَبْتَهِلُ اِلَيْكَ ابْتِهالَ تائِبٍ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ خَطاياهُ، وَ اَنْتَ الرَّؤُوفُ الَّذي مَلَكْتَ الْخَلائِقَ كُلَّهُمْ، وَ فَطَرْتَهُمْ اَجْناساً مُخْتَلِفاتِ الْاَلْوانِ وَ الْاَقْدارِ عَلى مَشِيَّتِكَ، وَ قَدَّرْتَ اجالَهُمْ، وَ اَدْرَرْتَ اَرْزاقَهُمْ، فَلَمْ يَتَعاظَمْكَ خَلْقُ خَلْقٍ، حَتَّى كَوَّنْتَهُ كَما شِئْتَ مُخْتَلِفاً مِمَّا شِئْتَ.
فَتَعالَيْتَ وَ تَجَبَّرْتَ عَنِ اتِّخاذِ وَزيرٍ، وَ تَعَزَّزْتَ عَنْ مَوازَرَةِ(12) شَريكٍ، وَ تَنَزَّهْتَ عَنْ اِتِّخاذِ الْاَبْناءِ، وَ تَقَدَّسْتَ عَنْ مُلامَسَةِ النِّساءِ، فَلَيْسَتِ الْاَبْصارُ بِمُدْرِكَةٍ لَكَ، وَ لَاالاَوْهامُ بِواقِعَةٍ عَلَيْكَ، وَ لَيْسَ لَكَ شَريكٌ وَ لا نِدٌّ، وَ لا عَديلٌ وَ لانَظيرٌ.
اَنْتَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الدَّائِمُ، الْاَوَّلُ الاْخِرُ، وَ الْعالِمُ الْاَحَدُ الصَّمَدُ الْقائِمُ، الَّذي لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً اَحَدٌ، لاتُنالُ بِوَصْفٍ(13)، وَ لا تُدْرَكُ بِوَهْمٍ، وَ لايُغَيِّرُكَ في مَرِّ الدُّهُورِ صَرْفٌ، كُنْتَ اَزَلِيّاً لَمْ تَزَلْ وَ لا تَزالُ، وَ عِلْمُكَ بِالْاَشْياءِ فِي الْخَفاءِ كَعِلْمِكَ بِها فِي الْاِجْهارِ وَ الْاِعْلانِ.
فَيا مَنْ ذَلَّتْ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ، وَ خَضَعَتْ لِعِزَّتِهِ الرُّؤَساءُ، وَ مَنْ كَلَّتْ عَنْ بُلُوغِ ذاتِهِ اَلْسُنُ الْبُلَغاءِ، وَ مَنْ اَحْكَمَ تَدْبيرَ الْاَشْياءِ، وَ اسْتَعْجَمَتْ عَنْ اِدْراكِهِ عِبارَةُ عُلُومِ الْعُلَماءِ.
يا سَيِّدي اَتُعَذِّبُني بِالنَّارِ وَ اَنْتَ اَمَلي، اَوْ تُسَلِّطُها عَلَيَّ بَعْدَ اِقْراري لَكَ بِالتَّوْحيدِ، وَ خُضُوعي وَ خُشُوعي لَكَ بِالسُّجُودِ، اَوْ تُلَجْلِجِ لِساني فِي الْمَوْقِفِ، وَ قَدْ مَهَّدْتَ لي بِمَنِّكَ سُبُلَ الْوُصُولِ اِلَى التَّسْبيحِ وَ التَّحْميدِ(14) وَ الَّتمْجيدِ.
فَيا غايَةَ الطَّالِبينَ وَ اَمانَ الْخائِفينَ، وَ عِمادَ الْمَلْهُوفينَ وَ غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، وَ جارَ الْمُسْتَجيرينَ، وَ كاشِفَ ضُرِّ الْمَكْرُوبينَ وَ رَبَّ الْعالَمينَ، وَ دَيَّانَ يَوْمِ الدّينَ وَ اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ وَ تُبْ عَلَيَّ وَ اَلْبِسْنِي الْعافِيَةَ، وَ ارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ رِزْقاً واسِعاً، وَ اجْعَلْني مِنَ التَّوَّابينَ.
اَللَّهُمَّ وَ اِنْ كُنْتَ كَتَبْتَني شَقِيّاً عِنْدَكَ فَاِنّي اَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ(15)، وَ بِالْكِبْرِياءِ وَ الْعَظَمَةِ الَّتي لايُقاوِمُها مُتَكَبِّرٌ وَ لا عَظيمٌ، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ وَ اَنْ تُحَوِّلَني سَعيداً، فَاِنَّكَ تُجْرِي الْاُمُورَ عَلى اِرادَتِكَ، وَ تُجيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيْكَ، يا قَديرُ وَ اَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ وَ اَنْتَ الرَّؤُوفُ الرَّحيمُ الْخَبيرُ.
تَعْلَمُ ما في نَفْسي وَ لا اَعْلَمُ ما في نَفْسِكَ، اِنَّكَ اَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، فَالْطُفْ بي فَقَديماً لَطُفْتَ بِمُسْرِفٍ عَلى نَفْسِهِ، فَامْنُنْ عَلَيَّ فَقَدْ مَنَنْتَ عَلى غَريقٍ في بُحُورِ خَطيئَتِهِ(16)، اَسْلَمَتْهُ لِلْحُتُوفِ كَثْرَةُ زَلَلِهِ.
وَ تَطَوَّلْ عَلَيَّ يا مُتَطَوِّلاً عَلَى الْمُذْنِبِينَ بِالصَّفْحِ وَ الْعَفْوِ، فَانَّكَ لَمْ تَزَلْ اخِذاً بِالْفَضْلِ عَلَى الْخاطِئينَ وَ الصَّفْحِ عَلَى الْعاثِرِينَ، وَ مَنْ وَجَبَ لَهُ بِاجْتِرائِهِ عَلَى الْاثامِ حُلُولُ دارِ الْبَوارِ.
يا عالِمَ الْخَفِيَّاتِ وَ الْاَسْرارِ، يا جَبَّارُ يا قَهَّارُ، وَ ما اَلْزَمْتَنيهِ مَوْلايَ مِنْ فَرْضِ الْاباءِ وَ الْاُمَّهاتِ وَ واجِبِ حُقُوقِهِمْ مَعَ الْاِخْوانِ وَ الْاَخَواتِ، فَاحْتَمِلْ ذلِكَ عَنّي اِلَيْهِمْ وَ اَدِّهِ يا ذَاالْجَلالِ وَ الْاِكْرامِ، وَ اغْفِرْ لِلْمؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِناتِ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.
دعاؤه في يوم الخميس
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي لَهُ في كُلِّ نَفَسٍ مِنَ الْاَنْفاسِ وَ خَطْرَةٍ مِنَ الْخَطَراتِ مِنَّا مِنَنٌ لاتُحْصى، وَ في كُلِّ لَحْظَةٍ مِنَ اللَّحَظاتِ نِعَمٌ لا تُنْسى، وَ في كُلِّ حالٍ مِنَ الْحالاتِ عائِدَةٌ لاتَخْفى.
وَ سُبْحانَ اللَّهِ الَّذي يَقْهَرُ الْقَوِيَّ وَ يَنْصُرُ الضَّعيفَ، وَ تَجْبُرُ الْكَسيرَ، وَ يُغْنِي الْفَقيرَ، وَ يَقْبَلُ الْيَسيرَ، وَ يُعْطِي الْكَثيرَ، وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ، وَ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ السَّابِغُ النِّعْمَةِ، الْبالِغُ الْحِكْمَةِ، الدَّامِغُ الْحُجَّةِ، الْواسِعُ الرَّحْمَةِ، المانِعُ الْعِصْمَةِ.
وَ اللَّهُ اَكْبَرُ، ذُوالسُّلْطانِ الْمَنيعِ وَ الْبُنْيانِ الرَّفيعِ، وَ الْاِنْشاءِ الْبَديعِ وَ الْحِسابِ السَّريعِ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ خَيْرِ النَّبِيّينَ وَ الِهِ الطَّاهِرينَ وَ سَلَّمَ تَسْليماً.
اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ سُؤالَ الْخائِفِ مِنْ وَقْفَةِ الْمَوْقِفِ، الْوَجِلِ مِنَ الْعَرْضِ، الْمُشْفِقِ مِنَ الْحِسابِ، الْخَشْيَةِ لِبَوائِقِ(17) الْقِيامَةِ، الْمَأْخُوذِ عَلَى الْغِرَّةِ، النّادِمِ عَلَى الْخَطيئَةِ، الْمَسْؤُولِ الْمُحاسَبِ الْمُثابِ الْمُعاقَبِ، الَّذي لَمْ يُكِنَّهُ عَنْكَ مكانٌ، وَ لا وَجَدَ مَفَرّاً اِلاَّ اِلَيْكَ، مُتَنَصِّلاً مُلْتَجِأً مِنْ سَيِّي ءِ عَمَلِهِ، مُقِرّاً بِعَظيمِ ذُنُوبِهِ.
قَدْ اَحاطَتْ بِه الْهُمُومُ، وَ ضاقَتْ عَلَيْهِ رَحائِبُ التُّخُومِ، مُوقِنٌ بِالْمَوْتِ، مُبادِرٌ بِالتَّوبَةِ قَبْلَ الْفَوْتِ، اِنْ مَنَنْتَ بِها عَلَيْهِ وَ عَفَوْتَ عَنْهُ، فَاَنْتَ اِلهي رَجائي اِذْ ضاقَ عَنِّي الرَّجاءُ، وَ مَلْجَأي اِذْ لَمْ اَجِدْ فِناءً لِلْاِلْتِجاءِ، تَوَحَّدْتَ سَيِّدي بِالْعِزَّ وَ الْعَلاءِ، وَ تَفَرَّدْتَ بِالْوَحْدانِيَّةِ وَ الْبَقاءِ، وَ اَنْتَ الْمُتَعَزِّزُ الْمُتَفَرِّدُ بِالْمَجْدِ، فَلَكَ رَبّي الْحَمْدُ.
لايُواري مِنْكَ مَكانٌ، وَ لايُغَيِّرُكَ دَهْرٌ وَ لا زَمانٌ(18)، اَلَّفْتَ بِلُطْفِكَ الْفِرَقَ وَ فَلَقْتَ بِقُدْرَتِكَ الْفَلَقَ، وَ اَنَرْتَ بِكَرَمِكَ دَياجِيَ الْغَسَقِ، وَ اَجْرَيْتَ الْمِياهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّياخيدِ عَذْباً وَ اُجاجاً، وَ اَنْهَرْتَ مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً، وَ جَعَلْتَ الشَّمْسَ لِلْبَرِيَّةِ سِراجاً وَهَّاجاً، وَ الْقَمَرَ وَ النُجُومَ اَبْراجاً، مِنْ غَيْرِ اَنْ تُمارِسَ فيمَا ابْتَدَأْتَ لُغُوباً وَ لا عِلاجاً.
وَ اَنْتَ اِلهُ كُلِّ شَيْ ءٍ وَ خالِقُهُ، وَ جَبَّارُ كُلِّ مَخْلُوقٍ وَ رازِقُهُ، فَالْعَزيزُ مَنْ اَعْزَزْتَ، وَ الذَّليلُ مَنْ اَذْلَلْتَ، وَ السَّعيدُ مَنْ اَسْعَدْتَ، وَ الشَّقِيُّ مَنْ اَشْقَيْتَ، وَ الْغَنِيٌّ مَنْ اَغْنَيْتَ، وَ الْفَقيرُ مَنْ اَفْقَرْتَ.
اَنْتَ وَلِييّ وَ مَوْلايَ، وَ عَلَيْكَ رِزْقي، وَ بِيَدِكَ ناصِيَتي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ، وَ عُدْ بِفَضْلِكَ عَلى عَبْدٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ، وَ اسْتَوْلى عَلَيْهِ التَّسْويفُ حَتَّى سالَمَ الْاَيَّامَ فَارْتَكَبَ الْمَحارِمَ وَ الْاثامَ.
وَ اجْعَلْني سَيِّدي عَبْداً يَفْزَعُ اِلَى التَّوْبَةِ فَاِنَّها مَفْزَعُ الْمُذْنِبينَ، وَ اَغْنِني بِجُودِكَ الْواسِعِ عَنِ الْمَخْلُوقينَ، وَ لاتُحْوِجْني اِلى شِرارِ الْعالَمينَ، وَ هَبْ لي عَفْوَكَ في مَوْقِفِ يَوْمِ الدّين، فَاِنَّكَ اَرْحَمُ الرَّاحِمينَ وَ اَجْوَدُ الْاَجْوَدينَ وَ اَكْرَمُ الْاَكْرَمينَ.
يا مَنْ لَهُ الْاَسْماءُ الْحُسْنى وَ الْاَمْثالُ الْعُلْيا، وَ جَبَّارُ السَّماواتِ وَ الْاَرَضينَ، اِلَيْكَ قَصَدْتُ راجِياً، فَلا تَرُدَّ(19) يَدي عَنْ سَنِيِّ مَواهِبِكَ صِفْراً، اِنَّكَ جَوادٌ مِفْضالٌ، يا رَؤُوفاً بِالْعِبادِ، وَ مَنْ هُوَ لَهُمْ بِالْمِرْصادِ.
اَسْأَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ وَ اَنْ تُجْزِلَ ثَوابي وَ تُحْسِنَ مَابي، وَ تَسْتُرَ عُيُوبي، وَ تَغْفِرَ ذُنُوبي، وَ تُنْقِذَني مَوْلايَ بِفَضْلِكَ مِنْ أَليمِ الْعَذابِ(20)، اِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ وَهَابٌ، فَقَدْ اَلْقَتْنِي السَّيِّئاتُ وَ الْحَسَناتُ بَيْنَ ثَوابٍ وَ عِقابٍ.
وَ قَدْ رَجْوتُ(21) أَنْ تَكُونَ بِلُطْفِكَ تَتَغَمَّدُ عَبْدَكَ الْمُقِرَّ بِفَوادِحِ الْعُيُوبِ، الْمُعْتَرِفَ بِفَضائِحِ الذُّنُوبِ، وَ تَصْفَحَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ يا غافِرَ الذُّنُوبِ عَنْ زَلَلِهِ، فَلَيْسَ لي سَيِّدي رَبٌّ اَرْتَجيهِ غَيْرُكَ، وَ لا اِلهٌ اَسْأَلُهُ جَبْرَ فاقَتي وَ مَسْكَنَتي سِواكَ، فَلا تَرُدَّني مِنْكَ بِالْخَيْبَةِ يا مُقيلَ الْعَثَراتِ وَ كاشِفَ الْكُرُباتِ.
اِلهي فَسُرَّني فَاِنّي لَسْتُ بِاَوَّلِ مَنْ سَرَرْتَهُ(22) يا وَلِيَّ النِّعَمِ، وَ شَديدَ النِّقَمِ، وَ دائِمَ الْمَجْدِ وَ الْكَرَمِ، وَ اخْصُصْني مِنْكَ بِمَغْفِرَةٍ لا يُقارِنُها شَقاءٌ، وَ سَعادَةٍ لايُدانيها اَذىً، وَ اَلْهِمْني تُقاكَ وَ مَحَبَّتَكَ، وَ جَنِّبْني مُوبقاتِ مَعْصِيَتِكَ، وَ لاتَجْعَلْ للِنَّارِ عَلَيَّ سُلْطاناً، اِنَّكَ اَهْلُ التَّقْوى وَ اَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وَ قَدْ دَعَوْتُكَ كَما اَمَرْتَني وَ تَكَفَّلْتَ بِالْاِجابَةِ، فَلا تُخَيِّبْ سائِلَكَ، وَ لا تَخْذُلْ طالِبَكَ، وَ لا تَرُدَّ امِلَكَ، يا خَيْرَ مَأْمُولٍ.
وَ اَسْأَلُكَ بِرَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ فَرْدانِيَّتِكَ وَ رُبُوبِيَّتِكَ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ(23) شَيْ ءٍ قَديرٌ، وَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ مُحيطٌ، فَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ دُنْياىَ وَ اخِرتي فَاِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ، لَطيفٌ لِما تَشاءُ، وَ اَدْرِجْني دَرَجَ مَنْ اَوْجَبْتَ لَهُ حُلُولَ دارِ كَرامَتِكَ مَعَ اَصْفِيائِكَ وَ اَهْلِ اخْتِصاصِكَ بِجَزيلِ مَواهِبِكَ في دَرَجاتِ جَنَّاتِكَ، مَعَ الَّذينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيّينَ وَ الصِّدّيقينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحينَ وَ حَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً.
وَ مَا افْتَرَضْتَ عَلَيَّ يا اِلهي فَاحْتَمِلْهُ عَنّي اِلى مَنْ اَوْجَبْتَ حُقُوقَهُ مِنَ الْاباءِ وَ اْلاُمَّهاتِ وَ اْلاِخْوَةِ وَ اْلاَخَواتِ، وَ اغْفِرْلي وَ لَهُمْ مَعَ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِناتِ اِنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ، واسِعُ الْبَرَكاتِ، وَ ذلِكَ عَلَيْكَ يَسيرٌ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَ الِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً.
دعاؤه في كل يوم من ايام رجب
اَللَّهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِ السَّابِغَةِ وَ الْالاءِ الْوازِعَةِ، وَ الرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَ الْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَ النِّعَمِ الْجَسيمَةِ، وَ الْمَواهِبِ الْعَظيمَةِ، وَ اْلاَيادِي الْجَميلَةِ، وَ الْعَطايَا الْجَزيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثيلٍ وَ لايُمَثَّلُ بِنَظيرٍ وَ لايُغْلَبُ بِظَهيرٍ.
يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ، وَ اَلْهَمَ فَاَنْطَقَ، وَ ابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَ عَلا فَارْتَفَعَ، وَ قَدَّرَ فَأَحْسَنَ، وَ صَوَّرَ فَاَتْقَنَ، وَ احْتَجَّ فَأبْلَغَ، وَ أَنْعَمَ فَاَسْبَغَ، وَ اَعْطى فَاَجْزَلَ، وَ مَنَحَ فَاَفْضَلَ، يا مَنَ سَما فِي الْعِزِّ فَفاتَ خَواطِرَ الْاَبْصارِ، وَ دَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الْاَفْكارِ.
يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ في مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ وَ تَفَرَّدَ بِالْكِبْرِياءِ وَ الْالاءِ فَلا ضِدَّ لَهُ في جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يا مَنْ حارَتْ في كِبْرِياءِ هَيْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الْاَوْهامِ،وَ انْحَسَرَتْ دُونَ اِدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ اَبْصارِ الْاَنامِ.
يا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ، وَ خَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ، وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خيفَتِهِ، اَسْأَلُكَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتي لا تَنْبَغي إلاَّ لَكَ، وَ بِما وَاَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعيكَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَ بِما ضَمِنْتَ الْاِجابَةَ فيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعينَ.
يا اَسْمَعَ السَّامِعينَ وَ يا اَبْصَرَ الْمُبْصِرينَ، وَ يا اَنْظَرَ النَّاظِرينَ وَ يا اَسْرَعَ الْحاسِبينَ، وَ يا اَحْكَمَ الْحاكِمينَ، وَ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَ عَلى اَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرينَ الْاَخْيارِ، وَ اَنْ تَقْسِمَ لي في شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ، وَ اَنْ تَحْتِمَ لي في قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ، وَ تَخْتِمَ لي بِالسَّعادَةِ فيمَنْ خَتَمْتَ.
وَ اَحْيِني ما اَحْيَيْتَني مَوْفُوراً، وَ اَمِتْني مَسْرُوراً وَ مَغْفُوراً، وَ تَوَلَّ اَنْتَ نَجاتي مِنْ مُساءَلَةِ الْبَرْزَخِ، وَ ادْرَأْ عَنّي مُنْكَراً وَ نَكيراً، وَ اَرِ عَيْني مُبَشِّراً وَ بَشيراً، وَ اجْعَلْ لي اِلى رِضْوانِكَ وَ جِنانِكَ مَصيراً وَ عَيْشاً قَريراً وَ مُلْكاً كَبيراً، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ بُكْرَةً وَ اَصيلاً، يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثم تقول:
اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ بِعُقَدِ عِزِّكَ عَلى اَرْكانِ عَرْشِكَ، وَ مُنْتَهى رَحْمَتِكَ مِنْ كِتابِكَ، وَ اسْمِكَ الْاَعْظَمِ الْاَعْظَمِ، وَ ذِكْرِكَ الْاَعْلَى الْاَعْلى، وَ كَلِماتِكَ التَّامَّاتِ كُلِّها اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ، وَ اَسْأَلُكَ ما كانَ اَوْفى بِعَهْدِكَ، وَ اَقْضى لِحَقِّكَ، وَ اَرْضى لِنَفْسِكَ، وَ خَيْراً لي فِي الْمَعادِ عِنْدَكَ وَ الْمَعادِ اِلَيْكَ، وَ اَنْ تُعْطِيَني جَميعَ ما اُحِبُّ وَ تَصْرِفَ عَنّي جَميعَ ما اَكْرَهُ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
دعاؤه في يوم النصف من شهر رجب
عن الصادق عليه السلام انّه قال: دخل عدى بن ثابت الانصارى على اميرالمؤمنين عليه السلام في يوم النصف من رجب و هو يصلي، فلما سمع حسّه اومى بيده الى خلفه ان قف، قال عدى: فوقفت فصلّى اربع ركعات لم نَر أحَداً صلاّها قبله و لا بعده، فلما سلّم بسط يده و قال:
اَللَّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنيدٍ، وَ يا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ، اَنْتَ كَهْفي حينَ تُعْيينِي الْمَذاهِبُ، وَ اَنْتَ بارِى ءُ خَلْقي رَحْمَةً لي، وَ قَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقي غَنِيّاً، وَ لَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتَ مِنَ الْهالِكينَ، وَ اَنْتَ مُؤَيِّدي بِالنَّصْرِ عَلى اَعْدائي وَ لَوْلا نَصْرُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحينَ.
يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها وَ مُنْشِيَ الْبَرَكَةِ مِنْ مَواضِعِها، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشُّمُوخِ وَ الرِّفْعَةِ، فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يِتَعَزَّزُونَ، يا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى اَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ.
اَسْأَلُكَ بِكَيْنُونِيَّتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ، وَ اَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، وَ اَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ، فَخَلَقْتَ بِها جَميعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ اَهْلِ بِيْتِهِ.
قال: ثم تكلّم بشى ء خفي عنّي، ثم التفت الىّ فقال: يا عدى اسمعت؟ قلت: نعم، قال: أحفظت؟ قلت: نعم، قال: ويحك احفظه و اعربه فوالّذي فلق الحبّة و نصب الكعبة و برء النسمة ما هو عند احد من اهل الارض و لا دعابه مكروب الاّ نفّس الله كربته.