كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 حقوق الناس عليك والواجبات اتجاههم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 873
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

حقوق الناس عليك والواجبات اتجاههم Empty
مُساهمةموضوع: حقوق الناس عليك والواجبات اتجاههم   حقوق الناس عليك والواجبات اتجاههم I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 18, 2015 11:16 am

الحقوق والواجبات

بِسِم اللّه الرحمِن الرحيمِ
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام:
«الحق أوسع الأشياء في التواصف، وأضيقها في التناصف، لا يجري لأحد إلا جرى عليه، ولا يجري عليه إلا جرى له، ولو كان لأحد أن يجري له ولا يجري عليه لكان ذلك خالصاً للّه سبحانه دون خلقه، لقدرته على عباده، ولعدله في كل ما جرت عليه صروف قضائه. ولكن جعل حقه على العباد أن يطيعوه، وجعل جزاءهم عليها مضاعفة الثواب تفضلاً منه، وتوسعاً بما هو من المزيد أهله. ثم جعل سبحانه من حقوقه حقاً افترضها لبعض الناس على بعض، فجعلها تتكافأ في وجوهها، ويوجب بعضها بعضاً، ولا يستوجب بعضها إلا ببعض».

بِسمِ اللّه الرحمنِ الرحيمِ
الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وبعد:
فان الانسان مدني بالطبع، لا يستغني عن أبناء جنسه، ولا يستطيع اعتزالهم والتخلف عن مسايرة ركبهم، فانه متى انفرد عنهم أحسن بالوحشة والغربة، واستشعر الوهن والخذلان، ازاء طوارئ الأقدار وملمات الحياة، وعجز عن تحقيق ما يصبو اليه من أماني وآمال، لا يتسنى له تحقيقها الا بالتضامن والتآزر الاجتماعيين.
فهو فرع من دوحة أسرية وشجت على الآباء، وتفرعت عن الأبناء، فالأعمام والأخوال، وامتدت أغصانها حتى انتضمت سائر الأقرباء والأرحام.
وهو عنصر من عناصر المجتمع، ولبنة في كيانه، تتجاذبه أواصر شتى وصلات مختلفة: من العقيدة، والصداقة، والثقافة، والمهنة، وغيرها من الصلات الكثر.
وهذا الترابط الاجتماعي، او المجتمع المترابط، لابد له من دستور ينظم حياته، ويوثق أواصره، ويحقق العدل الاجتماعي في ظلاله، بما يرسمه من حقوق وواجبات، فردية واجتماعية، تضمن صالح المجتمع، وتصون حقوقه وحرماته المقدسة.
وبذلك يغدو المجتمع زاهراً، سعيداً بالوئام والسلام، والخير والجمال. وباغفال ذلك يغدو المجتمع بائساً شقياً، تسوده الفوضى، ويشيع فيه التسيب، وتنخر في كيانه عوامل التخلف والانهيار.
وقد حوت الشريعة الاسلامية - فيما حوته من ضروب المعجزات الاصلاحية - انها جاءت بدستور أخلاقي هادف بناء، ينظم حياة الفرد وحياة المجتمع أفضل وأكمل تنظيم، بما يرسم له من حقوق وآداب اجتماعية في مختلف الحقول والمجالات، ما يحقق للمسلمين مفاهيم السلام والرخاء، ويكفل إسعادهم أدبياً ومادياً.
من أجل ذلك كان لزاماً على المسلم أن يستلهم ذلك الدستور، ويعرف ماله وعليه من الواجبات والحقوق، ويعنى بتطبيقه والسير على هداه، ليكون مثلاً رفيعاً في جمال السيرة وحسن السلوك، ورعاية حقوق من ينتسب اليهم، ويرتبط بهم من صنوف الروابط والصلات الاجتماعية، وليحقق بذلك ما يهفو اليه من توقير وحب وثناء.
وهذا ما حداني إلى وضع هذا الكتاب، الذي خططته ورسمت مفاهيمه على ضوء القرآن الكريم، وأخلاق أهل البيت عليهم السلام ووصاياهم الحكيمة الجليلة. وعرضت فيه طائفة من أهم الحقوق، وأبلغها أثراً في حياة الفرد
والمجتمع، مبتدئاً فيه بحقوق اللّه على العباد، فحقوق رسوله الأعظم صلى اللّه عليه وآله، فحقوق الأئمة المعصومين من آله عليهم السلام. ثم استعرضت الحقوق واحداً إثر آخر، متدرجاً من حقوق العلماء الى حقوق الأساتذة والطلاب، فالوالدين والأولاد، والزوجية والرحمية، الى الحقوق الاجتماعية الأخرى التي يجدها المطالع في حقول الكتاب.
وأملي أن يجد فيه المؤمنون رائد خير، وداعية صلاح، ومنار هداية. وان يحظى بشرف قبول اللّه تعالى، وجميل رضوانه، وواسع لطفه ورحمته إنه قريب مجيب.
الحقوق الالهية
تتفاوت الحقوق بتفاوت أربابها، وقيم عطفهم وفضلهم على المحسنين اليهم.
فللصديق حق معلوم، ولكنه دون حق الشقيق البار العطوف، الذي جمع بين آصرة القربى وجمال اللطف والحنان.
وحق الشقيق دون حق الوالدين، لجلالة فضلهما على الولد وتفوقه على كل فضل.
وبهذا التقييم ندرك عظمة الحقوق الالهية، وتفوقها على سائر الحقوق، فهو المنعم الأعظم الذي خلق الانسان، وحباه من صنوف النعم والمواهب ما يعجز عن وصفه وتعداده، «ألم تروا أن اللّه سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة» (لقمان: 20).
«وان تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها» (ابراهيم: 34).
فكيف يستطيع الانسان حد تلك الحقوق وعرضها، والاضطلاع بواجب شكرها، إلا بعون اللّه تعالى وتوفيقه.
فلا مناص من الاشارة الى بعضها والتلويح عن واجباتها، وهي بعد احراز الايمان باللّه، والاعتقاد بوحدانيته، واتصافه بجميع صفات الكمال وتنزيهه عما لا يليق بجلال ألوهيته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
حقوق الناس عليك والواجبات اتجاههم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النميمة بين الناس
» السخرية من الناس
» العدل بين الناس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم الخامس الخاص بالعرفان والاذكاروالمناجاة اضغط هنا-
انتقل الى: