كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 غرور المال والغنى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 873
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

غرور المال والغنى Empty
مُساهمةموضوع: غرور المال والغنى   غرور المال والغنى I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 18, 2015 6:43 am


غرور المال
وهكذا يستثير المال كوامن الغرور، ويعكس على أربابه صوراً مقيتة من التلبيس والخداع.
فهو يفتن الأثرياء من عشاق الجاه، ويحفّزهم على السخاء والأريحية، بأموال مشوبة بالحرام، ويحبسون أنهم يحسنون صنعاً، وهم مخدوعون مغرورون.
وقد يتعطف بعضهم على البؤساء والمعوزين جهراً ويشحّ عليهم سراً، كسباً للسمعة والاطراء، وهو مغرور مفتون.
ومنهم من يمتنع عن أداء الحقوق الالهية المحَتّمة عليه بخلاً وشحاً، مكتفياً بأداء العبادات التي لا تتطلب البذل والانفاق، كالصلاة والصيام، زاعماً براءة ذمته بذلك، وهو مفتون مغرور، إذ يجب أداء الفرائض الإلهية مادية وعبادية، ولكل فرض أهميته في عالم العقيدة والشريعة.
ومن أجل ذلك كان المال من أخطر بواعث الغرور ومفاتنه.
فعن الصادق عليه السلام قال: «يقول ابليس: ما أعياني في ابن آدم فلن يُعييني منه واحدة من ثلاثة: أخذُ مالٍ من غير حلّه، أو مَنعه من حقه، أو وضعه في غير وجهه»

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله،: إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم»
المال بين المدح والذم:
للمال محاسنه ومساوئه، ومضاره ومنافعه، فهو يُسعد ويشقي أربابه تبعاً لوسائل كسبه وغايات إنفاقه.
فمن محاسنه: أنه الوسيلة الفعالة لتحقيق وسائل العيش، ونيل مآرب الحياة، وأشواقها المادية، والسبب القوي في عزة ملاكه واستغنائهم عن لئام الناس، والذريعة الهامة في كسب المحامد والأمجاد. كما قال الشريف الرضي رحمه اللّه:
اشتر العِزّ بما بِيع*** فما العز بغالي
بالقصار الصفر إن*** شِئت أو السمر الطوال
ليس بالمغبون عقلاً***من ثرى عزاً بمال
إنما يُدّخر المال*** لحاجات الرجال
والفتى من جعل الأموال*** أثمان المعالي
كما أن المال من وسائل التزود للآخرة، وكسب السعادة الأبدية فيها.
ومن مساوئ المال: أنه باعث على التورط في الشبهات، واقتراف المحارم والآثام، كاكتسابه بوسائل غير مشروعة، أو منع الحقوق الالهية
المفروضة عليه، أو إنفاقه في مجالات الغواية والمنكرات، كما أوضحت غوائله النصوص السالفة.
وهو الى ذلك من أقوى الصوارف والملهيات عن ذكر اللّه عز وجل، والتأهب للحياة الأخروية الخالدة.
«يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه، ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون» (المنافقون: 9)
فليس المال مذموماً إطلاقاً، وإنما يختلف باختلاف وسائله وغاياته، فان صحت ونَبُلَت كان مدعاة للحمد والنثاء، وإن هبطت وأسفّت كان مدعاة للذم والاستنكار.
ولما كانت النفوس مشغوفة بالمال، ومولعة بجمعه واكتنازه، فحريّ بالمؤمن الواعي المستنير، أن لا ينخدع ببريقه، ويغترّ بمفاتنه، وأن يتعظ بحرمان المغرورين به، والحريصين عليه، من كسب المثوبة في الآخرة، وإفلاسهم مما زاد عن حاجاتهم وكفافهم في الدنيا، فانهم خزّان أمناء، يكدحون ويشقون في ادخاره، ثم يخلّفونه طعمة سائغة للوارثين، فيكون عليهم الوزر ولأبنائهم المُهنّى والاغتباط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
غرور المال والغنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الفتح لجلب المال والثروة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم الخامس الخاص بالعرفان والاذكاروالمناجاة اضغط هنا-
انتقل الى: