موضوع: أسرار الماضي الضائعة - العوالم المفقودة 2 الثلاثاء أغسطس 11, 2015 5:45 pm
"يشير التاريخ السرَّاني للإنسانية – ألا وهو التاريخ الذي لا تطال أيدي المدرسيين من المؤرخين سجلاتِه – إلى وجود نواة أو "جذوة" من الحقيقة، تظهر وتختفي على كرِّ العصور وفقًا لإيقاع دوري تنتظمُه نواميس عليا، فتُعلَّم جهرًا لتهيمن على حضارة بأسرها وتطفو على سطحها تارة (كما في مصر القديمة والهند وبلاد الإغريق في عصرها الذهبي)، أو تُكتَم عن عامة الناس وتُعلَّم سرًّا للصفوة التي تصبو إليها طورًا. ولقد كانت تلك الجذوة أو الشعلة – تلك "العقيدة السرية"، كما سمَّتها السيدة هيلينا بتروفنا بلافاتسكي"
هناك دائما تلاعب بالتاريخ و انتقائية مقصودة لأسباب يطول شرحها فلا تكونوا مثل الخرفان التي يسوقها الراعي فتسلك الطريق الذي يرشدها إليه لا تكونوا كالقطيع و لا تتبعوا التاريخ المعلن أو الظاهري بل إسعوا لمعرفة الحقيقة بالتمحص جيٌدا في ما يقدم لكم كمسلٌمات فلا أحد يعرف الحقيقة المطلقة و عليكم بالسعي الدؤوب لمعرفتها...
سنحاول في الجزء الثاني من سلسلة خفايا و أسرار الماضي الضائعة مواصلة بحثنا في العوالم و الأساطير و الأنتروبولوجيا... هو في الحقيقة بحث يسعدني إنجازه و مشاركتكم لعشقي هذا لدراسة الميثولوجيا و ما يسمى ايضا بالأركيولوجيا المحظورة و التاريخ المسكوت عنه...
تعرضنا في الجزء الأول الى العوالم المفقودة و هي حظارات قد تكون وجدت في السابق و لكنها إندثرت كما بيننا سابقا لأسباب جيولوجيٌة و زمنيٌة و عوامل طبيعية أو من فعل الإنسان غيرت من تضاريس الأرض فزالت تلك الحضارات و فقدت دون أن يسجلها التاريخ و تحولت الى أسطورة نتطرق في هذا الجزء الثاني لعوالم من نوع اخر سأسميها العوالم المختفيٌة لكونها عوالم من حضارات ضائعة في الطبيعة لم يعثر عليها البشر أو عثروا عليها القلٌة و أماكنها غير معروفة بدقة و أغلبها أسطوري هو الاخر وقع ذكرها في مخطوطات قديمة أو تناقلتها الأجيال في المواريث الشعبيٌة ككنايٌة على المدينة الفاضلة التي يسعد فيها العيش بعيدا عن العالم المادي بشكله الحالي.
ينطلق بحثنا هذا من مفهوم يعرف بفرضيٌة الأرض المجوفة و وفقا لفرضية الأرض المجوفة، فإن كوكب الأرض إما مجوف كليا أو جزئيا بشكل ملحوظ من الداخل. و لطالما تناقضت هذه الفرضية مع الأدلة الملاحظة بالإضافة إلى المفهوم الحديث لتكون الكواكب حيث تم رفض هذه الفكرة من قبل المجتمع العلمي منذ القرن الثامن عشر على الأقل. لايزال مفهوم الأرض المجوفة متداولا في الفلكلور وفي مجالات الخيال الخفي كما أنها تمثل اليوم أحد سمات العلوم الزائفة ونظريات المؤامرة.
سلسلة خفايا أسرار الماضي الضائعة
سلسلة خفايا أسرار الماضي الضائعة
سلسلة خفايا أسرار الماضي الضائعة
مبدأ الأرض الداخلية متواجد بشكل كثيف في الأساطير والميثولوجيات القديمة. لايظهر هذا المبدأ فقط في الأساطير الهندية والبوذية ، بل يمتد أيضاً إلى الحضارات الأخرى لدى الفايكينغ و البابليين.
سلسلة خفايا أسرار الماضي الضائعة
سلسلة خفايا أسرار الماضي الضائعة
سنأخذكم في رحلة من الأدلة في ما قيل عن حضارات العالم السفلي في الأساطير ثم في الجمعيات السريٌة ثم في معتقدات الشعوب ثم في الديانات يلي ذلك مجموعة من الأسئلة النقاشيٌة كالعادة سأستعمل في هذه الدراسة بعض التعريفات المنقولة كما هي لكي لا أقوم بتحريفها و لكن سأقوم بتجميعها و طرحها بطريقتي الخاصٌة و بكثير من التصرٌف النابع من مجهودي الشخصٌي الذي يحتمل الصواب و الخطأ و الله المستعان.
العالم السفلي و الأرض المجوفة و مجتمع هولو ايرث و حضارات باطن الأرض هل هي أساطير روحية في أضغاث اليوتوبيا أم ممالك مفقودة ذات وجود فيزيائي مخفي ؟
سلسلة خفايا أسرار الماضي الضائعة
عدل سابقا من قبل ابوكوثر في الثلاثاء أغسطس 11, 2015 8:06 pm عدل 1 مرات
ابومحمدالحسن مدير المنتدى
عدد المساهمات : 873 تاريخ التسجيل : 22/09/2010
موضوع: رد: أسرار الماضي الضائعة - العوالم المفقودة 2 الثلاثاء أغسطس 11, 2015 5:57 pm
للإجابة عن هذا السؤال دعونا نستعرض مجموعة من المعتقدات من مختلف أصقاع العالم:
تروي الأساطير أنه قبل التاريخ المعروف في حقبٌة ما قبل نشوء القارٌات بشكلها الحالي الحديثكانت "هايبربورييا" منطقة نائية و غامضمة كانت قارة حقيقية مزدهرة في الماضي البعيد في المناطق القطبية وتسمى أيضا بالمنطقة القصوى وهي _حسب ما يدعون_ البوابة الوحيدة للعوالم الأخرى. هذه المنطقة تساعدنا على مغادرة الكرة الأرضية أو الدخول إلى جوف الأرض حيث أن الأرض هي مجوفة من الداخل.وهي حسب البعض موطن الشمس فيه مشرقة على الدوام بلادها تحتوي كثيرا من الذهب و المعدن النفيسة و شعبها من العرق الآري السامي الأصيل الحسن النيٌة و كان المناخ ان ذاك معتدلا و إستوائي. و بعد نشوب حرب عضمى إختفى ذلك الشعب في جوف الأرض...
و تتحدث النصوص المقدسة في التبت عن مملكة روحية سرية تدعي "شامبالا" مختبئة وراء القمم الثلجية في مكان ما شمالي التبت وتتناول مخلوقات مثالية أو شبه مثالية تعيش وتتنير الدرب لتطور البشرية تعتبر "شامبالا" مصدراً لـكالشاكرا التي تمثل أعلى مرتبة في التصوف في أرض التيبت والمقتصرة على نخبة من الرهبان وتحكي الأساطير أنه لا يعيش في شامبالا إلا من كان له قلب صاف والذي يعيش هناك يستمتع بالسعادة والراحة ولا يعرف معنى للمعاناة فالحب والحكمة تحكمان السلوك ، والعدل شيئ غير معروف.القاطنين في شامبالا أعمارهم مديدة وأجسادهم جميلة ومثالية ويملكون قدرات خارقة ، معارفهم الروحانية عميقة وتقنيتهم متقدمة جداً ، قوانينهم معتدلة ودراستهم للفنون والعلوم تغطي كافة أطياف السبق الثقافي وتتقدم بأشواط عديدة على ما وصل إليه العالم الخارجي. ويقال أن شامبالا مملكة لها شكل زهرة اللوتس بتويجاتها الثمانية وعاصمتها "كالابا" وهي محاطة بجبال تغطي قممها الثلوج، وسكانها يتمتعون بصحة ممتازة وثراء كبير وتبلغ أعمارهم المئات من السنين وقصورهم لها شكل قبب الباغودا (نمط عمراني للمعابد البوذية) مكسوة بالذهب.
هذا و قد تمٌ إعطاءها عدٌة أسماء على غرار : الأرض المحظورة ، بلاد المياه البيضاء ، أرض الأرواح المشعة ، بلاد النار الحية ، أرض الآلهة الأحياء ، وأرض العجائب ، عرفها الهندوس باسم " أريايارشا الأرض التي جاءت منها تعاليم " الفيدا " سماها الصينيون " هسي تيان " ، جنة هسي وانغ مو" الغربية أم الغرب المقدسة أما في روسيا ، فهناك طائفة مسيحية تعود للقرن التاسع عشر عرفت هذه الأرض المقدسة باسم " بيلوفودي " أما شعب الكيرغيز فعرفوها باسم " جنايدار " لكن علي امتداد آسيا بالكامل عرفت بشكل عام باسمها السنسكريتي " شامبالا "، وتعني قصر السلام والهدوء و تجدر الإشارة أنها خلدت في الفكر الغربي من خلال خلال أفلام حملت عنوان الأفق المفقود وهي مستندة على فكرة أسطورية وفانتازية لرواية تحمل نفس الاسم تتحدث عن مكان مفقود اسمه"شانجري لا".
تماما مثل "شانجري لا" مملكة"أغارثا" الداخليٌة هي الأخرى تجسيد أدبي لمفهوم الجنة على سطح الأرض و والرهبان يقولون : أنها جنة من جنات الأرض لم يُرى مثيلها على الأرض على الإطلاق .. كثيرة الغابات والأشجار .. ولها بحيرات نقيه عذبة .. وعلى شواطئ وضفاف البحيرات يستقر عليها قصور وصروح ومعابد .. كأنها الكريستال وأنقى من الكريستال .. ليس يشبهها قصور على وجه الأرض الا المعابد الهندية البوذية .. وهي مدينة يبلغ عدد عشرات الملايين من البشر ..؟؟ ويسمونها بأرض الجنة التي توجد تحت الأرض ..؟؟ وأرض الألهه ..؟؟ ومنبع البشر ..؟؟
من الأمثلة الأخرى عن هذه الأماكن تحت الأرض نجد الجمعيات السرية مثل"مجتمع الفريل" أو المحفل المنير الذي يؤمن بوجود عرق من البشر -أكثر تطوراً من البشر الحالي- الذين يعيشون على سطح الأرض. وهم يمتلكون قوى خارقة للسيطرة على أنفسهم وعلى جميع الأجسام المادية, ويعيشون في مستوطنات مبنية في كهوف وفجوات تحت أرضية وسوف يحكمون العالم بأسره عندما يحين الوقت. و هي جمعيٌة سريٌة نازيٌة تنتمي ل"مجتمع ثول" و هي تنظيم أقدم يؤمن بنفس الفكرة التي نجدها أيضا عند المتصوفين على غرار هلينا بلافتسكي مؤسسة"الجمعية ثيوصوفية العالميٌة" و الذين يؤمنون عموما بأن الهايبربوريين و سكان ليموريا و أطلانتس و غيرهم من العوالم المفقودة التي تعرضنا لها سابق في منتديات سينما تيفي زونمن هنا بعد الكارثة التي اصابتهم ذهبوا في صحراء غوبي و توغلوا في جبال الهمالايا و في أمكان يصعب الوصول لها ليؤسسوا الشمبالا و الأغارثا و غيرها من المدن المخفيٌة ليحفظوا تعاليمهم السريٌة و هذه الجمعيات السرية هذه جمعيات متفرعة أصلا من مدرسة واحدة تنحدر أصولها من أيام بابل وسومر .
و على ذكر هذه الحضارات فهي كانت تؤمن أيضا بنضرية الأرض المجوفة كغيرها من الحضارات الأخرى على سبيل الذكر معتقدات شعبالإيسكيموحول الفايكينغ و هجرتهم للعالم الداخلي حيث يعتقدون أن إختفاء الفايكنج سكان مستعمرة جرينلاند مرده أنهم سافروا للشمال لأقصى شمال جرينلاند حتى القطب الشمالي حيث الحياة كانت ذات جنات وغابات دافئة وخصبه و السمك متوفر بكثرة حتى اختفوا ! و إيمانالفايكنج والشعوب الأسكندنافية بالعالم الداخلي وعوالمها وشبهوا الأراضين وعوالمها المختلفة بفروع شجرة "إغدراسيل" وهي شجرة العالم شجرة دردار عملاقة فيالميثولوجيا النوردية تمتد جذورها في أعماق الأرض: إحدى جذور هذه الشجرة تمتد إلى نيفلهايم العالم السفلي. و من معتقدات "الإنويت" و هم قبائل من الإسكيمو أنهم جاءوا من جوف الأرض يقولون : أجدادنا أتوا من بلاد في "باطن الأرض” من الشمال ويشيرون بأيديهم دوما إلى الشمال إلى القطب الشمالي ويقولون أرض أجدادنا خضراء وواسعة الأرجاء وبها بحيرات لا تتجمد أبداء وبها شتى أنواع الحيوانات والطيور وان شمسها الدافئة ومختلفة عن هذه الشمس ويصِفون شمس أرضهم ويقولون عنها أنها ليست حارة حارقة وليس لها شعاع قوي كما شمسنا الخارجية ويصفون أرضهم أن بها النباتات والأشجار والغابات الكثيفة والأنهار .
من الشعوب الأخرى التي تؤمن بالعالم السفليالفراعنةالذين يؤمنون بالسماوات السبع والأراضين السبع وبالعالم البشري السفلي ويسمونه "بأرض تاتنن" اي الأرض المغمورة أو الأرض المرفوعة .أمٌاالأشوريين والبابليين كانوا يؤمنون ببلاد "جبرانوي" أي الأرض المجوفة أو بلاد العالم السفلي .. كما أمنوا ببلاد أسموها بأسم "أورانيتيس" أي بلاد الكهوف والمغائر .
أمٌا في الديانات فإنه فضلا علىقوم يؤجوج و مأجوج الذين ذكرو في القران و الذين يعيشون تحت الأرض و قصٌتهم الشهيرة معذو القرنين توجد قصٌة أخرى أقل شهرة في رواية عن وجود جنات عدن في الأرض و هيقصة ضريك بن حباشة النميري العامري الهوازني في زمن عمر بن الخطاب التي تؤكد دخول العرب لعالم جوف الأرض حيث ذكر أنه دخل ببئر القلت (بئر بالباحة) فوجد جب في داخل البئر أي ممر أو كهف .. فمشى فيه برهه .. حتى أنتهى الى روضة من رياض جنة الأرض .. لم يرى قط أحسن منها .. فيها سماء وهواء ونبات وضياء .. و من القصص الأخرى التي تذكر دخول العرب لعالم جوف الأرضقصٌة مغارة سمرقند من كتاب "بدائع الزهور في وقائع الدهور" وقصٌة أعوار بلاد خرخير في كتاب "طبائع الحيوان لشرف الزمان" وقصٌة كهوف بلاد خرسان و فج كهف كلستان في كتاب "اثار البلاد" للقزويني وقصٌة نهر بلاد الترك في كتاب "المسالك و الممالك" و قصٌةرؤية رجالا من سمرقند شمس جوف الأرض في كتاب "قصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس" و غيرها من القصص الكثيرة و التي أدعوكم للإطلاع عليها لمن يرغب في التوسع أكثر لكي لا نطيل في السرد لأن الهدف من هذا البحث هو تجميع للمعتقدات و الموروث الشعبي أكثر من كونه سرد لهذه القصص...في الختام أرجو أن يعجبكم الموضوع و لنا عودة إمٌا لإتمام هذه السلسلة أو لتغيير الأجواء بعيدا عن المدن المفقودة بسلسلة جديدة قريبا إن شاء الله !
الثلاثاء أغسطس 11, 2015 5:45 pm
