ولحافظ على حرية نفسه واستقلالھا، كما كان الشأن في النبي يوسف ولقمان حيث لم تنعكس سلباً عبوديتھما
الظاھرية على حرية وانطلاقة نفسيھما. كم من أصحاب القدرة والسلطة الظاھرية لم يستنشقوا نسمة حرية
النفس الشخصية والاعتداد بھا ويكونون أذلاء وعبيداً للنفس وأھوائھا، ويتزلفون نحو المخلوق التافه؟. نقل عن
الإمام علي بن الحسين عليه السّلام أنه قال في حديث «إنّي لآنّفُ أنْ أطْلُبَ الدُّنْيَا مِنْ خَالِقِھَا فَكَيْفَ مِنْ مَخْلُوقٍ
258 مِثْلِي» ؟.
أيھا العزيز إن لم تشعر بالنقص في طلب الدنيا، فعلى الأقل لا تطلبھا من إنسان ضعيف مثلك. وافھم بأنه لا
حول للمخلوق في أعمال دنياك. فلو فرضنا بأنك استطعت مع الذل والامتنان المتكرر أن تكسب رأي الإنسان الذي
تطلب منه إعمار دنياك فان رأيه وإرادته لا تكون فاعلة في مُلك الحق سبحانه. إذ لا يوجد أحد يتصرف في مملكة
مالك الملوك. فلا تتملق لتأمين حياتك الدنيوية المعدودة، وشھواتك المحدودة، تجاه مخلوق معدم. ولا تغفل عن
إلھك، وحافظ على حريتك، وارفع أغلال العبودية والأسر عن رقبتك، وكن حراً في جميع حالاتك كما ورد في
الحديث الشريف «إن الحُرَّ حُرٌّ عَلَى جَميعِ أَحْوَالِهِ». واعلم أن الغِنى ـ غنى النفس ـ وأن عدم الحاجة من حالات
الروح، وغير مرتبطة بأمور خارجة عن الإنسان.
وإنني رأيت أناساً من أھل الثراء والمال والجاه يتفوھون بكلمات يندي لھا الجبين ولا يقولھا المستجدي
المتھتك. انه المسكين الذي ضُربت على روحه الذلة والمسكنة.
إن شعب اليھود بالنسبة إلى عددھم يعدّون من أغنى الشعوب القاطنين على ظھر الأرض كافة ولكنھم
يعيشون طيلة حياتھم في الشقاء والتعاسة والشدة والھوان، وتبدو على ملامحھم الحاجة والفقر والذل
المسكنة، ولا يكون ذلك الأمن وراء الفقر النفسي والذل الروحي. ورأينا في أصحاب الزھد وذوي الحياة البسيطة ـ
الدراوشة ـ أشخاصاً قلوبھم مفعمة بالغنى والكفاف، ويلقون نظرة اللامبالاة على الدنيا وكل ما فيھا، ولا يجدون
أحداً أھلاً الاستنجاد به إلاّ الحق المقدس المتعالي. وأنت أيضاً تمعّن وابحث في أحوال أھل الدنيا وذوي الرغبة
في الرئاسة، كي ترى ذلھم وتزلفھم وخضوعھم أمام الناس أكثر من الآخرين. إن أدعياء الإِرشاد والتوجيه،
يتحملون الذل بعد الذل ويبدون الخضوع اثر الخضوع في سبيل ترفيه بطونھم وفروجھم. إن خضوع الحالة القلبية
للمراد ـ المربِّي ـ الطالب للدنيا، تجاه المُريد ـ المُربَّى ـ أكثر من خضوع قلب المُريد تجاه المُراد، رغم البون
الشاسع بين نوعية الإرادتين. فإن إرادة المريد روحانية وآلھية حتى إذا كان على خطأ واشتباه ـ من جھة متعلق
الإرادة ـ في حين أن إرادة المراد دنيوية وشيطانية. إن ما ذكرناه بأسره، ھو الذل الدنيوي والمفاسد الدنيوية. فإذا
ارتفعت الحجب تتجلى الصورة الملكوتية للأسر في أغلال الشھوات، وسلاسل الرغبات النفسانية وأنھا كيف
تكون؟. ولعل ھذه السلسلة التي طولھا سبعون ذراعاً والتي أخبر عنھا االله تعالى والتي تكون أصفادَاً وأغلالاً لنا
في يوم الآخرة ھي الصورة الملكوتية لھذا الأسر والرق في ظل أوامر القوة الشھويّة والغضبية. يقول االله تعالى
{وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} (الكھف/ 49 .(ويقول {لَھَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْھَا مَا اكْتَسَبَتْ} (البقرة/ 286 .(فما يصل إلينا
في ذلك العالم ھو صور أعمالنا. فلذلك مزّق سلاسل الشھوة والأھواء المتعرجة بعضھا على بعض، وحطم أصفاد
القلب، وأُخْرج من قيود الأسر، وكن حراً في ھذا العالم، حتى تكون حراً في ذلك العالم. ولولا ذلك لوجدت الصورة
الملكوتية لھذا الأسر حاضرة في ذلك العالم، واعلم بأنھا مؤلمة جداً. إن أولياء االله رغم تحررھم التام من الأسر
والرق، وبلوغھم الحرية المطلقة فإن قلوبھم كانت مضطربة وكانوا يجزعون وينحبون بدرجة تثير دھشة العقول.
فصل: أسر الشھوة أساس البلاء
إن أبحاث ھذه الأوراق وان كانت من الأمور الرائجة الشائعة ومن المكررات، ولكن لا بأس في ذلك فإن تذكير
النفس وتكرار قول الحق، أمر مطلوب. ولھذا يستحب تكرار الأذكار والأوراد والعبادات والمناسك. والسبب الرئيسي
ھو تعويد النفس وترويضھا. فلا تضجر عزيزي من التكرار. واعلم أنه ما دام الإنسان يرزح في قيود النفس
والشھوات، وما دامت سلاسل الشھوة والغضب الطويلة على رقبته لا يستطيع أن يبلغ المقامات المعنوية
258
علل الشرائع، المجلد الأول، باب 165 ،العلة التي من أجلھا سمي علي بن الحسين زين العابدين.
112
والروحانية، ولا تظھر فيه السلطة الباطنية للنفس وإرادتھا الثاقبة، ولا يحصل له مقام استقلال النفس وعزّتھا،
الذي ھو أرقى مقام لكمال الروح، بل إن ھذا الأسر والرق يقيّده ولا يسمح له بالتمرّد على النفس في جميع
الأحوال. ولما قويت ھيمنة النفس الأمارة والشيطان في الباطن، وانقادت القوى جميعھا لھما في العبودية
والطاعة وأبدت لھما الخضوع والتسليم التامّين، لما اقتصرتا على المعاصي بل دفعتا بالإنسان من المعاصي
الصغيرة رويداً رويداً إلى المعاصي الكبيرة، ومنھا إلى ضعف في العقائد ثم إلى الأفكار المظلمة ثم إلى الطريق
المغلق للجحود ثم إلى بغض وعداوة الأنبياء والأولياء.
وحيث إن النفس مضطھدة وتعيش حالة الرق، لا تستطيع أن تخرج على رغباتھا. وعليه تكون عاقبة أمر الطاعة
والتقيّد ـ للنفس الأمارة ـ وخيمة جداً، وستدفع بالإنسان إلى أماكن خطيرة ومخيفة. إن الإنسان العاقل الروؤف
بنفسه لا بد له من السعي واللجوء إلى كل سبيل لإنقاذ نفسه من الأسر، والنھوض أمام النفس الأمارة
والشيطان الباطني، ما دامت الفرصة سانحة، وقواه الجسدية سالمة وما دام أنه على قيد الحياة وفي صحة
موفورة وفتوّة موجودة، وأن قواه لم تتسخر كلياً، ثم يراقب حياته فترة من الوقت، ويتأمل في أحوال نفسه وأحوال
الماضين، ويتمعن في سوء عاقبة بعضھم. ويُفھم نفسه أن ھذه الأيام القليلة، تبلى، ويوقظ قلبه ويفھمه الحقيقة
فلو إننا 259 التالية المنقولة عن الرسول الأكرم ـ صلّى االله عليه وسلم ـ حيث خاطبنا قائلاً: «الدُّنْيَا مَزْرَعَةُ الآخِرَةِ»
لم نزرع في ھذه الأيام المعدودة، ولم نعمل عملاً صالحاً، لفاتتنا الفرصة، وإذا غشينا الموت، وحلّ العالم الأخر،
لانقطعت أعمالنا جميعاً وذھبت آمالنا نھائياً. وإذا جاء ملك الموت ونحن لا نزال عبيد الشھوات وأسارى قيود أھواء
النفس المتشعبة ـ والعياذ باالله ـ لكان من الممكن للشيطان أن يسرق إيماننا الذي ھو غايته القصوى وأن يحتال
ويتراءى أمام قلبنا بصورة نخرج من الدنيا ونحن أعداء الحق المتعالي والأنبياء والأولياء. واالله سبحانه يعرف ماذا وراء
ھذا الحجاب من الشقاوات والظلمات والوحشة؟. فيا أيتھا النفس الدنيئة ويا أيھا القلب الساھي استيقظا وأنھضا
أمام ھذا العدو الذي ألجمكما منذ سنين وربطكما بأغلال الأسر وقادكما إلى كل جھة حيث يريد، ودفع بكما إلى
كل عمل قبيح وسلوك بشع وأجبركما عليه. وحطّما ھذه القيود، وكسَّرا ھذه السلاسل، وكن أيھا الإنسان حراً،
وادفع عن نفسك الذل والھوان، وضع في رقبتك طوق العبودية للحق ـ جلّ وجلاله ـ حتى تتحرر من كل عبودية
وترقى إلى السلطة الإلھية في العالمين. أيھا العزيز على الرغم من أن ھذا العالم ليس بدار الجزاء والمكافأة
، فلو تحررت من أسر النفس، وأصبحت عبداً 260 وليس بمحل لظھور سلطة الحق المتعالي، وإنما ھو سجن المؤمن
للحق المتعالي، وجعلت القلب موحداً، وأجليت مرآة روحك من غبار النفاق والأثنينيّة، وأرسلت قلبك إلى النقطة
المركزية للكمال المطلق، لشاھدت بعينك آثار ذلك في ھذا العالم، ولتوسع قلبك بقدر يغدو محلاً لظھور السلطنة
التامة الإلھية حيث تصير مساحتھا أوسع من جميع العوالم «لاَ يَسعُني أَرْضِي وَلاَ سَمَائِي وَلكِنْ يَسَعُنِي قَلْبُ
عَبْدِي المُؤْمِن» (غوالي اللئاليء، المجلد الرابع، ص7 (ولشعرت غنى واضحاً في النفس، حيث لم تعبأ بكل
العوالم الغيبية والمادية، ولأصبحت إرادتك قوية، حيث لم تفكر في عالمي المُلك والملكوت، ولم تجد لھما اللياقة
261 لاحتضانك. بيت شعر: ھل رأيت تحليق الطير؟. انسلخ من أغلال الشھوة حتى ترى تحليق الإنسان!
.
فصل: معنى الصبر
وأنه نتيجة التحرر من قيود النفس من النتائج الكبيرة والثمار العظيمة لتحرّر الإنسان من عبودية النفس، الصبر
في البلايا والنوائب. وعلينا أن نشرح معنى الصبر بصورة مختصرة مع ذكر أقسامه ونتائجه، وارتباطه بالتحرر من
262 أسر النفس. قال محقّق الطائفة الحقّة ومدقّق الفرقة المحقّة، الكامل في العلم والعمل نصير الدين الطوسي
ـ
علم اليقين ج1 ص347 " المقصد الثالث " الباب الأول الفصل 8 وكذلك ورد في إحياء العلوم ج4 ص19 " كتاب التوبة ". 259
إشارة للحديث عن أبي عبد االله " ع " انه قال: الدنيا سجن المؤمن ". 260
بيت شعر باللغة الفارسية للشاعر الإيراني " سعدي ". 261
218 " المقصد الرابع في وجوب العصمة ". 262 كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ص
113
. وقال العارف 263 قدّس االله نفسه القدوسية ـ في تعريف الصبر: إنه كفّ النفس عن الجزع عند حلول مكروه
(انتھى). 264 المحقق المشھور في كتاب «منازل السائرين» انه: امتناع النفس عن الشكوى على الجزع المستور
واعلم إن الصبر يعتبر من مقامات المتوسطين، لأن النفس ما دامت تكره المصائب والبليات، وتجزع منھا، يكون
مقام معرفته ناقصاً، كما أن مقام الرضا بالقضاء، والابتھاج من إقبال المصائب عليه، مقام أرقى من مقام الصبر،
رغم كون مقام الرضا من مقامات المتوسطين أيضاً. وھكذا يكون الصبر على المعصية والطاعة، من جراء نقص
المعرفة بأسرار العبادة وصور المعاصي والطاعات. فان الإنسان إذا أدرك حقيقة العبادة وآمن بصورھا البھيّة
البرزخية، وكذلك آمن بالصور البرزخية الموحشة للمعاصي لما كان للصبر على الطاعة أو المعصية وقعٌ. بل الأمر
يغدو معكوساً. فإنه إذا واجه ابتھاجاً وراحةً أو أفضى به الأمر إلى ترك عبادة أو فعل معصية، لأصبحت ھذه الأمور
مكروھة عنده وكان جزعه الباطني ـ النفسي ـ أكثر من جزع ذوي الصبر في البليّات والمصائب. نقل عن العبد
الصالح، العارف بوظائف العبودية وصاحب المقامات والكرامات علي بن طاووس ـ قدس االله نفسه ـ أنه كان يحتفل
في كل عام يوم ذكرى بلوغه للتكليف الشرعي، ويتّخذه عيداً وينثر الھدايا على الأصدقاء والأھل، وذلك لِما شرّفه
265 االله سبحانه وتعالى في اليوم بالإذن في فعل العبادات والطاعات
.
ھل إن فعل الطاعات يعدُّ لھذا الروحاني من الصبر على المكروھات الكامنة في أعماق الإنسان؟ أين نحن وأين
ھؤلاء العباد المنقادون للحق تبارك وتعالى؟ نحن نحسب بأن الحق تبارك وتعالى قد كلفنا وشدد علينا، ونعتبر
الأحكام الشرعية كلفة وازعاجاً.
وإذا بذل أحدنا الجھد في أول الوقت لأداء الفريضة، لقال أنه المفروض عليَّ، ويجب في أقرب وقت أن أرتاح
منه! كل ھذه التعاسة من جھلنا وقلة علمنا ونقص أو فقدان إيماننا. وعلى أيّ حال فالحقيقة أن الصبر ھو الامتناع
عن الشكوى على الجزع الكامن.
وما ورد في أئمة الھدى أو الأنبياء العظام من نعتھم بالصبر، فمن المحتمل أنه من الصبر على الآلام الجسدية
التي تسبب الانفعال والتأثر ـ حسب طبيعة الإنسان ـ أو من الصبر على فراق الأحبة وھو حينئذٍ من المقامات
الكبيرة للمحبين فيصحّ الحديث عنه في تراجم حياتھم. وأما الصبر على الطاعات أو المعاصي أو النوائب عدا ما
ذكرنا ـ الآلام الجسمية ـ فلا معنى لھا في حقھم ولا في حق شيعتھم. يقول العارف المعروف كمال الدين عبد
الرزاق الكاشاني في كتابه شرخ المنازل: إن ھدف خواجة الأنصاري من قوله إن الصبر كف النفس عن الشكوى.
ھو الشكوى إلى المخلوق وأما الشكوى عند الحق المتعالي واظھار الجزع والفزع أمام قدسيته فلا تتنافى مع
الصبر. كما اشتكى النبي أيوب عند الحق سبحانه قائلا: {أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (ص41 .(رغم أن
االله تعالى أثنى عليه بقوله: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص44 .(وقال النبي يعقوب {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي
وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} (يوسف/ 86 (مع أنه كان من الصابرين. بل إن ترك الشكوى إلى الحق المتعالي إظھار للجلادة
وللدعوى (انتھى).
ويبدو من تراجم حياة الأنبياء العظام والأئمة المعصومين ـ صلوات االله عليھم أجمعين ـ رغم أن مقاماتھم كانت
أرفع من مقام الصبر ومقام الرضا والتسليم. إنھم لم يمتنعوا من الدعاء والتضرع والعجز أمام المعبود، وكانوا
يسألون حاجاتھم من الحق سبحانه. وھذا لا يكون مغايراً للمقامات الروحية، بل إن تذكر الحق جل وعلا والخلوة
والمناجاة مع المحبوب وإظھار العبودية والذل أمام عظمة الكامل المطلق، غاية آمال العارفين وثمرة سلوك
السالكين.
263
اوصاف الاشراف, ص108 الفصل 5 الباب 3.
264
منازل السائرين, ص38 باب الصبر.
رضي الدين علي بن موسى بن جعفر (589ـ664 (المعروف ب ـ (ابن طاووس) من مشاھير علماء الشيعة وأعاظمھم عالم, عابد, زاھد 265
ومن ذوي المقامات والكرامات وكان من خواص الحجة " ع " في زمن الغيبة الصغرى, له كتب قيمة في الكثير من العلوم وبالخصوص في
الأخلاق والعبادات منھا: مھج الدعوات, الاقبال, جمال الأسبوع, كشف المحجة, اليقين وفلاح المسائل.
114
فصل: في نتائج الصبر
اعلم أن للصبر نتائج كثيرة التي منھا ترويض النفس وتربيتھا: إذا صبر الإنسان حيناً من الوقت على المفاجئات
المزعجة ونوائب الدھر، وعلى مشّاق العبادات والمناسك وعلى مرارة ترك الملذات النفسية امتثالاً لأوامر وليّ
النعم، وتَحَمّل الصعاب مھما كانت شديدة ومؤلمة، تروضت النفس شيئاً فشيئاً، واعتادت وتخلّت عن طغيانھا،
وتذلَّلت صعوبة تحمل المشاق، عليھا، وحصلت للنفس ملكة راسخة نورية، بھا يتجاوز الإنسان مقام الصبر ليبلغ
المقامات الأخرى الشامخة. بل إن الصبر على المعصية يبعث على تقوي النفس، والصبر على الطاعة يسبب
الاستيناس بالحق عز وجل، والصبر على البلايا يوجب الرضا بالقضاء الإلھي، وكل ذلك من المقامات الشامخة
لأھل الإيمان، بل لأھل العرفان. وقد ورد في الأحاديث الشريفة عن أھل بيت العصمة ثناءٌ بليغٌ على الصبر. كما
جاء في الكافي الشريف عن الأمام الصادق عليه السلام: قالَ: «الصَّبْرُ مِنَ الإيْمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الجَسَدِ فَإِذَا
. وفي حديث آخر عن الأمام السجّاد علي 266 ذَھَبَ الرَّأْسُ، ذَھَبَ الجَسَدُ، وَكَذلِكَ إذَا ذَھَبَ الصَّبْرُ، ذَھَبَ الإِيْمَانُ»
267 بن الحسين عليھما السلام: قالَ: «الصَّبْرُ مِنَ الإِيْمَان بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الجَسَدِ وَلاَ إِيْمَانَ لِمَنْ لاَ صَبْرَ لَهُ»