كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 الباب الثاني مباحث الكلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 870
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

الباب الثاني مباحث الكلي Empty
مُساهمةموضوع: الباب الثاني مباحث الكلي   الباب الثاني مباحث الكلي I_icon_minitimeالأحد أغسطس 23, 2015 3:18 pm

الباب الثاني
مباحث الكلي
الكلي والجزئي:
يدرك الإنسان مفهوم الموجودات التي يحسّ بها، مثل: محمد. هذا الكتاب. هذا القلم. هذه الوردة. بغداد. النجف... وإذا تأملها يجد كل واحد منها لا ينطبق على فرد آخر، ولا يصدق إلا على ذلك الموجود وحده. وهذا هو المفهوم (الجزئي). ويصح تعريفه بأنه: «المفهوم الذي يمتنع صدقه على أكثر من واحد».
ثم ان الإنسان إذا رأى جزئيات متعددة، وقاس بعضها إلى بعض، فوجدها تشترك في صفة واحدة انتزع منها صورة مفهوم شامل ينطبق على كل واحد منها. وهذا المفهوم الشامل أو (الصورة المنتزعة) هو المفهوم (الكلي). ويصح تعريفه بأنه«المفهوم الذي لا يمتنع صدقه على أكثر من واحد».
مثل مفهوم: انسان. حيوان. معدن. أبيض. تفاحة. حجر. عالم. جاهل. جالس في الدار. معترف بذنبه.
تكملة تعريف الجزئي والكلي:
لا يجب أن تكون أفراد الكلي موجودة فعلاً: فقد يتصور العقل مفهوماً كلياً صالحاً للانطباق على أكثر من واحد من دون أن ينتزعه من جزئيات موجودة بالفعل، وإنما يفرض له جزئيات يصح صده عليها، بل قد يمتنع وجود حتى فرد واحد له مثل مفهوم «شريك الباري»، ومفهوم «اجتماع النقيضين». ولا يضر ذلك في كليته.
وقد لا يوجد له إلا فرد واحد ويمتنع وجود غيره، مثل مفهوم «واجب الوجود»، لقيام البرهان على ذلك، ولكن العقل لا يمنع من فرض أفراد لو وجدت لصدق عليها هذا المفهوم. ولو كان مفهوم «واجب الوجود» جزئياً، لما كانت حاجة إلى البرهان على التوحيد، وكفى نفس تصور مفهومه لنفي وقوع الشركة فيه. وعليه فهذا الانحصار في فرد واحد انما جاء من قبل أمر خارج عن نفس المفهوم، لا أن نفس المفهوم يمتنع صدقه على أفراد كثيرة.
إذن، بمقتضى هذا البيان لابد من إضافة قيد (ولو بالفرض) في تعريفي الجزئي والكلي، فالجزئي: «مفهوم يمتنع صدقه على كثير ولو بالفرض»، والكلي: «لا يمتنع... ولو بالفرض».
(تنبيه) مداليل الأدوات كلها مفاهيم جزئية، والكلمات أي (الأفعال) بهيئائها تدل على مفاهيم جزئية، وبموادها على مفاهيم كلية. أما الأسماء فمداليلها تختلف، فقد تكون كلية كأسماء الأجناس، وقد تكون جزئية كأسماء الأعلام وأسماء الاشارة والضمائر ونحوها.
الجزئي الاضافي:  
الجزئي الذي تقدم البحث عنه يسمى (الجزئي الحقيقي). وهنا اصطلاح آخر للجزئي يقال له (الجزئي الاضافي)، لاضافته إلى ما فوقه، ومع ذلك قد يكون كلياً إذا كان أضيق دائرة من كلي آخر أوسع منه.
توضيحه: انك تجد ان (الخط المستقيم) مفهوم كل منتزع من عدة أفراد كثيرة، وتجد أن (الخط المنحني) أيضاً مفهوم كلي منتزع من مجموعة أفراد أخرى فإذا ضممنا احدى المجموعتين إلى الأخرى وألغينا ما بينهما من الفروق، ننتزع مفهوماً كلياً أكثر سعة من المفهومين الأولين يصدق على جميع أفرادهما، وهو مفهوم (الخط). فهذا المفهوم الثالث الكبير نسبته إلى المفهومين الصغيرين، كنسبة كل منهما إلى أفراد نفسه، فكما كان الفرد من الصغير بالاضافة إلى الصغير نفسه جزئياً، فالكلي الصغير أيضاً بالاضافة إلى الكلي الكبير كالجزئي من جهة النسبة، فيسمى (جزئياً اضافياً) لا بالحقيقة لأنه في نفسه كلي حقيقة.
وكذا الجزئي الحقيقي من جهة اضافته إلى الكلي الذي فوقه يسمى (جزئياً اضافياً).
وهكذا كل مفهوم بالاضافة إلى مفهوم أوسع منه دائرة يسمى (جزئياً اضافياً)، فزيد مثلاً جزئي حقيقي في نفسه وجزئي اضافي بالقياس إلى الحيوان، وكذا الحيوان بالقياس إلى الجسم النامي، والجسم النامي بالقياس إلى مطلق الجسم.
إذن يمكن تعريف الجزئي الاضافي بأنه (الأخص من شيء) أو «المفهوم المضاف إلى ما هو أوسع منه دائرة».
* * *

المتواطئ والمشكك   
ينقسم الكلي إلى المتواطئ والمشكك، لأنه:
أولاً: إذا لاحظت كلياً مثل الانسان والحيوان والذهب والفضة، وطبقته على أفراده، فانك لا تجد تفاوتاً بين الأفراد في نفس صدق المفهوم عليه: فزيد وعمرو وخالد إلى آخر أفراد الانسان من ناحية الانسانية سواء، من دون أن تكون انسانية أحدهم أولى من انسانية الآخر ولا أشد ولا أكثر، ولا أي تفاوت آخر في هذه الناحية. وإذا كانوا متفاوتين ففي نواحٍ أخرى غير الانسانية، كالتفاوت بالطول واللون والقوة والصحة والاخلاص وحسن التفكير... وما إلى ذلك.
وكذا أفراد الحيوان والذهب، ونحوهما، ومثل هذا الكلي المتوافقة أفراده في مفهومه يسمى (الكلي المتواطئ) أي المتوافقة أفراده فيه، والتواطؤ: هو التوافق والتساوي.
ثانياً:
 إذا لاحظت كلياً مثل مفهوم البياض والعدد والوجود، وطبقته على أفراده، تجد - على العكس من النوع السابق، تفاوتاً بين الأفراد في صدق المفهوم عليها، بالاشتداد أو الكثرة أو الأولوية أو التقدم. نرى بياض الثلج أشد بياضاً من بياض القرطاس، وكل منهما بياض. وعدد الألف أكثر من عدد المائة، وكل منهما عدد. ووجود الخالق أولى من وجود المخلوق، ووجود العلة متقدم على وجود المعلول بنفس وجوده لا بشيء آخر، وكل منهما وجود.
وهكذا الكلي المتفاوتة أفراده في صدق مفهومه عليها يسمى (الكلي المشكك) والتفاوت يسمى (تشكيكاً).
تمرينات
1- عيّن الجزئي والكلي من مفاهيم الأسماء الموجودة في الأبيات التالية:
أ- ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ب- هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
ج- نحـــن بــما عـــــنـــدنا وأنــــت بــــــما عندك راض والرأي مختلف
2- بيّن ما إذا كانت الشمس والقمر والعنقاء والغول والثريا والجدي والأرض من الجزئيات الحقيقية أو من الكليات، واذكر السبب.
3- إذا قلت لصديقك (ناولني الكتاب) وكان في يده كتاب ما، فما المفهوم من الكتاب هنا جزئي أم كلي؟
4- إذا قلت لكتبي: (بعني كتاب القاموس)، فما مدلول كلمة القاموس، جزئي أم كلي؟
5- إذا قال البائع: (بعتك حقة من هذه الصبرة من الطعام) فما المبيع جزئي أم كلي؟
6- عين المتواطئ والمشكك من الكليات التالي:
العلم. الكاتب. القلم. العدل. السواد. النبات. الماء. النور. الحياة. القدرة. الجمال. المعدن.
7- اذكر خمسة أمثلة للجزئي الاضافي، واختر ثلاثة منها من التمرين السابق.
 
المفهوم والمصداق  

(المفهوم): نفس المعنى بما هو، أي نفس الصورة الذهنية المنتزعة من حقائق الأشياء.
و(المصداق): ما ينطبق عليه المفهوم، أو حقيقة الشيء الذي تنتزع منه الصورة الذهنية (المفهوم).
فالصورة الذهنية لمسمى (محمد) مفهوم جزئي، والشخص الخارجي الحقيقي مصداقه. والصورة الذهنية لمعنى (الحيوان) مفهوم كلي، وأفراده الموجودة وما يدخل تحته من الكليات كالانسان والفرس والطير مصاديقه. والصورة الذهنية لمعنى (العدم) مفهوم كلي، وما ينطبق عليه وهو العدم الحقيقي مصداه... وهكذا.
(لفت نظر): يعرف من المثال الأول ان المفهوم قد يكون جزئياً حقيقياً واضافياً. ويعرف من الثالث أن المصداق لا يجب أن يكون الأمور الموجودة والحقائق العينية، بل المصداق هو كل ما ينطبق عليه المفهوم وإن كان أمراً عدمياً لا تحقق له في الأعيان.
العنوان والمعنون
أو
دلالة المفهوم على مصداقه
إذا حكمت على شيء بحكم قد يكون نظرك في الحكم مقصوراً على المفهوم وحده، بأن يكون هو المقصود في الحكم، كما تقول: (الإنسان: حيوان ناطق)، فيقال للإنسان حينئذ الانسان بالحمل الأولي.
وقد يتعدى نظرك في الحكم إلى أبعد من ذلك، فتنظر إلى ما وراء المفهوم، بأن تلاحظ المفهوم لتجعه حاكياً عن مصداقه ودليلاً عليه، كما تقول: (الإنسان ضاحك) أو (الإنسان في خسر)، فتشير بمفهوم الانسان إلى أشخاص أفراده وهي المقصودة في الحكم، وليس ملاحظة المفهوم في الحكم وجعله موضوعاً إلاّ للتوصل إلى الحكم على الأفراد. فيسمى المفهوم حينئذٍ (عنواناً) والمصداق (معنوناً). ويقال لهذا الإنسان: الإنسان بالحمل الشايع.
ولأجل التفرقة بين النظرين نلاحظ الأمثلة الآتية:
1- إذا قال النحاة: «الفعل لا يخبر عنه». فقد يعترض عليهم في بادي الأمر، فيقال لهم: هذا القول منكم إخبار عن الفعل، فكيف تقولون لا يخر عنه؟
والجواب: ان الذي وقع في القضية مخبراً عنه، وموضوعاً في القضية هو مفهوم الفعل، ولكن ليس الحكم له بما هو مفهوم، بل جعل عنواناً وحاكياً عن مصاديقه وآلة لملاحظتها، والحكم في الحقيقة راجع للمصاديق نحو ضرب ويضرب. فالفعل الذي له هذا الحكم حقيقة هو الفعل بالحمل الشايع.
تمرينات

1- لو قال القائل: «الحرف لا يخبر عنه»، فاعترض عليه انه كيف أخبرت عنه؟ فبماذا تجيب؟
2- لو اعترض على قول القائل: «العدم لا يخبر عنه» أنه قد أخبرت عنه الآن، فما الجواب؟
3- لو اعترض على المنطقي بأنه كيف تقول: «ان الخبر كلام تام يحتم الصدق والكذب» وقولك (الخبر) جعلته موضوعاً لهذا الخبر، فهو مفرد لا يحتمل الصدق والكذب.
4- لو قال لك صاحب علم التفسير: «المتشابه محكم» وقال الأصولي (المجمل مبين) وقال المنطقي (الجزئي كلي) و (الكلي غير موجود بالخارج)، فبماذا تفسر كلامهم ليرتع هذا التهافت الظاهر.
5- لو قال القائل: «العلة والمعلول متضائفان. وكل متضائفين يوجدان معاً». وهذا ينتج ان العلة والمعلول يوجدان معاً. وهذه النتيجة غلط باطل، لأن العلة بالضروة متقدمة على المعلول، فبأي بيان تكشف هذه المغالطة.
ومثله لو قال: الأب والابن متضائفان أو المتقدم والمتأخر متضائفان وكل متضائفين يوجدان معاً.
النسب الأربع  

تقدم في الباب الأول انقسام الألفاظ إلى مترادفة ومتباينة. والمقصود بالتباين هناك التباين بحسب المفهوم أي ان معانيها متغايرة. وهنا سنذكر أن من جملة النسب التباين والمقصود به التباين بحسب المصداق.
فما كنا نصطلح عليه هناك بالمتباينة، هنا نقسم النسبة بينها إلى أربعة أقسام، وقسم منها المتباينة، لاختلاف الجهة المقصودة في البحثين، فانا كنا نتكلم هناك عن تقسيم الألفاظ بالقياس إلى تعدد المعنى واتحاده.
أما هنا فالكلام عن النسبة بين المعاني باعتبار اجتماعها في المصداق وعدمه. ولا يتصور هذا البحث إلا بين المعاني المتغايرة أي المعاني المتباينة بحسب المفهوم، إذ لا يتصور فرض النسبة بين المفهوم ونفسه، فنقول:
كل معنى إذا نسب إلى معنى آخر يغايره ويباينه مفهوماً فأما أن يشارك كل منهما الآخر في تمام أفرادهماز وأما أن يشارك كل منهما الآخر في بعض أفراده، وهما اللذان بينهما نسبة العموم والخصوص من وجه، وأما أن يشارك أحدهما الآخر في جميع أفراده دون العكس، وهما اللذان بينهما نسبة العموم والخصوص مطلقاً. وأما أن لا يشارك أحدهما الآخر أبداً، وهما المتباينان. فالنسب بين المفاهيم أربع. التساوي، والعموم والخصوص مطلقاً والعموم والخصوص من وجه، والتباين.
1- (نسبة التساوي): وتكون بين المفهومين اللذين يشتركان في تمام أفرادهما، كالإنسان والضاحك، فإن كل إنسان ضاحك وكل ضاحك إنسان. ونقربهما إلى الفهم بتشبيههما بالخطين المتساويين اللذين ينطبق أحدهما على الآخر تمام الانطباق. ويمكن وضع نسبة التساوي على هذه الصورة:-
ب = حـ
باعتبار أن هذه العلامة (=) علامة على التساوي، كما هي في العلوم الرياضية، وتقرأ يساوي. وطرفاها (ب، حـ) حرفان يرمز بهما إلى المفهومين المتساويين.
2- (نسبة العموم والخصوص مطلقاً) وتكون بين المفهومين اللذين يصدق أحدهما على جميع ما يصدق عليه الآخر وعلى غيره، ويقال للأول: (الأعم مطلقاً)، وللثاني (الأخص مطلقاً)، كالحيوان والانسان، والمعدن والفضة، فكل ما صدق عليه الانسان يصدق عليه الحيوان، ولا عكس. فانه يصدق الحيوان بدون الانسان. وكذا الفضة والمعدن.
ونقربهما إلى المفهوم بتشبيههما بالخطين غير المتساويين. وانطبق الأكبر منهما على تمام الأصغر وزاد عليه. ويمكن وضع هذه النسبة على الصورة الآتية:
ب < حـ
باعتبار ان هذه العلامة ( ) تدل على أن ما قبلها أعم مطلقاً مما بعدها وتقرأ (أعم مطلقاً من)، كما تقرأ في العلوم الرياضية (أكبر من). ويصح أن نقلبها ونضعها على هذه الصورة:
حـ > ب
وتقرأ (أخص مطلقاً من) كما تقرأ في العلوم الرياضية (أصغر من)، فتدل على ان ما قبلها أخص مطلقاً مما بعدها.
3- (نسبة العموم والخصوص من وجه): وتكون بين المفهومين اللذين يجتمعان في بعض مصاديقهما، ويفترق كل منهما عن الآخر في مصاديق تخصه، كالطير والأسود، فانهما يجتمعان في الغراب لأنه طير وأسود، ويفترق الطير عن الأسود في الحمام مثلاً والأسود عن الطير في الصوف الأسود مثلاً. ويقال لكل منهما أعم من وجه وأخص من وجه.
ونقربهما إلى الفهم بتشبيههما بالخطين المتقاطعين هكذا x يلتقيان في نقطة مشتركة ويفترق كل منهما عن الآخر في نقاط تخصه. ويمكن وضع النسبة على الصورة الآتية:
ب x حـ
أي بين (ب، حـ) عموم وخصوص من وجه.
4- (نسبة التباين) وتكون بين المفهومين اللذين لا يجتمع أحدهما مع الآخر في فرد من الأفراد أبداً. وأمثلته جميع المعاني المتقابلة التي تقدمت في بحث التقابل وكذا بعض المعاني المتخالفة مثل الحجر والحيوان. ونشبهها بالخطين المتوازيين اللذين لا يلتقيان أبداً مهما امتدا. ويمكن وضع التباين على الصورة الآتية:
ب // حـ
أي ان ب يباين حـ .
النسب بين نقيضي الكليين
كل كليين بينهما احدى النسب الأربع لابد أن يكون بين نقيضيهما أيضاً نسبة من النسب كما سيأتي. ولتعيين النسبة يحتاج إلى إقامة البرهان. وطريقة البرهان التي نتبعها هنا تعرف (بطريقة الاستقصاء) أو طريقة الدوران والترديد، وسيأتي ذكرها في مبحث (القياس الاستثنائي). وهي أن تفرض جميع الحالات المتصورة للمسألة، ومتى ثبت فسادها جميعاً عدا واحدة منها، فان هذه الواحدة هي التي تنحصر المسألة بها، وتثبت صحتها.
فلنذكر النسبة بين نقيضي كل كليين مع البرهان فنقول:
1- (نقيضا المتساويين متساويين أيضاً) أي انه إذا كان الانسان يساوي الناطق فان لا انسان يساوي لا ناطق. وللبرهان على ذلك نقول:
المفروض أن ب = حـ
والمدعى أن لا ب = لا حـ
(البرهان) لو لم يكن لا ب = لا حـ
لكان بينهما احدى النسب الباقية. وعلى جميع التقادير لابد أن يصدق أحدهما بدون الآخر في الجملة.
فلو صدق لا ب بدون لا حـ
لصدق لا ب مع حـ لأن النقيضين لا يرتفعان
ولازمه ألا يصدق ب مع حـ لأن النقيضين لا يجتمعان
وهذا خلا المفروض وهو ب = حـ
وعليه فلا يمكن أن يكون بين لا ب، ولا حـ من النسب الأربع غير التساوي، فيجب أن يكون:
لا ب = لا حـ وهو المطلوب
2- (نقيضا الأعم والأخص مطلقاً بينهما عموم وخصوص مطلقاً)، ولكن على العكس، أي ان نقيض الأعم أخص ونقيض الأخص أعم.
فإذا كان ب < حـ
كان لا ب > لا حـ
كالانسان والحيوان، فان (لا انسان) أعم مطلقاً من (لا حيوان)، لأن (لا انسان) يصدق على كل (لا حيوان) ولا عكس، فان الفرس والقرد والطير إلى آخره يصدق عليها لا إنسان وهي من الحيوانات: وللبرهنة على ذلك نقول:
المفروض ان ب < حـ
والمدعى ان لا ب > لا حـ
(البرهان) لو لم يكن لا ب > لا حـ
لكان بينهما احدى النسب الباقية أو العموم والخصوص مطلقاً بأن يكون نقيض الأعم أعم مطلقاً لا أخص
فلو كان لا ب = لا حـ
لكان ب = حـ لأن نقيضي المتساويين متساويان وهو خلاف الفرض.
ولو كان بينهما نسبة التباين أو العموم والخصوص من وجه أو أن (لا ب) أعم مطلقاً، للزم على جميع الحالات الثلاث أن يصدق:
لا حـ بدون لا ب
ويلزم حينئذٍ أن يصدق لا ب مع حـ لأن النقيضين لا يرتفعان
ومعناه أن يصدق حـ بدون ب
أي يصدق الأخص بدون الأعم وهو خلاف الفرض
وإذا بطلت الاحتمالات الأربعة تعين أن يكون:
لا ب = لا حـ
3- (نقيضا الأعم والأخص من وجه متباينان تبايناً جزئياً): ومعنى «التباين الجزئي»: عدم الاجتماع في بعض الموارد، مع غض النظر عن الموارد الأخرى سواء كانا يجتمعان فيها أو لا، فيعم التباين الكلي والعموم والخصوص من وجه. لأن الأعم والأخص من وجه لا يجتمعان في بعض الموارد قطعاً. وكذا يصح في المتباينين تبايناً كلياً أن يقال انهما لا يجتمعان في بعض الموارد.
فإذا قلنا: ان بين نقيضي الأعم والأخص من وجه تبايناً جزئياً، فالمقصود به انهما في بعض الأمثلة قد يكونان متباينين تبايناً كلياً، وفي البعض الآخر قد يكون بينهما عموماً وخصوصاً من وجه، لأنهما يجتمعان في الفرس ويفترق الحيوان عن اللاانسان في الانسان ويفترق اللانسان عن الحيوان في الحجر، ولكن بين نيضيهما تبايناً كلياً فان اللاحيوان يباين الانسان كلياً. والثاني مثل الطير والأسود ان نقيضيهما لا طير ولا أسود بينهما عموم وخصوص من وجه أيضاً، لأنهما يجتمعان في القرطاس ويفترق لا طير في الثوب الأسود ويفترق لا أسود في الحمام الأبيض.
والجامع بين العموم والخصوص من وجه وبين التباين الكلي هو التباين الجزئي. وللبرهنة على ذلك نقول:
المفروض أن ب x حـ
والمدعى أن لا ب يباين لا حـ تبايناً جزئياً:
(البرهان): لو لم يكن لا ب يباين لا حـ تبايناً جزئياً
لكان بينهما احدى النسب الأربع بالخصو.
(1) فلو كان لا ب = لا حـ
للزم أن يكون ب = حـ لأن نقيضي المتساويين متساويان وهذا خلاف الفرض.
(2) ولو كان لا ب > لا حـ
لكان ب حـ لأن نقيض الأعم أخص وهذا أيضاً خلاف الفرض.
(3) ولو كان لا ب x لا حـ فقط
لكان ذلك دائماً مع انه قد يكون بينهما تباين كي كما تقدم في مثال (لا حيوان وانسان).
(4) ولو كان لا ب // لا حـ فقط
لكان ذلك دائماً أيضاً مع أنه قد يكون بينهما عموم وخصوص من وجه كما تقدم في مثال (لا طير ولا أسود).
وعلى هذا تعين أن يكون (لا ب) يباين (لا حـ) تبايناً جزئياً (وهو المطلوب).
4- (نقيضا المتباينين متباينان تبايناً جزئياً) أيضاً. والبرهان عليه كالبرهان السابق بلا تغيير إلا في المثال، لأنا نرى ان بينهما في بعض الأمثلة تبايناً كلياً، كالموجود والمعدوم، ونقيضاهما اللاموجود واللامعدوم، وفي البعض الآخر عموماً وخصوصاً من وجه، كالانسان والحجر، ونقيضاهما لا انسان ولا حجر، وبينهما عموم وخصوص من وجه، لأنهما يجتمعان في الفرس مثلاً ويفترق كل منهما عن الآخر في عين الآخر، فاللاانسان يفترق عن اللاحجر في الحجر واللاحجر عن اللاانسان في الانسان.
خلاصة:
النسبة بين المفهومين النسبة بين نقيضيهما
1- التساوي ...... التساوي
2- العموم والخصوص من وجه..
3- التباين الكلي التباين الجزئي
4- العموم والخصوص مطلقاً... العموم والخصوص مطلقاً بالعكس
تمرينات

أ- بيِّن ماذا بين الأمثلة الآتية من النسب الأربع وماذا بين نقيضيهما:
1- الكاتب والقارئ
2- الشاعر والكاتب
3- الشجاع والكريم
4- السيف والصارم
5- المايع والماء
6- المشترك والمترادف
7- السواد والحلاوة
8- الأسود والحلو
9- النائم والجالس
10- اللفظ والكلام
ب- اشرح البراهين على كل واحدة من النسب بين نقيضي الكليين بعبارة صحة مع عدم استعمال الرموز والاشارات.
ج- اذكر مثالين من غير ما مر عليك لكل من النسب الأربع.
الكليات الخمسة  

الكلي: ذاتي وعرضي.
الذاتي: نوع وجنس وصل.
العرضي: خاصة وعرض عام.
• قد يسأل سائل عن شخص انسان (من هو؟).
• وقد يسأل عنه..... (ما هو؟).
فهل تجد فرقاً بين السؤالين؟ ـ لا شك ان الأول سؤال عن مميزاته الشخصية. والجواب عنه: (ابن فلان)، أو مؤلف كتاب كذا، أو صاحب العمل الكذائي، أو ذو الصفة الكذائية... وأمثال ذلك من الأجوبة المقصود بها تعيين المسؤول عنه من بين الأشخاص أمثاله. ويغلط المجيب لو قال: (انسان)، لأنه لا يميزه عن أمثاله من أفراد الانسان. ويصطلح في هذا العصر على الجواب عن هذا السؤال بـ (الهوية الشخصية) مأخوذة من كلمة (هو)، كالمعلومات التي تسجل عن الشخص في دفتر النفوس.
أما السؤال الثاني، فانما يسأل به عن حقيقة الشخص التي يتفق بها مع الأشخاص الآخرين أمثاله، والمقصود بالسؤال تعيين تمام حقيقته بين الحقائق لا شخصه بين الأشخاص. ولا يصلح للجواب إلا كمال حقيقته فتقول: (انسان) دون ابن فلان ونحوه. ويسمى الجواب عن هذا السؤال:
النوع
وهو أول الكليات الخمسة وسيأتي قريباً تعريفه.
• وقد يسأل السائل عن زيد وعمرو وخالد..... (ما هي؟).
• وقد يسأل السائل عن زيد وعمرو وخالد وهذه الفرس وهذا الأسد (ما هي).
هل تجد فرقاً بين السؤالين؟ ـ تأمل فيهما، فستجد ان (الأول) سؤال عن حقيقة جزئيات متفقة بالحقيقة مختلفة بالعدد. و(الثاني) سؤال عن حقيقة جزئيات مختلفة بالحقيقة والعدد.
والجواب عن الأول بكمال الحقيقة المشتركة بينهما، فتقول: انسان. وهو (النوع) المتقدم ذكره.
وعن الثاني أيضاً بكمال الحقيقة المشتركة بينها، فتقول: حيوان ويسمى:
الجنس
وهو ثاني الكليات الخمسة. وعليه يمكن تعريفهما بما يأتي:
1- (النوع) هو تمام الحقيقة المشتركة بين الجزئيات المتكثرة بالعدد فقط في جواب ما هو؟
2- (الجنس) هو تمام الحقيقة المشتركة بين الجزئيات المتكثرة بالحقيقة في جواب ما هو؟
ـ وإذا تكثرت الجزئيات بالحقيقة فلابد أن تتكثر بالعدد قطعاً.
* * *
• وقد يسأل السائل عن الانسان والفرس..... والقرد (ما هي؟)
• وقد يسأل السائل عن الانسان فقط..... (ما هو؟)
لاحظ ان (الكليات) هي المسؤول عنها هذه المرة! فماذا ترى ينبغي أن يكون الجواب عن كل من السؤالين؟ ـ نقول: أما الأول فهو سؤال عن كليات مختلفة الحقائق، فيجاب عنه بتمام الحقيقة المشتركة بينها. وهو الجنس. فتقول في المثال:(حيوان). ومنه يعرف ان الجنس يقع أيضاً جواباً عن السؤال بما هو عن الكليات المختلفة بالحقائق التي تكون أنواعاً له، كما يقع جواباً عن السؤال بما هو عن الجزئيات المختلفة بالحقائق.
وأما الثاني. فهو سؤال بما هو عن كلي واحد. وحق الجواب الصحيح الكامل نقول في المثال: (حيوان ناطق)، فيتكفل الجواب بتفصيل ماهية الكلي المسؤول عنه وتحليلها إلى تمام الحقيقة التي يشاركه فيها غيره وإلى الخصوصية التي بها يمتاز عن مشاركاته في تلك الحقيقة. ويسمى مجموع الجواب (الحد التام) كما سيأتي في محله. وتمام الحقيقة المشتركة التي هي الجزء الأول من الجواب هي (الجنس) وقد تقدم. والخصوصية المميزة التي هي الجزء الثاني من الجواب هي:
الفصل
وهو ثالث الكليات. ومن هذا يتضح ان الفصل جزء من مفهوم الماهية، ولكنه الجزء المختص بها الذي يميزها عن جميع ما عداها، كما ان الجنس جزؤها المشترك الذي أيضاً يكون جزءاً للماهيات الأخرى.
ويبقى شيء ينبغي ذكره، وهو أنا كيف نسأل ليقع الفصل وحده جواباً؟ وبعبارة أوضح: ان الفصل وحده يقع في الجواب عن أي سؤال».
نقول: يقع الفصل جواباً عما إذا سألنا عن خصوصية الماهية التي بها نمتاز عن أغيارها، بعد أن نعرف تمام الحقيقة المشتركة بينها وبين أغيارها. فإذا رأينا شبحاً من بعيد وعرفنا انه حيوان وجهلنا خصوصيته بطبيعتنا نسأل فنقول: (أي حيوان هو في ذاته). وإن شئت قلت بدل في ذاته: في جوهره أو حقيقته، فإن المعنى واحد. والجواب عن الأول (ناطق) فقط وهو فصل الإنسان أو (صاهل) وهو فصل الفرس. وعن الثاني (حساس) مثلاً وهو فصل الحيوان.
إذن يصح أن نقول ان الفصل يقع في جواب (أي شيء). وشيء كناية عن الجنس الذي عرف قبل السؤال عن الفصل. وعليه يصح تعريف الفصل بما يأتي:
«هو جزء الماهية المختص بها الواقع في جواب أي شيء هو في ذاته».
تقسيمات
(1) النوع: حقيقي واضافي.
(2) الجنس: قريب وبعيد ومتوسط.
(3) النوع الاضافي: عال وسافل ومتوسط.
(4) الفصل: قريب وبعيد. مقوِّم ومقسِّم.
(1) لفظ النوع مشترك بين معنيين أحدهما (الحقيقي)، وهو أحد الكليات الخمسة، وقد تقدم. وثانيهما (الاضافي). والمقصود به الكلي الذي فوقه جنس. فهو نوع بالاضافة إلى الجنس الذي فوقه سواء كان نوعاً حقيقياً أو لم يكن، كالانسان بالاضافة إلى جنسه وهو الحيوان، وكالحيوان بالاضافة إلى جنسه وهو الجسم النامي، وكالجسم النامي بالاضافة إلى الجسم المطلق، وكالجسم المطلق بالاضافة إلى الجوهر.
(2) قد تتألف سلسلة من الكليات يندرج بعضها تحت بعض، كالسلسلة المتقدمة التي تبتدىء بالانسان وتنتهي بالجوهر. فإذا ذهبت بها (متصاعداً) من الانسان، فمبدؤها (النوع) وهو الانسان في المثال، وبعده الجنس الأدنى الذي هو مبدأ سلسلة الأجناس، ويسمى (الجنس القريب)، لأنه أقربها إلى النوع. ويسمى أيضاً (الجنس السافل). وهو الحيوان في المثال.
ثم هذا الجنس فوقه جنس أعلى... حتى تنتهي إلى الجنس الذي ليس فوقه جنس. ويسمى (الجنس البعيد) و (الجنس العالي) و (الجنس المتوسط). ويسمى (بعيداً) أيضاً كالجسم المطلق والجسم النامي. فالجنس ـ على هذا ـ قريب وبعيد ومتوسط أو سافل وعال ومتوسط.
(3) وإذا ذهبت في السلسلة متنازلاً مبتدئاً من جنس الأجناس إلى ما دونه، حتى تنتهي إلى النوع الذي ليس تحته نوع. فما كان بعد جنس الأجناس يسمى (النوع العالي)، وهو مبدأ سلسلة الأنواع الاضافية، وهو الجسم المطلق في المثال. وأخيرها أي منتهى السلسلة يسمى (نوع الأنواع) أو (النوع السافل)، وهو الانسان في المثال. أما ما يقع بين العالي والسافل فهو (المتوسط)، كالحيوان والجسم النامي. فالجسم النامي جنس متوسط ونوع متوسط.
إذن النوع الاضافي: عال ومتوسط وسافل.
(تنبيه) يتضح مما سبق ان كلا من المتوسطات لا بد أن يكون نوعاً لما فوقه وجنساً لما تحته. والمتوسط النوع والجنس قد يكون واحداً إذا تألفت سلسلة الكليات من أربعة، وقد يكون أكثر إذا كانت السلسلة أكثر من أربعة.
فمثال الأول: (الماء) المندرج تحت (السائل) المندرج تحت (الجسم) المندرج تحت (الجوهر). أو (البياض) المندرج تحت (اللون) المندرج تحت (الكيف المحسوس) المندرج تحت (الكيف).
ومثال الثاني: سلسلة الانسان إلى الجوهر المؤلفة من خمسة كليات كما تقدم، أو (متساوي الساقين) المندرج تحت (المثلث) المندرج تحت (الشكل المستقيم الاضلاع) المندرج تحت (الشكل المستوي) المندرج تحت (الشكل)المندرج تحت (الكم). وهذه السلسلة مؤلفة من ستة كليات، والأنواع المتوسطة ثلاثة (المثلث، والشكل المستقيم الاضلاع، والشكل المستوي). والأجناس المتوسطة ثلاثة أيضاً (الشكل المستقيم الاضلاع، والشكل المستوي، والشكل).
(4) وكل نوع اضافي لابد له من صل يكون جزءاً من ماهيته يقومها ويميزها عن الأنواع الأخر التي في عرضه المشتركة معه في الجنس الذي فوقه، كما يقسم الجنس إلى قسمين أحدهما نوع ذلك الفصل وثانيهما ما عداه، كالحساس المقوم للحيوان والمقسم للجسم النامي إلى حيوان وغير حيوان فيقال: الجسم النامي حساس وغير حساس.
ولكن الفصل الذي يقوِّم نوعه المساوي له لابد أن يقوِّم أيضاً ما تحته من الأنواع. فالحساس المقوم للحيوان يقوم الانسان وغيره من أنواع الحيوان أيضاً. لأن الفصل للعالي لابد أن يكون جزءاً من العالي، والعالي جزء من السافل، وجزء الجزء جزء. فيكون الفصل المقوم للعالي جزءاً من السافل، فيقومه.
والقاعدة أيضاً إذا لوحظ بالقياس إلى نوعه المساوي له قيل له (الفصل القريب) كالحساس بالقياس إلى الحيوان، والناطق بالقياس إلى الانسان. وإذا لوحظ بالقياس إلى النوع الذي تحت نوعه قيل له (الفصل البعيد)، كالحساس بالقياس إلى الانسان.
والخلاصة: إن الفصل الواحد يسمى قريباً وبعيداً باعتبارين. ويسمى مقوماً ومقسماً باعتبارين.
الذاتي والعرضي
للذاتي والعرضي اصطلاحات في المنطق تختلف معانيها. ولا يهمنا الآن التعرض إلا لاصطلاحهم في هذا الباب، وهو الذي يسمونه بكتاب (ايساغوجي) أي كتاب الكليات الخمسة، حسب وضع مؤسس المنطق الحكيم (أرسطو). وكان علينا أن نتعرض لهذا الاصطلاح في أول بحث الكليات الخمسة، لولا انا أردنا ايضاح المعنى المقصود منه بتقديم شرح الكليات الثلاثة المتقدمة، فنقول:
1- (الذاتي): هو المحمول الذي تتقوم ذات الموضوع به غير خارج عنها. ونعني (بما تتقوم ذات الموضوع به) ان ماهية الموضوع لا تتحقق إلا به فهو قوامها، سواء كان هو نفس الماهية كالانسان المحمول على زيد وعمرو، أو كان جزءاً منها كالحيوان المحمول على الانسان أو الناطق المحمول عليه، فان نفس الماهية أو جزأها يسمى (ذاتياً).
وعليه، فالذاتي يعم النوع والجنس والفصل، لأن النوع نفس الماهية الداخلة في ذات الأفراد، والجنس والفصل جزآن داخلان في ذاتها.
2- (العرضي): هو المحمول الخارج عن ذات الموضوع، لاحقاً له بعد تقومه بجميع ذاتياته، كالضاحك اللاحق للانسان، والماشي اللاحق للحيوان، والمتحيز اللاحق للجسم.
وعندما يتضح هذا الاصطلاح ندخل الآن في بحث باقي الكليات الخمسة، وقد بقي منها أقسام العرضي، فان العرضي ينقسم إلى:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 870
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

الباب الثاني مباحث الكلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني مباحث الكلي   الباب الثاني مباحث الكلي I_icon_minitimeالأحد أغسطس 23, 2015 3:21 pm

الخاصة والعرض العام
لأن العرضي: وإما أن يختص بموضوعه الذي حمل عليه أي لا يعرض لغيره، فهو (الخاصة) سواء كانت مساوية لموضوعها كالضاحك بالنسبة إلى الانسان، أو كانت مختصة ببعض أفراده كالشاعر والخطيب والمجتهد العارضة على بعض أفراد الانسان. وسواء كانت خاصة للنوع الحقيقي كالأمثلة السابقة، أو للجنس المتوسط كالمتحيز خاصة الجسم، والماشي خاصة الحيوان، أو لجنس الأجناس، كالموجود لا في موضوع خاصة الجوهر.
وإما أن يعرض لغير موضوعه أيضاً أي لا يختص به فهو (العرض العام) كالماشي بالقياس إلى الانسان، والطائر بالقياس إلى الغراب، والمتحيز بالقياس إلى الحيوان، أو بالقياس إلى الجسم النامي.
وعليه، يمكن تعريف الخاصة والعرض العام بما يأتي:
(الخاصة): الكلي الخارج المحمول الخاص بموضوعه.
(العرض العام): الكلي الخارج المحمول على موضوعه وغيره.
تنبيهات وتوضيحات  
1- قد يكون الشيء الواحد خاصة بالقياس إلى موضوع وعرضاً عاماً بالقياس إلى آخر، كالماشي، فانه خاصة للحيوان وعرض عام للانسان. ومثله، الموجود لا في موضوع، والمتحيز، ونحوها، مما يعرض الأجناس.
2- وقد يكون الشيء الواحد عرضياً بالقياس إلى موضوع، وذاتياً بالقياس إلى آخر، كالملون، فانه خاصة الجسم مع انه جنس للأبيض والأسود ونحوهما. ومثله مفرق البصر، فانه عرضي بالقياس إلى الجسم مع انه فصل للأبيض، لأن الأبيض(ملون مفرق البصر).
3- كل من الخاصة والفصل قد يكون مفرداً وقد يكون مركباً. مثال المفرد منهما الضاحك والناطق. ومثال المركب من الخاصة قولنا للانسان: «منتصب القامة بادي البشرة». ومثال المركب من الفصل قولنا للحيوان: «حساس متحرك بالارادة».
الصنف
4- تقدم ان الفصل يقوم النوع ويميزه عن أنواع جنسه، أي يقسم ذلك الجنس، أو فقل (ينوع) الجنس. أما الخاصة فانها لا تقوّم الكلي الذي تختص به قطعاً، إلا انها تميزه عن غيره، أي انها تقسم ما فوق ذلك الكلي. فهي كالفصل من هذه الناحية في كونها تقسم الجنس، وتزيد عليه بأنها تقسم العرض العام أيضاً، كالموجود لا في موضوع الذي يقسم (الموجود) إلى جوهر وغير جوهر.
وتزيد عليه أيضاً بأنها تقسم كذلك النوع، وذلك عندما تختص ببعض أفراد النوع كما تقدم، كالشاعر المقسم للانسان. وهذا التقسيم للنوع يسمى في اصطلاح المنطقيين (تصنيفاً)، وكل قسم من النوع يسمى (صنفاً).
فالصنف: كل كلي أخص من النوع ويشترك مع باقي أصناف النوع في تمام حقيقتها، ويمتاز عنها بأمر عارض خارج عن الحقيقة.
والتصنيف كالتنويع، إلا ان التنويع للجنس باعتبار الفصول الداخة في حقيقة الأقسام. والتصنيف لنوع باعتبار الخواص الخارجة عن حقيقة الأقسام كتصنيف الانسان إلى شرقي وغربي، وإلى عالم وجاهل، وإلى ذكر وأنثى... وكتصنيف الفرس إلى أصيل وهجين، وتصنيف النخل إلى زهدي وبربن وعمراني... إلى ما شاء الله من التقسيمات للأنواع باعتبار أمور عارضة خارجة عن حقيقتها.
الحمل وأنواعه
5- وصفنا كلاً من الكليات الخمسة (بالمحمول). وأشرنا إلى أن الكلي المحمول ينقسم إلى الذاتي والعرضي. وهذا أمر يحتاج إلى التوضيح والبيان.
لأن سائلاً قد يسأل فيقول: ان النوع قد يحمل على الجنس، كما يقال مثلاً: الحيوان إنسان وفرس وجمل... إلى آخره، مع ان الانسان بالقياس إلى الحيوان ليس ذاتياً له، لأنه ليس تمام الحقيقة ولا جزأها، ولا عرضياً خارجاً عنه. أفهناك واسطة بين الذاتي والعرضي أم ماذا؟
وقد يسأل ـ ثانياً ـ فيقول: ان الحد التام يحمل على النوع والجنس، كما يقال: الانسان حيوان ناطق. والحيوان جسم تام حساس متحرك بالارادة. وعليه فالحد التام كلي محمول، وهو تمام حقيقة موضوعه، مع انه ليس نوعاً له ولا جنساً ولا فصلاً، فينبغي أن يجعل للذاتي قسماً رابعاً. بل لا ينبغي تسميته بالذاتي لأنه هو نفس الذات والشيء لا ينسب إلى نفسه، ولا بالعرضي لأنه ليس بخارج عن موضوعه، فيجب أن يكون واسطة بين الذاتي والعرضي.
وقد يسأل ـ ثالثاً ـ فيقول: ان المنطقيين يقولون ان الضحك خاصة الانسان والمشي عرض عام له مثلاً، مع ان الضحك والمشي لا يحملان على الانسان، فلا يقال الانسان ضحك، وقد ذكرتم ان الكليات كلها محمولات على موضوعاتها، فما السر في ذلك؟
ولكن هذا السائل إذا اتضح له المقصود من (الحمل) ينقطع لديه الكلام، فان الحمل له ثلاثة تقسيمات. والمراد منه هنا بعض أقسامه في كل من التقسيمات فنقول:
1- الحمل: طبعي ووضعي:
اعلم ان كل محمول فهو كلي حقيقي، لأن الجزئي الحقيقي بما هو جزئي لا يحمل على غيره. وكل كلي أعم بحسب المفهوم فهو محمول بالطبع على ما هو أخص منه مفهوماً، كحمل الحيوان على الانسان، والانسان على محمد، بل وحمل الناطق على الانسان. ويسمى مثل هذا (حملاً طبعياً) أي اقتضاه الطبع ولا يأباه.
وأما العكس، وهو حمل الأخص مفهوماً على الأعم، فليس هو حملاً طبعياً، بل بالوضع والجعل، لأنه يأباه الطبع ولا يقبله فلذلك يسمى (حملاً وضعياً) أو جعلياً.
ومرادهم بالأعم بحسب المفهوم غير الأعم بحسب المصداق الذي تقدم الكلام عليه في النسب: فان الأعم قد يراد منه الأعم باعتبار وجوده في أفراد الأخص وغير أفراده كالحيوان بالقياس إلى الانسان وهو المعدود في النسب. وقد يراد منه الأعم باعتبار المفهوم فقط وإن كان مساوياً بحسب الوجود، كالناطق بالقياس إلى الانسان، فان مفهومه انه شيء ما له النطق من غير التفات إلى كون ذلك الشيء انساناً أو لم يكن، وانما يستفاد كون الناطق انساناً دائماً من خارج المفهوم.
فالناطق بحسب المفهوم أعم من الانسان وكذلك الضاحك، وان كانا بحسب الوجود مساويين له... وهكذا جميع المشتقات لا تدل على خصوصية ما تقال عليه كالصاهل بالقياس إلى الفرس والباغم للغزال والصادح للبلبل والماشي للحيوان.
وإذا اتضح ذلك يظهر الجواب عن السؤال الأول، لأن المقصود من المحمول في الكليات الخمسة المحمول بالطبع لا مطلقاً.
2- الحمل: ذاتي أولي، وشايع صناعي:
واعلم ان معنى الحمل هو الاتحاد بين شيئين، لأن معناه ان هذا ذاك. وهذا المعنى كما يتطلب الاتحاد بين الشيئين يستدعي المغايرة بينهما، ليكونا حسب الفرض شيئين. ولولاها لم يكن إلا شيء واحد لا شيئان.
وعليه، لابدّ في الحمل من الاتحاد من جهة والتغاير من جهة أخرى، كما يصح الحمل. ولذا لا يصح الحمل بين المتباينين إذ لا اتحاد بينهما. ولا يصح حمل الشيء على نسه، إذ الشيء لا يغاير نفسه.
ثم ان هذا الاتحاد أما أن يكون في المفهوم، فالمغايرة لابدّ أن تكون اعتبارية. ويقصد بالحمل حينئذ أن مفهوم الموضوع هو بعينه نفس مفهوم المحمول وماهيته، بعد أن يلحظا متغايرين بجهة من الجهات. مثل قولنا: (الانسان حيوان ناطق)، فان مفهوم الانسان ومفهوم حيوان ناطق واحد إلا أن التغاير بينهما بالاجمال والتفصيل، وهذا النوع من الحمل يسمى (حملاً ذاتياً أولياً).
وأما أن يكون الاتحاد في الوجود والمصداق، والمغايرة بحسب المفهوم. ويرجع الحمل حينئذٍ إلى كون الموضوع من أفراد مفهوم المحمول ومصاديقه. مثل قولنا: (الانسان حيوان)، فان مفهوم انسان غير مفهوم حيوان، ولكن كل ما صدق عليه الانسان صدق عليه الحيوان. وهذا النوع من الحمل يسمى (الحمل الشايع الصناعي) أو (الحمل المتعارف)، لأنه هو الشايع في الاستعمال المتعارف في صناعة العلوم.
وإذا اتضح هذا البيان يظهر الجواب عن السؤال الثاني أيضاً، لأن المقصود من المحمول في باب الكليات هو المحمول بالحمل الشايع الصناعي. وحمل الحد التام من الحمل الذاتي الأولى.
3- الحمل: مواطاة واشتقاق:
إذا قلنا: الانسان ضاحك، فمثل هذا الحمل يسمى (حمل مواطاة) أو (حمل هوهو) ومعناه ان ذات الموضوع نفس المحمول. وإذا شئت فقل معناه. هذا ذاك. والمواطاة معناها الاتاق. وجميع الكليات الخمسة يحمل بعضها على بعض وعلى أفرادها بهذا الحمل.
وعندهم نوع آخر من الحمل يسمى (حمل اشتقاق) أو حمل (ذو هو)، كحمل الضحك على الانسان، فانه لا يصح أن تقول الانسان ضحك، بل ضاحك أو ذو ضحك. وسمي حمل اشتقاق وذو هو، لأن هذا المحمول بدون أن يشتق منه اسم كالضاحك أو يضاف إليه (ذو) لا يصح حمله على موضوعه، فيقال للمشتق كالضاحك محمولاً بالمواطاة، وللمشتق منه كالضحك محمولاً بالاشتقاق.
والمقصود بيانه ان المحمول بالاشتقاق كالضحك والمشي والحس لا يدخل في أقسام الكليات الخمسة، فلا يصح أن يقال: الضحك خاصة للإنسان، ولا اللون خاصة للجسم، ولا الحس فصل للحيوان، بل الضاحك والملون هو الخاصة، والحساس هو الفصل... وهكذا. وإذا وقع في كلمات القوم شيء من هذا القبيل فمن التساهل في التعبير الذي قد يشوش أفكار المبتدئين، إذ ترى بعضهم يعبر بالضحك ويريد منه الضاحك. وبهذا يظهر الجواب عن السؤال الثالث.
نعم (اللون) بالقياس إلى البياض كلي وهو جنس له، لأنك تحمله عليه حمل مواطاة، فتقول: البياض لون. أما اللون والبياض بالقياس إلى الجسم فليسا من الكليات المحمولة عليه.
العروض معناه الحمل
6- ثم لا يشتبه عليك الأمر، فتقول: انكم قلتكم الكلي الخارج ان عرض على موضوعه فقط فهو الخاصة وإلا فالعرض العام. والضحك لا شك يعرض على الإنسان ومختص به. فاذن يجب أن يكون خاصة.
فانا نرفع هذا الاشتباه ببيان العروض المقصود به في الباب، فان المراد منه هو الحمل حملاً عرضياً لا ذاتياً. وعليه فالضحك لا يعرض على الإنسان بهذا المعنى. وإذا قيل يعرض على الإنسان فبمعنى آخر للعروض وهو الوجود فيه.
وعندهم تعبير آخر بسبب الاشتباه، وهو قولهم الكلي الخارج عرض خاص وعرض عام، فيطلقون العرض على الكلي الخارج، ثم يقولون لمثل الضحك انه عرض. والمقصود بالعرض في التعبير الأول هو العرضي مقابل الذاتي، والمقصود بالعرض في الثاني هو الموجود في الموضوع مقابل الجوهر الموجود لا في موضوع.
ومثل اللون يسمى عرضاً بالمعنى الثاني لأنه موجود في موضوع، ولكن لا يصح أن يسمى عرضاً بالمعنى الأول أبداً، لأنه بالقياس إلى الجسم لا يحمل عليه حمل مواطاة وبالقياس إلى ما تحته من الأنواع كالسواد والبياض هو ج نس لها كما تقدم، فهو حينئذ ذاتي لا عرضي.
تقسيمات العرضي  
العرضي: لازم ومفارق.
1- (اللازم): ما يمتنع انفكاكه عقلاً عن موضوعه، كوصف (الفرد) للثلاثة و(الزوج) للأربعة، و(الحارة) للنار...
2- (المفارق): ما (لا) يمتنع انفكاكه عقلاً عن موضوعه، كأوصاف الإنسان المشتقة من أفعاله وأحواله، مثل قائم وقاعد ونائم وصحيح وسقيم، وما إلى ذلك، وإن كان لا ينفك أبداً: فانك ترى ان وصف العين (بالزرقاء) لا ينفك عن وجود العين، ولكنه مع ذلك بعد عرضياً مفارقاً، لأنه لو أمكنت حيلة لازالة الزرقة لما امتنع ذلك وتبقى العين عيناً. وهذا لا يشبه اللازم، فلو قدرت حيلة لسلخ وصف الفرد عن الثلاثة لما أمكن أن تبقى الثلاثة ثلاثة، ولو قدر سلخ وصف الحرارة عن النار لبطل وجود النار. وهذا معنى امتناع الانفكاك عقلاً.
اللازم: بيّن وغير بيّن.
البيّن: بيّن بالمعنى الأخص، وبين بالمعنى الأعم.
1- (البين بالمعنى الأخص): ما يلزم من تصور ملزومه تصوره، بلا حاجة إلى توسط شيء آخر.
2- (البين بالمعنى الأعم): ما يلزم من تصوره وتصور الملزوم وتصور النسبة بينهما الجزم بالملازمة. مثل: الاثنان نصف الأربعة أو ربع الثمانية، فانك إذا تصورت الاثنين قد تغفل عن انها نصف الأربعة أو ربع الثمانية، ولكن إذا تصورت أيضاً الثمانية مثلاً، وتصورت النسبة بينهما تجزم انها ربعها. وكذا إذا تصورت الأربعة والنسبة بينهما تجزم انها نصفها... وهكذا في نسبة الاعداد بعضها إلى بعض. ومن هذا الباب لزوم وجوب المقدمة لوجوب ذي المقدمة، فانك إذا تصورت وجوب الصلاة، وتصورت الوضوء، وتصورت النسبة بينه وبين الصلاة وهي توقف الصلاة الواجبة عليه، حكمت بالملازمة بين وجوب الصلاة ووجوبه.
وانما كان هذا القسم من البين أعم، لأنه لا يفرق فيه بين أن يكون تصور الملزوم كافياً في تصور اللازم وانتقال الذهن إليه وبين ألا يكون كافياً، بل لابدّ من تصور اللازم وتصور النسبة للحكم بالملازمة. وإنما يكون تصور الملزوم كافياً في تصور اللازم عندما يألف الذهن الملازمة بين الشيئين على وجه يتداعى عنده المتلازمان فاذا وُجد أحدهما في الذهن وجد الآخر تبعاً له، فتكون الملازمة حينئذٍ ذهنية.
3- (غير البيّن) وهو ما يقابل البين مطلقاً، بأن يكون التصديق والجزم بالملازمة لا يكفي فيه تصور الطرفين والنسبة بينهما. بل يحتاج اثبات الملازمة إلى إقامة الدليل عليه. مثل الحكم بأن المثلث زواياه تساوي قائمتين، فإن الجزم بهذه الملازمة يتوقف على البرهان الهندسي، ولا يكفي تصور زوايا المثلث وتصور القائمتين وتصور النسبة للحكم بالتساوي.
والخلاصة: معنى البين مطلقاً ما كان لزومه بديهياً، وغير البين ما كان لزومه نظرياً.
المفارق: دائم وسريع الزوال وبطيئة.
(الدائم): كوصف الشمس بالمتحركة، ووصف العين بالزرقاء. (سريع الزوال): كحمرة الخجل وصفرة الخوف. (بطيء الزوال): كالشباب للإنسان.
الكلي المنطقي والطبيعي والعقلي
إذا قيل: (الإنسان كلي) مثلاً، فهنا ثلاثة أشياء: ذات الإنسان بما هو إنسان، ومفهوم الكلي بما هو كلي مع عدم الالتفات إلى كونه انساناً أو غير انسان، والانسان بوصف كونه كلياً. أو فقل الأشياء الثلاثة هي: ذات الموصوف مجرداً، ومفهوم الوصف مجرداً، والمجموع من الموصوف والوصف.
1- فان لاحظ العقل (والعقل قادر على هذه التصرفات) نفس ذات الموصوف بالكلي مع قطع النظر عن الوصف، بأن يعتبر الانسان، مثلاً، بما هو انسان من غير التفات إلى انه كلي أو غير كلي، وذلك عندما يحكم عليه بأنه حيوان ناطق ـ فانه أي ذات الموصوف بما هو عند هذه الملاحظة يسمى (الكلي الطبيعي). ويقصد به طبيعة الشيء بما هي.
والكلي الطبيعي موجود في الخارج بوجود أفراده.
2- وإن لاحظ العقل مفهوم الوصف بالكلي وحده، وهو أن يلاحظ مفهوم (ما لا يمتنع فرض صدقه على كثيرين) مجرداً عن كل مادة مثل انسان وحيوان وحجر وغيرها ـ فانه أي مفهوم الكلي بما هو عند هذه الملاحظة، يسمى (الكلي المنطقي).
والكلي المنطقي لا وجود له إلا في العقل، لأنه مما ينتزعه ويفرضه العقل، فهو من المعاني الذهنية الخالصة التي لا موطن لها خارج الذهن.
3- وإن لاحظ العقل المجموع من الوصف والموصوف، بأن لا يلاحظ ذات الموصوف وحده مجرداً، بل بما هو موصوف بوصف الكلية، كما يلاحظ الانسان بما هو كلي لا يمتنع صدقه على الكثير ـ فانه أي الموصوف بما هو موصوف بالكلي يسمى(الكلي العقلي) لأنه لا وجود له إلا في العقل، لاتصافه بوصف عقلي، فان كل موجود في الخارج لابد أن يكون جزئياً حقيقياً.
ونشبه هذه الاعتبارات الثلاث لأجل توضيحها بما إذا قيل: (السطح فوق)، فإذا لاحظت (ذات السطح) بما يشتمل عليه من آجر وخشب ونحوهما وقصرت النظر على ذلك غير ملتفت إلى أنه فوق أو تحت، فهو شبيه بالكلي الطبيعي. وإذا لاحظت مفهوم (الفوق) وحده مجرداً عن شيء هو فوق، فهو شبيه بالكلي المنطقي. وإذا لاحظت ذات السطح بوصف انه فوق. فهو شبيه بالكلي العقلي.
واعلم ان جميع الكليات الخمسة وأقسامها، بل الجزئي أيضاً، تصح فيها هذه الاعتبارات الثلاثة، فيقال على قياس ما تقدم: نوع طبيعي ومنطقي وعقلي، وجنس طبيعي ومنطقي وعقلي... إلى آخرها.
فالنوع الطبيعي مثل انسان بما هو انسان، والنوع المنطقي هو مفهوم «تمام الحقيقة المشتركة بين الجزئيات المتكثرة بالعدد في جواب ما هو»، والنوع العقلي هو مفهوم الانسان بما هو تمام الحقيقة المشتركة بين الجزئيات المتكثرة بالعدد... وهكذا يقال في باقي الكليات وفي الجزئي أيضاً.
تمرينات
(1) إذا قيل: التمر لذيذ الطعم مغذ من السكريات ومن أقسام مأكول الانسان بل مطلق المأكول، وهو جسد جامد، فيدخل في مطلق الجسم، بل الجوهر ـ فالمطلوب ان ترتب سلسلة الأجناس في هذه الكليات متصاعداً وسلسلة الأنواع متنازلاً. بعد التمييز بين الذاتي والعرضي. واذكر بعد ذلك أقسام الأنواع الاضافية من هذه الكليات وأقسام العرضيات منها.
(2) وإذا قيل: الخمر جسم مايع مسكر محرم شرعاً سالب للعقل مضر بالصحة مهدم للقوى ـ فالمطلوب أن تميز الذاتي من العرضي في هذه الكليات واستخراج سلسلة الكليات متصاعدة أو متنازلة.
(3) وإذا قيل: الحديد جسم صلب من المعادن التي تتمدد بالطرق والتي تصنع منها الآلات وتصدأ بالماء ـ فالمطلوب تأليف سلسلة الكليات متصاعدة أو متنازلة مع حذف ما ليس من السلسلة.
(4) إذا قسمنا الاسم إلى مرفوع ومنصوب ومجرور فهذا من باب تقسيم الجنس إلى أنواعه أو تقسم النوع إلى أصنافه؟ اذكر ذلك مع بيان السبب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
الباب الثاني مباحث الكلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم التاسع المكتبة الاسلامية الثقافية اضغط هنا-
انتقل الى: