كثيرممن ادعوا انهم عرفاء او يعرفون من هم العرفاء كتبوا وهم يصفون العارفين ولوكتبت في البحث عن صفات العارفين لوجدت كل واحد يراهم من زاوية
اما الوصف الحقيقي الذي وصفه الامام زين العابدين عليه السلام كان وصفا ربانيا فانصح كل من يسلك طريق العرفان ان لا يبحث عن من هم خارج حدود العصمة كابن عربي مع كل ما ادعاه ولكن تنقص مصداقيته العصمة فالانسان الغير معصوم لايمكن ان تاخذمنه الاما اباحه لك المعصوم من روات الحديث في الفقه في العبادات والمعاملات اما السلوك فهو خطير ولا انصح باخذه الامن المعصوم ومن يفسر كلام المعصوم ربما يعترض على كلامي بعض الاخوه العرفاء لكن هذه قناعتي بعد ما قراءة لابن عربي وغيره اقتنعت بان الامر خطير وخطورته تصل الى الكفر او الشرك حيث كفر من كفر ابن عربي والاخر اعتبره ولي من اولياء الله وخطورة الامر هنا تقع ان تكون كافرا او مشرك دون ان تعلم لاتقل من يريد الله لايمكن ان يشرك او يضل اقول من يلف نفسه بالجحيم ويفجر نفسه في المساجد ويحول نفسه اشلاء مقطعة اعظم من الذي يجلس في صومعة ويتعبد اليل والنهار والذي قتل علي ابن ابي طالب كان يريد بقتله الجنة نعوذ بالله ان نكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا كيف وصف الامام زين العابدين عليه السلام العارفين في مناجات العارفين
فقال عنهم الَّذِينَ تَرَسَّخَتْ أَشْجارُ الشَّوقِ إلَيْكَ فِي حَدآئِقِ صُدُورِهِمْ، وَأَخَذَتْ لَوْعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلُوبِهِمْ، فَهُمْ إلَى أَوْكارِ الأَفْكارِ يَأْوُونَ، وَفِي رِياضِ الْقُرْبِ وَالْمُكاشَفَةِ يَرْتَعُونَ، وَمِنْ حِياضِ الْمَحَبَّةِ بِكَأْسِ الْمُلاطَفَةِ يَكْرَعُونَ، وَشَرايعَ الْمُصافاةِ يَرِدُونَ، قَدْ كُشِفَ الْغِطآءُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ، وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقآئِدِهِمْ، وَانْتَفَتْ مُخالَجَةُ الشَّكِّ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَرآئِرِهِمْ، وَانْشَرَحَتْ بِتَحْقِيقِ الْمَعْرِفَةِ صُدُورُهُمْ، وَعَلَتْ لِسَبْقِ السَّعادَةِ فِي الزَّهادَةِ هِمَمُهُمْ، وَعَذُبَ فِي مَعِينِ الْمُعامَلَةِ شِرْبُهُمْ وَطابَ فِي مَجْلِسِ الأُنْسِ سِرُّهُمْ، وَأَمِنَ فِي مَوْطِنِ الْمَخافَةِ سِرْبُهُمْ، وَاطْمَأَنَّتْ بِالرُّجُوْعِ إلى رَبِّ الأَرْبابِ أَنْفُسُهُمْ، وَتَيَقَّنَتْ بِالْفَوْزِ وَالْفَلاحِ أَرْواحُهُمْ، وَقَرَّتْ بِالنَّظَرِ إلى مَحْبُوبِهِمْ أَعْيُنُهُمْ، وَاسْتَقَرَّ بِإدْراكِ السُّؤْلِ وَنَيْلِ الْمَأْمُولِ قَرَارُهُمْ، وَرَبِحَتْ فِي بَيْعِ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ تِجارَتُهُمْ.
إلهِي ما أَلَذَّ خَواطِرَ الإِلْهامِ بِذِكْرِكَ عَلَى الْقُلُوبِ، وَما أَحْلَى الْمَسِيرَ إلَيْكَ بِالأَوْهامِ فِي مَسالِكِ الْغُيُوبِ، وَما أَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ، وَما أَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ، فَأَعِذْنا مِنْ طَرْدِكَ وَإبْعادِكَ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَخَصِّ عارِفِيكَ، وَأَصْلَحِ عِبادِكَ، وَأَصْدَقِ طآئِعِيكَ وَأَخْلَصِ عُبَّادِكَ، يا عَظِيمُ، يا جَلِيلُ، يا كَرِيمُ، يا مُنِيلُ، بِرَحْمَتِكَ وَمَنِّكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.