مواصفات الشيعة علی لسان إمامهم أمير المؤمنين علیه السلام
و جاء في كتاب «صفات الشيعة» للشيخ الصّدوق بإسناده عن أبي العبّاس الدينوريّ، عن محمّد بن الحنفيّة أنـّه قال: «لمّا قدم أميرالمؤمنين علیه السلام البصرة بعد قتال أهل الجمل، دعاه الاحنف بن قيس و اتّخذ له طعاماً فبعث إليه صلوات الله علیه و إلي أصحابه، فأقبل ثمّ قال: يا أحنف، ادعُ لي أصحابي. فدخل علیه قوم متخشّعون كأنـّهم شنان بوالي. فقال الاحنف بن قيس: يا أميرالمؤمنين، ماهذا الذي نزل بهم ؟ أمن قلّة الطعام؟ أو من هول الحرب ؟ فقال صلوات الله علیه: لا يا أحنف، إنَّ الله سبحانه أحبّ أقواماً تنسّكوا له في دار الدنيا تنسّك من هجم علی ما علم من قربهم من يوم القيامة من قبل أن يشاهدوها. فحملوا أنفسهم علی مجهودها، و كانوا إذا ذكروا صباح يوم العرض علی الله سبحانه توهّموا خروج عنق يخرج من النار يحشر الخلائق إلي ربّهم تبارك و تعالي و كتاب يبدو فيه علی رؤوس الاشهاد فضايح ذنوبهم، فكادت أنفسهم تسيل سيلاناً أو تطير قلوبهم بأجنحة الخوف طيراناً، و تفارقهم عقولهم إذا غلت بهم مراجل المِجرد إلي الله سبحانه غلياناً. فكانوا يحنّون حنين الواله في دجي الظلم، و كانوا يفجعون من خوف ما أوقفوا علیه أنفسهم.
فمضوا ذُبل الاجسام، حزينة قلوبهم، كالحة وجوههم، ذابلة شفاههم، خامصة بطونهم. تراهم سكاري سُمّار وحشة الليل متخشّعون كأنـّهم شنان بوالي. قد أخلصوا لله أعمالاً سرّاً و علانيّةً، فلم تأمن من فزعه قلوبهم، بل كانوا كمن حرسوا قباب خراجهم. فلو رأيتهم في ليلتهم وقد نامت العيون، و هدأت الاصوات، و سكنت الحركات، من الطير في الوكور، و قد نهنههم هول يوم القيامة بالوعيد عن الرقاد كما قال سبحانه: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَي'´ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَـ'تًا وَ هُمْ نَآنءِمُونَ.
فاستيقظوا لها فزعين، و قاموا إلي صلواتهم معولين، باكين تارةً وأُخري مسبّحين، يبكون في محاريبهم، و يرنّون، يصطفّون ليلة مظلمة بهماء يبكون. فلو رأيتهم يا أحنف ؛ في ليلتهم قياماً علی أطرافهم منحنية ظهورهم يتلون أجزاء القرآن لصلواتهم. قد اشتدّت إعوالهم و نحيبهم وزفيرهم. إذا زفروا خِلْتَ النارَ قد أخذت منهم إلي حلاقيمهم. و إذا أعولوا حسبتَ السلاسل قد صفّدت في أعناقهم. فلو رأيتهم في نهارهم إذاً لرأيت قوماً يمشون علی الارض هوناً، و يقولون للناس حسناً، «و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا... و إذا مرّوا باللّغو مرّوا كرامًا». قد قيّدوا أقدامهم من التهمات، و أبكموا ألسنتهم أن يتكلّموا في أعراض الناس، وسجموا أسماعهم أن يلجها خوض خائض، و كحّلوا أبصارهم بغضّ البصر عن المعاصي، و انتحوا دارالسلام التي من دخلها كان آمناً منالريب والاحزان.
بعد ذلك تحدّث إمام عن مكان هؤلاء في الجنّة، و ذكر شيئاً من أوصاف الجنّة، ثمّ قال: فإن فاتك يا أحنف، ما ذكرت لك في صدر كلامي، لتتركنَّ في سرابيل القطران و لتطوفنَّ بينها و بين حميم آن ولتسقينَّ شراباً حارّ الغَلَيان في أنضاجه، فكم يومئذٍ في النار من صلب محطوم، و وجه مهشوم، و مشوّه مضروب علی الخرطوم، قد أكلت الجامعة كفّه، و التحم الطوق بعنقه. فلو رأيتهم يا أحنف، ينحدرون في أوديتها، ويصعدون جبالها، و قد أُلبسوا المقطّعات من القطران، و أُقرنوا مع فجّارها و شياطينها، فإذا استغاثوا بأسوء أخذ من حريق شدّت علیهم عقاربها وحيّاتها. و لو رأيت منادياً ينادي و هو يقول: يا أهل الجنّة ونعيمها، وياأهل حليها و حللها، خلّدوا فلا موت، فعندها ينقطع رجاؤهم، و تنغلق الابواب، و تنقطع بهم الاسباب. فكم يومئذٍ من شيخ ينادي: واشَيْبَتَاهُ ؟ وكم من شابّ ينادي: واشَبابَاه ! و كم من امرأةٍ تنادي: وافَضِيحَتَاه !
هتكت عنهم الستور، فكم يومئذٍ من مغموسٍ، بين أطباقها محبوس. يا لك غمسة ألبستك بعد لباس الكتّان، و الماء المبرّد علی الجدران، و أكل الطعام ألواناً بعد ألوان. لباساً لم يدع لك شعراً ناعماً كنت مطعمه إلاّ بيّضه، ولا عيناً كنت تبصر بها إلي حبيب إلاّ فقأها. هذا ما أعدّالله للمجرمين، وذلك ما أعدّالله للمتّقين.
فالشيعة يشعّ النور في قلوبهم بسبب الإخلاص في العبادة، فيدركون الحقائق التي لا يتيسّر إدراكها للآخرين من سائر الناس.
الروايات المأثورة عن إمام الصادق علیه السلام في وصف الشيعة
و جاء في «تفسير العيّاشيّ» عن إمام الصادق علیه السلام قوله: إِنَّما شيعَتُنا أَصْحَابُ الاْرْبِعَةِ الاْعْيُنِ عَيْنٍ فِي الرَّاسِ، وَ عَيْنٍ فِي القَلْبِ أَلا وَالْخَلائِقُ كُلُّهُمْ كَذَلِكَ، إِلاّ أَنَّ اللهَ فَتَحَ أَبْصَارَكُمْ وَ أَعْمَي أَبْصَارَهُمْ.
و ورد في محاسن البرقيّ عن إمام الصادق علیه السلام قوله: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ جَوْهَراً وَ جَوْهَرُ وُلِدِ آدَمَ مُحَمَّدٌ صَلّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ وَشِيعَتُنَا.
وفي «المحاسن» أيضاً عن إمام الصادق علیه السلام قوله للفضيل ابن يسار و كان من خواصّ الشيعة و من رواة إمام: أَنْتُمْ وَاللهِ، نُورٌ في ظُلُمَاتِ الاْرْضِ.
و نقل في «المحاسن» أيضاً عن علیّ بن عبدالعزيز، عن إمام الصادق علیه السلام قوله: وَاللَهِ، إِنِّي لاُحِبُّ رِيحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ وَرَؤيَتَكُمْ وَ زَيارَتَكُمْ. وَ إِنِّي لَعلی دِينِ اللَهِ وَ دِينِ مَلائِكَتِهِ فَأَعْينُوا علی ذَلِكَ بِوَرَعٍ. أَنَا فِي الْمَدِينَةِ بِمَنْزِلَةِ الشُّعَيْرَةِ ] الشَّعْرَةَ [ أَتَقَلْقَلُ حَتَّي أَرَي الرَّجُلَ مِنْكُمْ فَأَسْتَرِيحَ إِلَيْهِ
خطبة أميرالمؤمنين علیّ بن أبي طالب علیه السلام في وصف الشيعة
و جاء في كتاب «كنز الفوائد» للكراجُكيّ بإسناده عن أبي حمزة الثماليّ، عن رجل من قومه اسمه يحيي بن أُمّ طويل، عن نوف البكاليّ أنـّه قال: «عرضت لي إلي أميرالمؤمنين علیّ بن أبي طالب علیه السلام حاجة فاستتبعتُ إليه جُندب بن زُهير، و الربيع بن خُثيم، و ابن أخيه همّام بن عُبادة بن خُثَيمْ، و كان من أصحاب البرانس. فأقبلنا معتمدين لقاء أميرالمؤمنين علیه السلام فألفيناه حين خرج يؤمُّ المسجدِ فأفضي و نحن معه إلي نفر مبدَّنين قد أفاضوا في الاحدوثات تفكّهاً، و بعضهم يلهي بعضاً. فلمّا أشرف لهم أميرالمؤمنين علیه السلام أسرعوا إليه قياماً فسلمّوا، فردَّ التحيّة، ثمّ قال: من القوم ؟ قالوا: أُناسٌ من شيعتك ياأميرالمؤمنين، فقال لهم خيراً، ثمّ قال: يا هؤلاء ؛ ما لي لا أري فيكم سمة شيعتنا، و حلية أحبّتنا أهل البيت ؟ فأمسك القوم حياءً.
قال نوف البكاليّ: فأقبل علیه جندب و الربيع فقالا: ما سمةُ شيعتكم و صفتهم يا أميرالمؤمنين ! فتثاقل عن جوابهما، و قال: اتّقيا الله أيّها الرجلان و أحسنا فإنّ الله مع الذين اتّقوا و الذين هم محسنون.
فقال همّام بن عبادة و كان عابداً مجتهداً: أسألك بالذي أكرمكم أهلالبيت و خصّكم و حباكم، و فضّلكم تفضيلاً إِلاّ أنبأتنا بصفة شيعتكم. فقال: لا تُقسم، فسأنِبئكم جميعاً. و أخذ بيد همّام، فدخل المسجد، فسبّح ركعتين أوجزهما و أكملهما و جلس و أقبل علینا. و حفّ القوم به. فحمد الله و أثني علیه و صلّي علی النبيّ، ثمّ قال:
أمّا بعد. فإنّ الله جلّ ثناؤه، و تقدّست أسماؤه، خلق خلقه فألزمهم عبادته، و كلّفهم طاعته، و قسّم بينهم معايشهم، و وضعهم في الدنيا بحيث وضعهم، و هو في ذلك غنيُّ عنهم، لا تنفعه طاعةُ من أطاعه، و لا تضرّه معصيةُ من عصاه منهم...
و يواصل نوف سرده لكلام إمام، إلي أن يقول: ثمّ وضع أميرالمؤمنين صلوات الله علیه يده علی منكب همام، فقال: ألا من سأل عن شيعة أهل البيت، الذين أذهب الله عنهم الرجس، و طهّرهم في كتابه مع نبيّه تطهيراً، فهم العارفون بالله، العاملون بأمرالله، أهل الفضائل والفواضل، منطقهم الصواب، و ملبسهم الاقتصاد، و مشيهم التواضع... وواصل إمام كلامه في تعداد صفاتهم واحدة بعد الاُخري بالتفصيل وذكر حالاتهم الروحيّة، و ملكاتهم النفسيّة و مشاهداتهم الغيبيّة، إلي أن قال علیه السّلام: أُولَئِكَ عُمّالُ اللهِ، وَ مَطايَا أَمْرِهِ وَ طَاعَتِهِ، وَ سُرُجُ أَرْضِهِ وَ بَرِيَّتِهِ، أُولَئِكَ شِيعَتُنَا وَ أَحِبَّتُنا وَ مِنّا وَ مَعَنا، أَلاَ هَاه شَوقاً إِلَيْهِمْ. فصاح همّام صيحةً وقع مغشيّاً علیه فحرّكوه فإذا هو قد فارق الدنيا رحمة الله علیه، فاستعبر الربيع بن خثيم عمّه باكياً و قال: لاسرع ما أودت موعظتك ياأميرالمؤمنين بابن أخي، و لوودتُ لو أنـّي بمكانه. فقال إمام: هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها. أما و الله، لقد كنتُ أخافها علیه.
فقال له قائل: فما بالك أنت يا أميرالمؤمنين ؟ فقال: ويحك، إنّ لكلّ واحد أجلاً لن يعدوه، و سبباً لن يجاوزه، فمهلاًلاتعُدْ لها، فإنّما نَفَثَها علی لسانك الشيطانُ.
قال نوف: فصلّي علیه أميرُالمؤمنين علیه السلام عشيّة ذلك اليوم وشهد جنازته و نحن معه.
قال الراوي عن نوف: فصرتُ إلي الربيع بن خثيم فذكرتُ له ما حدّثني نوف. فبكي الربيع حتّي كادت نفسه أن تفيض، وقال: صدق أخي لاجرم أنّ موعظة أميرالمؤمنين وكلامه ذلك منّي بمرأي و مسمع. وما ذكرتُ ما كان من همّام يومئذٍ وأنا في بلهنية إلاّ كدّرها، و لا شدّة إلاّ فرّجها.
بيان أميرالمؤمنين علی بن أبي طالب علیه السلام في وصف الشيعة
و جاء كذلك في أمالي الشيخ الطوسيّ، عن نوف البكاليّ أنـّه قالَ: قَالَ لِي علیٌّ علیه السّلام: يا نَوفُ ؛ خُلِقْنَا مِن طِينَةٍ طَيِّبَةٍ وَ خُلِقَ شِيعَتُنَا مِن طِينَتِنا فَإذَا كَانَ يَومُ القِيامَةِ أُلْحِقُوا بِنَا، قالَ نُوفٌ: فَقُلْتُ: صِف لِي شَيعَتَكَ يَا أمِيرَ المؤمِنِينَ ؛ فَبَكَي لِذِكْري شيِعَتِه، وَ قَالَ: يَا نَوْفُ، شِيعَتِي وَاللهِ، الْحُكَمَاءُ الْعُلَماءُ بِاللهِ وَدينِهِ الْعَامِلُونَ بِطَاعَتِهِ وَأَوامِرِهِ ـ الحديث.
يقول أبونعيم الاصفهانيّ في «حلية الاولياء» ج 1، ص 86: حَدَّثنا أَحَمدُ بنُ علیِّ بنِ مُحَمَّد: عن... مُجاهِدٍ قالَ: شِيعَةُ علیٍّ الْحُكَمَاءُ الْعُلَمَاءُ الذُّبُلُ الشِّفَاهُ، الاخيارُ الَّذِينَ يُعْرَفُونَ بِالرُّهبَانِيَّةِ مِنْ أَثَرِ الْعِبَادَةِ. و يقول أيضاً: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عُمْرُو بنِ سلم، عن... عن علی بنِ الْحُسَيْنِ قالَ: شِيعَتُنَا الذُّبُلُ الشِّفَاهُ، و إمام مِنَّا مَن دَعَا إِلَي اللهِ.
و جاء عن كتاب «الفضائل» لابن شاذان و كتاب «الروضة» في الفضائل عن عبدالله بن أبي أوفي، عن رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم أنـّه قال: لمّا خلق الله إبراهيم الخليل علیه السلام كشف الله عن بصره، فنظر إلي جانب العرش، فرأي نوراً، فقال: إلهي و سيّدي ما هذا النور ؟ قال: يا إبراهيم ؛ هذا محمّد صفيّي. فقال: إلهي و سيّدي أري إلي جانبه نوراً آخر. فقال يا إبراهيم، هذا علیٌّ ناصر ديني. فقال: إلهي وسيّدي أري إلي جانبهما نوراً ثالثاً. قال: يا ابراهيم ؛ هذه فاطمة تلي أباها و بعلها فطمت محبّيها من النار. قال: إلهي و سيّدي أري نورين يليان الثلاثة الانوار. قال: يا إبراهيم ؛ هذان الحسن و الحسين يليان أباهما وجدّهما وأُمّهما. فقال: إلهي و سيّدي أري تسعة أنوار أحدقوا بالخمسة الانوار. قال: يا إبراهيم ؛ هؤلاء الائمّة من ولدهم.
فقال: إلهي و سيّدي ؛ فبمن يعرَّفون ؟ قال: يا إبراهيم، أوّلهم علیّبن الحسين، و محمّد بن علی، و جعفر بن محمّد، و موسي بن جعفر وعلیّبن موسي، و محمّد بن علیّ، و علیّ بن محمّد، و الحسن بن علیّ ومحمّدبن الحسن، القائم المهديّ.
قال: إلهي و سيّدي أري عدّة أنوار حولهم لايحصي عدّتهم إلاّ أنت. قال: يا إبراهيم، هؤلاء شيعتهم و محبّوهم. قال: إلهي و بما يعرفون شيعتهم و محبّوهم ؟ قال: بصلاة الإحدي و الخمسين، و الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، و القنوت قبل الركوع، و سجدة الشكر، و التختّم باليمين قال إبراهيم: اللهمَ اجعلني من شيعتهم و محبّيهم. قال: قد جعلتك، فأنزل الله فيه: «وَ إِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإبْرَ ' هِيمُ * إِذْ جَآءَ رَبَّهُ و بِقَلْبٍ سَلِيمٍ».
قال المرحوم المحدّث القميّ: نقل شيخنا هذه الرواية في «المستدرك» عن كتاب «الغيبة» للفضل بن شاذان، و قال في آخرها: قال المفضّل بن عمر: «إِنّ إبراهيم علیه السلام لمّا أحسّ بالموت، روي هذا الخبر، و سجد، فقبض في سجدته».
و نقل في كتاب «الكافي» بسلسلة سنده المتّصل عن أبي يحيي كوكب الدم، عن إمام جعفر الصادق علیه السلام أنـّه قالَ: إِنَّ حَوارِيّي عيسي كانُوا شِيعَتَهُ، وَ إِنَّ شِيعَتَنا حَوارِيُّونَا. وَ مَا كَانَ حَواريُّ عِيسَي بَأطْوَعَ لَهُ مِنْ حَواريِّنا لَنا. وَ إِنَّما قَالَ عِيسَي لِلْحَواريِّينَ: مَنْ أَنْصَاري إِلَي اللهِ ؟ قَالَ الحَوارِيُّونَ: نَحْنُ أَنْصارُ اللَهِ، فَلاَ وَاللَهِ، مَا نَصَرُوهُ مِنَ الْيَهُودِ وَلاَقَاتَلُوهُمْ دُونَهُ، وَ شِيعَتُنَا، ـ وَاللهِ ـ لَمْ يَزَالُوا مُنْذُ قَبَضَ اللَهُ عَزَّ ذِكْرُهُ رَسُولَهُ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَنْصُرُونَنَا وَ يُقَاتِلُونَ دُونَنَا وَ يُحَرَّقُونَ وَيُعَذَّبُونَ وَ يُشَرَّدُونَ فِي البُلْدانِ، جَزاهُمُ اللَهُ عَنَّا خَيْراً. [38]