كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 - الأخلاق والعرفان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 870
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

- الأخلاق والعرفان Empty
مُساهمةموضوع: - الأخلاق والعرفان   - الأخلاق والعرفان I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 10, 2015 3:36 pm

- الأخلاق والعرفان


أما في مجال الأخلاق، فإن كسب فضائل الأخلاق ومكارمها وتجنب رذائل الأخلاق وأهواء النفس وفسادها، تعد جميعها من المستلزمات العملية للإسلام الأصيل، كذلك التقوى العملية والسير والسلوك المعنوي والتعالي الروحي والعرفان العملي المصاحب بالعرفان النظري، تعد أيضاً من الأهداف المهمة للإسلام الأصيل؛ لذا تعبّر أخلاق الإنسان دائماً عن إيمانه وعقائده، مما يجعل الالتزام بهذه الأخلاق من لوازم هذه العقائد والاعتقادات؛ بل إن العلاقة فيما بينها تعد نوعاً من العينية والاتحاد التي تحقق هذه المعتقدات وأنواع الأيمان في قلب الإنسان وروحه؛ لكن نموذجها العيني وانعكاسها الخارجي يظهر ويبرز جلياً في الأخلاق والعبادات والأحكام العملية؛ لذا مدى الالتزام بالأصول الأخلاقية والعملية تعبّر في الواقع عن مدى الاعتقاد والإيمان القلبي للإنسان[33]، حيث يقول الله تعالى في هذا المجال: {يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[34].


إذن، الإسلام الأصيل لا يتلخص فقط بالشعار والادعاء فقط؛ بل يستلزم تحققه في نفس الإنسان، التزامه العملي والأخلاقي في سلوكه وعمله، إذ لا فائدة من الإيمان بدون العمل الصالح، كما أن العمل بدون الإيمان لا يحقق سعادة البشر؛ لأن الحياة الطيبة وحياة الإيمان والدين التي تعبر عن السعادة الحقيقية للبشر إنما تتحقق في ظل وجود الإيمان المرتبط بالعمل الصالح، بحيث عبر عنه القرآن الكريم في قوله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[35].


إن الإمام الخميني(قدس سره) وطيلة مراحل حياته من شبابه حتى آخر لحظات عمره الشريف كان معلماً للأخلاق ومهذباً للقلوب، كما قام بتهذيب نفسه وتربيتها حتى بلغ بها أعلى درجات التقوى، وهذا ما شهد له به العدو قبل الصديق، فحتى مخالفيه لم ينكروا أبداً فضائل ومكارم أخلاقه وتقواه العالية.[36]


كذلك في البعد المعرفي والديني لم يكن الإسلام الأصيل محدوداً بظواهر الدين؛ بل إن لبّ الدين وأساسه يكمن في باطنه وأسراره الخفية؛ ولهذا كان للكتاب والسنة ظاهراً وباطناً أيضاً، فبالإضافة إلى عين حجية الظواهر فيهما، فإن أساس ولبّ الكتاب والسنة يكمن في باطنهما وأسرارهما الخفية، كما أن هدف نزول كتاب الله هو معرفة الحق والسير والسلوك إلى الله والتقرب إلى الحق تعالى والوصول إلى الحياة المعنوية. وعلى هذا الأساس، لا يقتصر الإسلام الأصيل في البعد المعرفي على العقائد الظاهرية؛ بل إن الارتباط بعالم الغيب والمعرفة القلبية والحضورية لله تعالى إضافة إلى المعرفة العقلية والفلسفية به، تعد جميعها من أهداف الإسلام الأصيل، كذلك الكشف والشهود والمكاشفة والإلهام الغيبي والسير والسلوك المعنوي تعد أيضا جزءً مهماً من الإسلام الأصيل. وبالطبع، العرفان في الإسلام الأصيل يختلف عن عرفان المتصوفة من جهات عدة، منها:


أولا: إن العارف في الإسلام الأصيل يلتزم تماماً بظواهر الشرع، ولا يتذرع أبداً بمسائل السير والسلوك والوصول إلى الحق للتنصل من التعبد بالظواهر الشرعية والعبادات.


ثانيا: خلافاً لما هو متعارف بين المتصوفة يبتعد العارف في الإسلام الأصيل عن تقاليد المتصوفة ورسومهم وأعرافهم من التردد على الخانقاه[37] أو العيش في حالة شديدة من شضف العيش والزهد.


ثالثا: لا يهتم كثيراً بعلاقة المريد والمراد أو التسليم للرئيس والشيخ، وبدلا عن ذلك يلجأ للتمسك بأولياء الله تعالى وبالمعصومين(ع) والتوسل بهم والاعتقاد بشفاعتهم.


رابعا: لا يتخلى عن الاهتمام بالحياة السياسية والاجتماعية خلافاً لما يراه المتصوفة.


ورغم أن الإمام الخميني(قدس سره) قد سبق الآخرين في هذا المجال، وبلغ القمة في العرفان النظري والعرفان العملي إلى درجة ينبغي فيها على كبار علماء العرفان والحكمة شرح وبيان مؤلفاته العلمية والعملية التي كتبها في مرحلة شبابه[38]. ولأن الإمام لم يكن يدرِّس العرفان ولم يكن له تلميذ خاص في هذا المجال، لذا في الواقع، لم يكن هذا البعد في شخصيته العلمية والعملية واضحاً للعيان؛ لكن مؤلفاته العرفانية التي ألّف أغلبها في مرحلة شبابه كانت تعبّر بوضوح عن تبحره في العرفان النظري والعملي[39]. وإضافة إلى مؤلفاته العرفانية، كانت الكثير من بياناته ورسائله وخطبه التي كتبها وألقاها حتى آخر لحظات عمره الشريف مملوءة بنقاط عرفانية أصيلة، وهذه المؤلفات ستروي عطش المولهين بالعرفان والمعرفة إلى الأبد.





النتيجة:


وخلاصة ما جاء في البحث، نقول لإحياء الإسلام الأصيل ينبغي الالتزام بالنقاط التالية:


1- ينبغي الفصل من جهة المفهوم الماهوي بين الإسلام الأصيل والإسلام الأمريكي والتمييز بينهما.


2- ينبغي تعيين الحدود الفاصلة بين الإسلام الأصيل والإسلام الأمريكي.


3- ينبغي تعيين حدود الإسلام الأصيل وأبعاده، وملاحظة جميع هذه الأبعاد بنظرة شاملة وجامعة.


4- ينبغي التعريف بمؤلفات الإمام الخميني(قدس سره) وأفكاره العلمية وسيرته العملية إلى المجتمعات البشرية المعاصرة باعتباره أماماً وقائداً للإسلام الأصيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
- الأخلاق والعرفان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علم الأخلاق -
» الأخلاق الإسلامية
» الآثار المترتبة على الأخلاق الحسنة
» الأخلاق عند النبي وأهل البيت (عليهم السلام)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم الخامس الخاص بالعرفان والاذكاروالمناجاة اضغط هنا-
انتقل الى: