كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 العبادة والأنس مع المعبود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 870
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

العبادة والأنس مع المعبود Empty
مُساهمةموضوع: العبادة والأنس مع المعبود   العبادة والأنس مع المعبود I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 10, 2015 3:34 pm

- العبادة والأنس مع المعبود


في البعد العبادي في ثقافة الإسلام الأصيل، لا تكون حقيقة الدعاء من سنخ القول والكلام؛ بل من سنخ الحال، حيث تعبّر الأقوال والكلمات عن الحالة المعنوية والباطنية للداعي، كما أن حقيقة العبادة لا تتمثل بظاهر أفعال العابد وأوراده وأقواله؛ بل تعبّر عن عبودية العبد للمعبود التي تستلزم نبذ عبودية غير الله والتسليم لعبودية المعبود الحقيقي. فعبادة العابد تحكي عن عبوديته لأن العبادة الظاهرية بدون العبودية لا تعدو سوى نوعاً من الرياء والنفاق الذي يمثل عين الكفر والشرك ويخالف حقيقة التوحيد في العبادة؛ لهذا يكون الدعاء الظاهري والعبادة الظاهرية من سنخ معين، والدعاء الحقيقي والعبادة الحقيقية من سنخ آخر؛ بل يلازم أحدهما الآخر. وعلى هذا الأساس، ينبغي القول: إن عبادة العابد تمثل صورة رمزية تبيّن العبودية الخالصة لله تعالى والانقطاع عن غيره، وتقام أحيانا بصورة فردية، وكثيراً ما تقام بصورة جماعية؛ لهذا ينشغل العابد في محراب عبادته بمواجهة الطغاة والشياطين، وينازع نفسه الأمارة بالسوء حتى ينال شرف العبودية لله الواحد الأحد.


وعلى هذا الأساس، التابع للإسلام الأصيل لا يغفل أبداً عن وظيفته في مواجهة الطغاة بحجة عبادة الله تعالى؛ لهذا مزج عبادته بالسياسة وجعل من نبذ الطاغوت شعاراً وعنواناً لصلاته حتى يتمكن من الإقرار بإلوهية الله، ولم يكتف في حجه أيضاً بأعمال الحج فقط؛ بل لبى نداء ربه في اتباع سنّة إبراهيم الخليل (عليه السلام) في تحطيم الأصنام والبراءة من نمرود وأتباعه في كل عصر وزمان.[31]


وفي الوقت ذاته، المواجهة مع الطاغوت والالتزام بمبادئ الثورة والنشاطات السياسية والاجتماعية لن تكون أبداً مانعاً من الارتباط والاتصال بعالم الغيب والأنس مع المعبود؛ لأن الأصل هو نبذ الطغاة ومواجهة المستكبرين والقيام بكافة النشاطات السياسية والاجتماعية وكذلك تطبيق التوحيد الحقيقي في الحياة الفردية والاجتماعية وعبودية الحق تعالى، لذا المؤمنون بالإسلام الأصيل لا يتنصلون أبداً عن عبوديتهم وعبادتهم لخالقهم بحجة مواجهة الطاغوت والاستكبار أو القيام ببعض النشاطات الاجتماعية والسياسية وتقديم الخدمة للناس، بل كل خدمة يقدمونها للخلق إنما يقومون بها كسباً لرضا الخالق.


وعلى هذا الأساس، كان الإمام الخميني(قدس سره) ملتزماً بأداء النوافل والأعمال المستحبة إلى جانب أداء الصلوات الواجبة والفرائض الأخرى، فرغم انشغاله في العبادة والدعاء والتضرع لله تعالى لمدة ساعة كاملة في أوقات صلوات الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، كان ملتزماً طيلة سبعين سنة بأداء النوافل خاصة نافلة الليل، وكان يرتبط دائماً بربّه ارتباطاً عرفانياً وثيقاً. وفي الواقع، قد خلق منه هذا الارتباط الوثيق والأنس بالمعبود شخصية عجيبة محيّرة لا تخشى أحداً غير الله، بحيث واجه بمفرده جميع الطغاة والمستكبرين، ووقف بصلابة كالجبل الشامخ بوجه جميع الأعاصير والأمواج المتلاطمة لمختلف الأحداث والصعوبات.[32]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
العبادة والأنس مع المعبود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم الخامس الخاص بالعرفان والاذكاروالمناجاة اضغط هنا-
انتقل الى: