كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 مناهضة الظلم والدفاع عن المحرومين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 870
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

مناهضة الظلم والدفاع عن المحرومين Empty
مُساهمةموضوع: مناهضة الظلم والدفاع عن المحرومين   مناهضة الظلم والدفاع عن المحرومين I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 10, 2015 3:32 pm

- مناهضة الظلم والدفاع عن المحرومين


ومن جهة أخرى، لما كانت إقامة القسط والعدالة الاجتماعية والنظام التوحيدي العادل بجميع أبعاده المختلفة، تعد أهم هدف سياسي واجتماعي في الإسلام؛ لذا يرى أتباع الإسلام المحمدي الأصيل أنهم مكلفون دائما بحماية المظلومين والمحرومين والمستضعفين والدفاع عنهم، ومواجهة الظلمة والمستبدين والطغاة والمستكبرين بلا هوادة. إذن، في البعد الاقتصادي يكون هدف الإسلام الأصيل هو توفير سبل العيش الكريم لجميع المحرومين والمستضعفين وتهيئة الوسائل المناسبة التي تكفل لجميع فئات الشعب المختلفة الاستفادة الكاملة من جميع النعم والمواهب الإلهية؛ لذا كان أتباع الإسلام الأصيل يعارضون دائماً وبشدة المترفين والمرفهين والمسرفين الذين يتألمون لمعاناة الآخرين ويأبون الصمت أمام ألم الجائعين وتخمة الشرهين.


وحول هذا الموضوع، يقول الإمام الخميني(قدس سره): «نحن مكلفون بنصرة وإنقاذ المظلوم والمحروم، ومكلفون بالدفاع عن المظلومين ومعاداة الظالمين، وهو ذات التكليف الذي أوصى به أمير المؤمنين (ع) في وصيته المعروفة لولديه المعصومَين، فيقول: وكونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا»[26].


«... كذلك يقول أمير المؤمنين (عليه السلام)[27]: أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِم، وَلا سَغَبِ مَظْلُوم، لألقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلأَلفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز»[28].


وفيما يتعلق برجال الدين والعلماء من أتباع الإسلام الأصيل، يقول الإمام الخميني(قدس سره): «إن علماء الإسلام العظام لن يخضعوا أبدا للرأسماليين وعبدة المال، وسعوا دائماً للمحافظة على هذا الشرف العظيم. ومن الظلم الفاحش أن يتهم البعض علماء الدين العظام أتباع الإسلام المحمدي الأصيل بأنهم يتعاونون مع الرأسماليين ويضعون أيديهم معهم في إناء واحد. ولن يغفر الله تعالى لكل من يروج مثل هذه الشائعات أو يفكر على هذا النحو؛ لأن علماء الدين الملتزمين متشددون مع الرأسماليين الطفيليين ولم ولن يتصالحوا معهم. فقد كان هؤلاء العلماء يمزجون دراستهم العلمية مع الزهد والتقوى والرياضة، وبعد أن ارتقوا المقامات العلمية والمعنوية، عاشوا حياة الفقر والحرمان ونبذ زخارف الدنيا وملذاتها، ولم يخضعوا لهوان المنّة والذلة أبداً. فالمتأمل في حياة علماء السلف يرى كيف اعتادت روحهم السامية على كسب المعارف والعلوم وهم يعيشون حياة الفقر والعوز، وكيف كانوا يدرسون العلوم على نور الشمعة وشعاع القمر، وعاشوا بقناعة وشهامة»[29].


إن موقف أتباع الإسلام الأصيل في الدفاع عن المحرومين والمستضعفين لم يكن شعاراً أو موقفاً مرحلياً مؤقتاً؛ بل كان موقفاً أصيلاً وشعاراً دائماً التزموا به قولاً وعملاً، حتى أنهم في حياتهم الشخصية والخاصة لم يفكروا في تحقيق مصالحهم الشخصية أو الأسرية إلاّ بما تقتضيه الضرورة من رفع حاجة أو دفع ضرر.


ويصف الإمام الخميني(قدس سره) بعض المدافعين عن الإسلام المحمدي الأصيل الذين التزموا دائماً بالدفاع عن المحرومين ومعاداة الظالمين ولم يتوانوا للحظة في التضحية والفداء بأنفسهم في هذا الطريق، ويذكر بعض أسمائهم، فيقول: «إن الفارق الكبير بين رجال الدين وعلماء الإسلام الملتزمين، وبين المتظاهرين والمتسترين بلباس الدين، يكمن في أن علماء الإسلام المناضلين كانوا هدفاً دائماً لسهام قوى الاستكبار العالمي المسمومة، وفي كل حادثة كانوا يصوّبون أولى سهامهم لتستهدف قلوبهم، في حين كان المتظاهرون بلباس رجال الدين يعيشون دائماً في كنف وحماية عبدة الثروة وطلاب الدنيا، ويروجون للباطل ويمدحون الظلمة ويدافعون عنهم.


فحتى الآن لم نرَ معمماً واحداً من معممي البلاط أو رجل دين وهابي تصدى للظلم والشرك والكفر، لاسيما لروسيا المعتدية وأميركا الظالمة. كما لم نرَ عالم دين صادق يعشق خدمة الله وعباده، تخلى لحظة واحدة عن نصرة المستضعفين في الأرض، ولم يناضل بكل كيانه ضد الكفر والشرك ومن أجل تحقيق أهدافه. وهذا ما كان عليه حال السيد عارف الحسيني، فقد كان من هؤلاء العلماء الصادقين. ولا شك أن الشعوب الإسلامية أدركت تماماً لماذا يكون أمثال مطهري وبهشتي وشهداء المحراب وبقية علماء الدين الأعزاء في إيران، وأمثال الصدر والحكيم في العراق، وأمثال راغب حرب وعبد الكريم عبيد في لبنان، وأمثال عارف الحسيني في باكستان، وعلماء الدين الواعين لمعاناة الإسلام المحمدي الأصيل صلى الله عليه وآله في كافة الدول؛ هدفاً للتآمر والاغتيال؟»[30].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
مناهضة الظلم والدفاع عن المحرومين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم الخامس الخاص بالعرفان والاذكاروالمناجاة اضغط هنا-
انتقل الى: