كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 المسائل السياسية والاجتماعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 870
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

المسائل السياسية والاجتماعية Empty
مُساهمةموضوع: المسائل السياسية والاجتماعية   المسائل السياسية والاجتماعية I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 10, 2015 3:26 pm

المسائل السياسية والاجتماعية


أما في البعد السياسي والاجتماعي، فإن شمولية الدين والفقه الإسلامي تجعل الإسلام الأصيل لا يكتفي فقط بالأبعاد العبادية والفردية للدين، فيهتم بالأبعاد الاجتماعية أيضاً، وإضافة إلى سعيه لتحقيق التوحيد الفردي يسعى أيضاً إلى إيجاد مجتمع توحيدي في مختلف أبعاد الحياة البشرية؛ لذا يطرح الإسلام الأصيل نظريات وقوانين تساهم في هداية الناس في جميع الأبعاد الاجتماعية، وبالتالي فهو يعتبر الحكومة جزء من الدين ويرى السياسة عين الدين، ويعتبر وظيفة المتدينين السعي الجاد في المجال السياسي؛ لأن تحقيق القسط والعدالة الاجتماعية يعد أهم الأهداف السياسية والاجتماعية للدين الإسلامي. وفي هذا المجال، يقول الإمام الخميني(قدس سره):





«في الحقيقة، إن أهم وظيفة كانت عند الأنبياء (ع) إقامة نظام اجتماعي عادل عن طريق تطبيق القوانين والأحكام التي تتلازم بالطبع مع بيان الأحكام ونشر التعاليم والعقائد الإلهية؛ كما يتضح هذا المعنى من الآية الشريفة: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[21]. إن الهدف من بعثة الأنبياء بشكل عام هو هداية الناس لتنظيم أمورهم وترتيبها من خلال إقامة العلاقات الاجتماعية العادلة والسير في طريق الصلاح، وهذا لا يتحقق إلا بإقامة الحكومة وتطبيق الأحكام المختلفة، سواء وُفِّق النبي نفسه بإقامة الحكومة كما فعل الرسول الأكرم (ص) أو وُفِّق أتباعه فيما بعد بإقامتها وإقامة نظام اجتماعي عادل»[22].


إن الإمام الخميني(قدس سره) يعتبر فكرة فصل الدين عن السياسة من الأفكار التي روّج لها المستعمرون الغربيون، حيث يقول سماحته حول هذا الموضوع: «لقد ألقى المستعمرون الغربيون في أذهاننا أن الإسلام ليس له حكومة ولا يمتلك مستلزمات الحكومة وتشكيلاتها، وحتى لو افترضنا وجود بعض الأحكام فيه، فهو لا يمتلك المُنفِذ لهذه الأحكام، وخلاصة القول أن الإسلام لا يقوم سوى بوظيفة سنّ القوانين وتشريعها. ومن الواضح أن هذه الحملات الدعائية تعد جزء من مخططات المستعمرين لإبعاد المسلمين عن السياسة وإقامة الحكومة... وهذا الكلام هو ما يروّجه المستعمرون وعملائهم من السياسيين في بلادنا حتى يبعدوا الدين عن التدخل في تنظيم الأمور الدنيوية وتنظيم المجتمعات الإسلامية، مما يمكنهم من التسلط على شعبنا والسيطرة على ثرواتنا، فهذا هو هدفهم. فلو اقتصر اهتمام المسلمين على الصلاة والدعاء والذكر، لما تعرض لنا المستعمرون والدول الجائرة المتحدة معهم... فأثناء فترة احتلال الانجليز للعراق، سأل أحد القادة العسكريين الانجليز: هل ما يقوله هذا المؤذن من فوق المئذنة يضر بسياسة انجلترا في العراق؟ أجابوا: كلا، فقال: إذن ليقل ما يريد. نعم، إذا لم تتدخلوا في سياسة المستعمرين ولم تعترضوا عليها، ولم تعرفوا من الإسلام سوى هذه الأحكام التي تبحثوا فيها دائما ولا تتجاوزوا حدودها أبداً، فإن المستعمرين لن يتعرضوا لكم ولن يعارضوكم»[23].


في الأيام الأخيرة من عمره الشريف أي في تاريخ: (3/12/1367هـ.ش)[24]، وفي بيان وجَّهَه لعلماء الدين في مختلف مدن البلاد، قال الإمام الخميني (قدس سره): عندما يأس الاستكبار من القضاء تماما على تأثير رجال الدين والحوزات العلمية، اختار أسلوبين لتوجيه ضرباته: الأول طريق التهديد والقوة، والثاني طريق المكر والحيلة والاختراق في القرن المعاصر، وبعد أن رأى فشل أسلوب التهديد والقوة عمد إلى تقوية أساليب المكر والاختراق. إن أول وأهم ما قام به الاستكبار في هذا المجال هو الترويج لشعار فصل الدين عن السياسة فشاع هذا الأمر وللأسف في أوساط الحوزة العلمية وبين رجال الدين، حتى أصبح التدخل في السياسة دون شأن الفقيه والدخول في معركة السياسيين يتبعه تهمة التبعية للأجانب، وبالطبع تأثر رجال الدين المجاهدين من هذا الاختراق أكثر من غيرهم، ولا تتصوروا أن تهمة التبعية وعدم التدين أطلقها الأجانب فقط على رجال الدين، أبداً، بل كانت الضربات التي وجهها بعض رجال الدين الجهلة والواعين التابعين لأفكار الآخرين أشد وأكثر من الأجانب والغرباء.


«... إن الألم والمعاناة التي تعرض له والدكم الكهل من هؤلاء المتحجرين أعظم من أي ألم ومعاناة تعرض له من الآخرين. وبعد أن شاع شعار فصل الدين عن السياسة، وتحول الفقه حسب منطق الجهلة إلى الانغماس في الأحكام الفردية والعبادية، أصبح الفقيه مضطرا لعدم الخروج عن هذه الدائرة وهذا الفكر السائد، ودفعته لعدم التدخل في السياسة والحكومة، وأصبحت حماقة رجل الدين في علاقاته مع الناس فضيلة. وقد ادعى البعض أن احترام رجل الدين ومكانته ستزداد ما دامت الحماقة تملأ وجوده من رأسه حتى أخمص قدميه، وقد كانوا يعتبرون العالم السياسي ورجل الدين الواعي النشط شخصاً غير مرغوب به، وقد كانت هذه الأمور من المسائل الشائعة في الحوزات العلمية بحيث كان كل من ينحرف عن جادة الحق يصبح بنظرهم أكثر تدينا»[25].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
المسائل السياسية والاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم الخامس الخاص بالعرفان والاذكاروالمناجاة اضغط هنا-
انتقل الى: