كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 المعرفة الدينية والعقائدية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 870
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

المعرفة الدينية والعقائدية Empty
مُساهمةموضوع: المعرفة الدينية والعقائدية   المعرفة الدينية والعقائدية I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 10, 2015 3:18 pm

المعرفة الدينية والعقائدية


فيما يتعلق بالمعرفة الدينية، يعارض الإسلام الأصيل كل أنواع السطحية والجمود والتمسك بالظواهر، ويؤيد جميع أنواع النقد وطرح الآراء والحداثة والابداع والابتكار، ولا يتعرض أبداً للأفكار الجديدة بتهمة التكفير والتفسيق؛ بل يؤيد دائماً ويؤكد على النقد وطرح الآراء المستندة إلى الدليل والبرهان مع الالتزام بالأصول والأعراف والتقاليد الصحيحة، ويستفيد من الأساليب الجديدة والفعالة، ولا يتهرب أبداً من السؤال والاستفسار وطرح المسائل المعاصرة والاشكالات الفكرية، بل إن المسائل الجديدة ومقتضيات العصر تعد من أهم الأمور التي تشغل أذهان أتباع الإسلام الأصيل. إن الدين في الإسلام المحمدي الأصيل يتميز بالكمال والشمولية التي تجعله لا يكتفي بظواهر الكتاب والسنة؛ لأن الكتاب والسنة لهما ظاهر وباطن؛ بل حتى باطنهما له ظاهر وباطن أيضا؛ لهذا لا يقتصر اهتمام الدين بالفقه والأحكام لأنهما لا يمثلان سوى الأبعاد الظاهرية والعملية للدين. أما معرفة الأبعاد الباطنية والعقلية للدين في الإسلام الأصيل، فإنها تحتاج إلى الاستفادة من العقل والفلسفة كوسيلة وأداة لتحقيق هذه المعرفة؛ لذا الإسلام الأصيل ليس فقط لا يعارض العقل والفلسفة بل يستفيد من المنطق والفلسفة كأدوات ووسائل مهمة لكشف الاشكالات الفكرية وحلها، كذلك لا يعارض العرفان والكشف والشهود وإنما يستفيد من الكشف والشهود والسير والسلوك العرفاني لتحقيق المعرفة وإدراك الأبعاد المعنوية للدين والوقوف على أسراره.


إن المنهج العملي الذي اتبعه الإمام الخميني(قدس سره) في معرفة الدين وتعريفه يعد أفضل دليل على تأييد هذا البعد في الإسلام الأصيل. لقد كان الإمام فقيها عظيماً وفيلسوفاً وعارفاً استثنائياً، فبالإضافة إلى تعبده بظواهر الشرع كان يهتم كثيراً بتعريف وتبيين الأبعاد المعنوية والباطنية للدين، ومؤلفاته العرفانية والفلسفية خير دليل على هذا المدعى، كما يؤيده تفسيره العرفاني للقرآن الكريم؛ لكن للأسف حال دون إتمامه بعض السطحيين الذين لم يتحملوا ولم يدركوا معانيه من خلال الاعتراضات التي أبدوها في رسائلهم التي كانت تحمل في ظاهرها الخير والمصلحة العامة. وقد تحمل الإمام(قدس سره) في تلك الظروف والأوقات العصيبة الكثير من الآلام والمعاناة من أولئك السطحيين والمتحجرين، حتى قال في بعض كلماته: «في بداية مرحلة النضال الإسلامي إذا كنت تريد وصم الشاه بالخيانة سرعان ما يعترض عليك البعض ويقول: لكن الشاه من الشيعة! إن بعض المتحجرين الرجعيين كانوا يعتبرون كل شيء حراماً، ولم يكن أحد يمتلك القدرة على مواجهتهم أو الاعتراض عليهم. إن الآلام والمعاناة التي تعرض لها والدكم الكهل من هؤلاء المتحجرين أعظم من أي آلام ومعاناة تعرض لها من الآخرين... وقد كانت هذه الأمور من المسائل الشائعة في الحوزات العلمية بحيث كان كل من ينحرف عن جادة الحق يصبح بنظرهم أكثر تديناً، وكانوا يعتبرون تعلم اللغة الأجنبية كفراً وتعلم الفلسفة والعرفان إثماً وشركاً، حتى أنهم في المدرسة الفيضية رفعوا وعاء الماء الذي شرب منه ولدي المرحوم مصطفى، لا لشيء سوى لأني كنت أدرِّس الفلسفة. وأنا لا أشك أبداً أن الأوضاع لو كانت قد استمرت على هذه الحال، لأصبح وضع علماء الدين والحوزات العلمية مثل الوضع الذي مرت به الكنيسة في القرون الوسطى، لكن الله تعالى قد منّ بلطفه على المسلمين وحفظ للحوزات العلمية مكانتها ومجدها الحقيقي»[11].


وقد أشار الإمام إلى أن هذا الفكر مازال قائماً في الحوزات العلمية حتى الآن.[12]


ومن الأمثلة على بقايا هذا الفكر في الحوزات العلمية حتى بعد قيام الثورة الإسلامية، هو بعض المقالات والتعليقات التي كتبت اعتراضاً على التفسير العرفاني لسورة الفاتحة الذي بدأ به الإمام الخميني(قدس سره)، وقد منعته هذه الاعتراضات من الاستمرار في هذا التفسير بحيث لم يوفق سماحته سوى في إقامة خمس جلسات فقط اقتصرت على تفسير بسم الله الرحمن الرحيم، وتوقف عن تفسير بقية آيات سورة الفاتحة.


والمثال الآخر على وجود هذا الفكر في الحوزات العلمية، هو الاعتراضات التي صدرت في العام: (1367هـ.ش) رداً على الرسالة التي بعثها الإمام الخميني(قدس سره) لغورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي آنذاك، حيث دعاه الإمام في تلك الرسالة إلى إرسال بعض الخبراء والمحققين الكبار لمطالعة ودراسة مؤلفات صدر الدين الشيرازي ومحي الدين بن عربي.[13]


فقد أصدر شخص -يدّعي أنه المسؤول عن دار نشر باسم حماة القدس- بياناً رد فيه على دعوة الإمام واعتبرها بعيدة عن الإسلام، وأشار فيه إلى الفتاوى التي أصدرها بعض الفقهاء المعاصرين في تكفير الملا صدرا ومحي الدين بن عربي، واعتبرهم خارجين عن الإسلام[14].


وعلى هذا الأساس، نجد أتباع الإسلام الأصيل في البعد العقائدي لا يكتفون بالعقائد السطحية والظاهرية وعقائد العوام؛ بل كانوا يرتقون في معرفة الأصول العقائدية حتى يصلون إلى أفضل عقائد التوحيد الأصيلة، ويمرون بجميع مراحل التوحيد النظري، ويظهرون التوحيد الخالص في جميع أبعادهم الوجودية، ولا يقتصرون في تطبيق التوحيد العملي على الأبعاد الفردية؛ بل يطبقون التوحيد الكامل في جميع أبعاد الفرد والمجتمع، ولتحقيق سعادة البشرية يسعون للوصول إلى الحياة المعنوية التي عبّر عنها القرآن باصطلاح الحياة الطيبة[15].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
المعرفة الدينية والعقائدية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم الخامس الخاص بالعرفان والاذكاروالمناجاة اضغط هنا-
انتقل الى: