كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 الاسلام المحمدي الاصيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 870
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

الاسلام المحمدي الاصيل Empty
مُساهمةموضوع: الاسلام المحمدي الاصيل   الاسلام المحمدي الاصيل I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 10, 2015 2:59 pm

إن المراد من الإسلام المحمدي الأصيل هو الإسلام الحقيقي الأصيل الذي انتقل من قائده الأول النبي الأكرم (ص) بدون أي تحريف أو تزييف أو تجميل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم انتقل منه إلى الأئمة الآخرين من بعده الذين كانوا يلتزمون بتعاليمه في قولهم وعملهم وعقيدتهم وسلوكهم، ثم انتقل من هؤلاء الأئمة العظام إلى الأجيال التي أعقبتهم جيلاً بعد جيل حتى وصل إلينا بهذا الشكل. ومن البديهي أن يكون المقصود هو الإسلام الأصيل بجميع أجزائه وأبعاده، وأي نقص أو زيادة في هذه الأجزاء سيكون بمثابة تحريفه أو نقصه ويعد نقصاً في خلوصه وأصالته؛ لأن هذا النقص أو الزيادة يؤدي إلى تحريف حقيقة الإسلام وتغيير الإسلام الحقيقي بحيث يختلف من الناحية العملية اختلافاً كبيراً عن الإسلام الأصيل. وأحياناً لا يبقى من هذه الأنواع المحرّفة من الإسلام سوى ظواهر الدين البعيدة عن حقيقة الإسلام والدين الإلهي؛ لذا تتحول بسهولة إلى أديان تقع في خدمة مصالح الظلمة والطغاة، مما يفقدها القدرة على إنقاذ المحرومين والمستضعفين والدفاع عن المظلومين؛ بل تتحول إلى أديان تسعى لتبرير ظلم الطغاة وديكتاتورية الحكام، ويحاول المدافعون عنه إلى إيجاد المبررات الشرعية التي تبرر ما يقوم به الطغاة والحكام الظلمة من مظالم وجرائم وتجاوزات على حقوق الشعوب، وإسكات صوت المظلومين والمحرومين والمستضعفين وإخماد جذوة الحركات الشعبية المناهضة للطغاة. وقد أطلق الإمام الخميني(قدس سره) اصطلاح الإسلام الأمريكي للتعبير عن هذا الإسلام الظاهري المحرّف الذي لا يبدي أي معارضة لمصالح المستكبرين والطغاة.


وقد كان الإمام(قدس سره) يؤكد دائما على توضيح وتبيين الإسلام المحمدي الأصيل والإسلام الأمريكي والتمييز بينهما، ويسعى بجد إلى تعريفهما ووصفهما بشكل واضح وشفاف. فكان يصف في بعض خطبه وبياناته الإسلام المحمدي الأصيل، وفي خطب وبيانات أخرى يركز على وصف وتوضيح معنى الإسلام الأمريكي، في حين نجده في بيانات أخرى يصف كلا النوعين من الإسلام ويسعى بشكل عملي إلى طرح تعريف واضح وشفاف لكل واحد منهما.


ففي أحد بياناته يقول سماحته:


«يا أبنائي الأعزاء من المجاهدين إن الشيء الوحيد الذي ينبغي أن تفكروا فيه هو تقوية وإرساء أسس الإسلام المحمدي الأصيل؛ الإسلام الذي سيذل الغرب وفي مقدمتهم أمريكا الظالمة والشرق وفي مقدمتهم الاتحاد السوفيتي المجرم، وسيمرغ أنوفهم في التراب؛ الإسلام الذي يرفع رايته المستضعفون والمحرومون والفقراء في العالم، وأعداؤه هم الملحدون والكفار وأصحاب الثروة والمال؛ الإسلام الذي يتصف أتباعه دائماً بالزهد عن المال والثروة، في حين يكون أعداؤه الحقيقيون أصحاب الثروة والمحتالين وأصحاب السلطة والمتظاهرين بالتدين والصلاح»[7].


وفي بيان آخر، يقول سماحته: «... نعم، إن الدين الذي يصبح وسيلة لتسلط القوى العظمى والطغاة على الموارد والثروات المادية والمعنوية في الدول الإسلامية وغير الإسلامية، ويسعى لإجبار الناس على فصل الدين عن السياسة، هو دين يسعى لتخدير المجتمع، مما يجعله يفقد صبغة الدين الحقيقية؛ بل هو دين يطلق عليه شعبنا اصطلاح الدين الأمريكي»[8].


وفي بيان آخر، يشير الإمام (قدس سره) إلى كلا النوعين من الإسلام، فيقول: «ينبغي عليكم أن تبينوا للعالم كيف انتفض الشعب وثار ضد الظلم والطغيان والتحجر والرجعية والتخلف، وكيف تمكن من نشر فكر الإسلام المحمدي الأصيل بدلاً عن فكر الإسلام الملكي والإسلام الرأسمالي والإسلام اللقيط وباختصار بدلا عن الإسلام الأمريكي»[9]؛ ويصور الإمام في بيان آخر كلا النوعين من الإسلام، فيقول: «إن الفن الوحيد الذي يقبله القرآن ويؤيده هو الفن الذي يصقل حقيقة الإسلام المحمدي الأصيل، إسلام أئمة الهدى (عليهم السلام)، إسلام الفقراء والمحرومين، إسلام المعذَبين بقساوة ومرارة التاريخ المخجل من الحرمان والظلم. إن الفن الجميل الطاهر هو الفن الذي يواجه الرأسمالية الحديثة والشيوعية الدموية، ويسعى للقضاء على إسلام الرفاهية والتجمل والتظاهر، والإسلام اللقيط، وإسلام المداهنة والخضوع، وإسلام المرفهين، وباختصار الإسلام الأمريكي»[10].


وبالطبع من الممكن أن يعتقد الانسان بالإسلام الأصيل؛ لكنه من الناحية العملية يتبع الإسلام الأمريكي، كذلك يمكن أن يقترب الانسان في عمله من الإسلام الأصيل؛ لكن قوله وعقيدته ومعرفته ورأيه تنحرف تدريجياً عن الإسلام الأصيل وتقترب من الإسلام الأمريكي. وعلى هذا الأساس، ندرك أن الإسلام الأصيل يكون أعم من قول الانسان وفعله وعقيدته وسلوكه ليشمل جميع أبعاده الوجودية والشخصية بما فيها الأبعاد المعرفية والعقائدية والمعنوية والنفسية والعاطفية والأخلاقية والتربوية والعبادية والعملية والفقهية والسياسية والمعيشية والاقتصادية، وباختصار يشمل الإسلام الأصيل جميع الأبعاد الفردية والاجتماعية ويتضمن جميع أجزاء الدين وأبعاده، مما يعني أن ترك قسم من هذه الأبعاد أو زيادتها يكون بمثابة الخروج عن اطار الإسلام الأصيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
الاسلام المحمدي الاصيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم الخامس الخاص بالعرفان والاذكاروالمناجاة اضغط هنا-
انتقل الى: