كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 علم التاويل 10

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 870
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

علم التاويل 10 Empty
مُساهمةموضوع: علم التاويل 10   علم التاويل 10 I_icon_minitimeالسبت أغسطس 29, 2015 12:14 am

القاعدة (6): التقديم والتأخير

عند عقد المقارنات بين النظائر، قد ينبئ النظير في علاقته بالنظير المفسر عن وجود امكانية تقديم وتأخير بين مكونات الاية النظيرة ، مما يجعل إجراء الإنصات والاستنباط متوقفا على الاحاطة بقاعدة التقديم والتأخير، فهي مجال إجرائي متاح لتوليد الوجوه، وشريك للقواعد المتقدمة، التي يتولد عنها نطق الكتاب. وقد تحدث الإمام علي عن (المقدم والمؤخر) وهو يتناول اقسام الكتاب: ((إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل منها شاف كاف وهي: ... ناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه، وخاص وعام، ومقدم ومؤخر، وعزائم ورخص، وحلال وحرام، وفرائض وأحكام، ومنقطع ومعطوف، ومنقطع غير معطوف، وحرف مكان حرف ...)). وقد قدم تلامذة الرسول من الاوصياء او الحواريين نماذج لتطبيق هذه القاعدة على الكتاب العزيز:

عن الإمام الصادق سادس اوصياء الرسول(ع)، انه قال في قوله تعالى: (ولم يجعل له عوجا قيما)1-2/18، قال: هذا مقدم ومؤخر، لأن معناه: (الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا)، فقد قدم حرفا على حرف)). في هذا الوجه الذي يفيده التقديم والتأخير تقرير وتأكيد للوجه قبل التقديم والتأخير..

عن الإمام الصادق(ع)، انه قال في قوله تعالى: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر)24/45، وهذا مقدم ومؤخر، لأن الدهرية لم يقروا بالبعث والنشور بعد الموت، وإنما قالوا: (نحيا ونموت وما يهلكنا إلا الدهر))). في هذا التقديم والتأخير توصيف عقيدة الدهرية، بينما في الوجه السائد قبل التقديم والتأخير، الكشف عن اشكالية هذه العقيدة التي لا تملك جذور في القلب: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين)14/27، وانهم عبروا عن ذلك الاضمار بسقطات السنتهم (فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم)30/47. 

النموذج الأول: 

قال ابن عباس، تلميذ الإمام علي، في قوله تعالى: (فقالوا أرنا الله جهرة)153/4، إنهم إذا رأوا الله فقد رأوه، إنما قالوا: (جهرة أرنا الله)، هو مقدم ومؤخر)). فالخطاب يوضح رغبة بني إسرائيل في رؤية الله ظاهراً، بينما بالتقديم والتأخير، أوجد تلميذ الإمام علي وجها باطنيا يكمن وراء هذا الوجه الظاهر، حيث تبين أن طلبهم برؤية الله جاء علانية، وليس سرّا. فحركة التقديم والتأخير التي أظهرت هذا الوجه شرعها إرجاع الآية إلى نظيرها المحكم: (إني دعوتهم جهاراً)8/71.

النموذج الثاني: 

قرأ عكرمة تلميذ ابن عباس (إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد يوم الحساب بما نسوا)، فقّدّم وأخرّ في الآية، بينما مصحف زيد: (لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب)26/38. فالخطاب يعلل أن الجزاء، الذي سيلقاه أولئك الضلال ناشئ عن نسيانهم يوم الحساب، بينما قراءة عكرمة للآية تجعل يوم الحساب ظرفاً للعذاب، الذي سيلقاه أولئك الضلال، وذلك جزاء (نسيانهم) دون الإشارة إلى ما نسوه، ويرشد إلى تقديمه عبارة (يوم الحساب) إرجاع الآية إلى نظيرها المعنوي الناسخ لها نسخ تقديم وتأخير: (وفي الآخرة عذاب شديد)20/57، فيتبين أن (الآخرة) هي (يوم الحساب)، مما يعني أن العذاب الشديد سيكون في الآخرة أي يوم الحساب

النموذج الثالث: 

قرئ: (إني متوفيك ورافعك إليّ)55/3، بالتقديم والتأخير: (إني رافعك إليّ ومتوفيك). ومنشأ هذه القراءة الآية النظيرة من قوله تعالى: (ما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه)158/4، فتوفي عيسى ابن مريم لم يقع، وإنما الذي حدث أن الله رفعه، ثم سينزله في آخر الزمان، ويتوفاه. فلذلك قُرئت الآية بالتقديم والتأخير.

النموذج الرابع: 

قوله تعالى: (فضحكت فبشرناها)11/71، بالتقديم والتأخير: (فبشرناها فضحكت). فالخطاب الأول لا يفصح عن السبب الداعي للضحك، بينما تكشف القراءة بالتقديم والتأخير أن البشارة التي تلقتها عن الملائكة المرسلين هي السبب الداعي إلى الاستبشار والضحك. وهذا التقديم والتأخير مرجعه إلى النظير الناسخ: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم)58/16، فالإمارة التي ظهرت على الوجه استجابة للبشارة، فحدث البشارة وقع أولا، وأعقبه ظهور ردّة الفعل على الوجه، بالعبوس أو الضحك. يعزز ذلك قوله: (فتبسم ضاحكاً من قولها)19/27، أي أن للضحك سببه وهو قول النملة. فالتناظر يدل على أن (البشارة) في الآية تؤول إلى (قول الملائكة المرسلين). فنستنتج أن البشارة سبب للتبسم ضاحكة، وبناء على ذلك قرئت الآية بالتقديم والتأخير.

النموذج الخامس:

قوله تعالى: (أرأيت من اتخذ إلهه هواه)43/25، هو من المقدم والمؤخر، فيقرأ: " أرأيت من اتخذ هواه إلهه "، أي ان الوجه ما قبل التقديم والتأخير يمكن حمله على وجه ايجابي، فيه يكون الاله هو هوى المؤمن، بمعنى ان يكون هواه فيما يهوى الله، وبغضه فيما يبغض. فصارت عبارة "اتخذ الهه هواه" بهذا الفهم معنى ايجابي محمود وليس مذموما.. 

النموذج السادس: قوله تعالى: (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون، ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)68-69/16، الآية من المقدم المؤخر، باعتبار أن تتابع أحداث المشهد يفترض أن تبدأ النحلة تتخذ بيتا، ثم تسلك سبل ربها قاصدة الحقل، ثم تأكل من كل الثمرات ثم يخرج من بطونها شراب العسل. بينما في خطاب الآية قدم الأكل على سلوك السبل، وهو ما من شأنه أن يجعل المقطع (فاسلكي سبل ربك ذللا)، يمكن تقديمه لنقرأ: "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون، [فاسلكي سبل ربك ذللا]، ثم كلي من كل الثمرات يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون "، بهذا التقديم والتأخير يتولد وجها جديدا يتظاهر في المقطع الختامي: (من كل الثمرات يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)، قبل التقديم والتأخير كان الشراب المختلف الألوان والشافي ينتج عن بطون النحل، بينما بعد التقديم والتأخير صار هناك امكانية لبروز وجه فيه يخرج الشراب المختلف الالوان من بطون الثمرات، في إشارة إلى عصر الفواكه لاستخلاص شراب شافي منها(

النموذج الثالث: 

قرئ: (إني متوفيك ورافعك إليّ)55/3، بالتقديم والتأخير: (إني رافعك إليّ ومتوفيك). ومنشأ هذه القراءة الآية النظيرة من قوله تعالى: (ما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه)158/4، فتوفي عيسى ابن مريم لم يقع، وإنما الذي حدث أن الله رفعه، ثم سينزله في آخر الزمان، ويتوفاه. فلذلك قُرئت الآية بالتقديم والتأخير.

النموذج الرابع: 

قوله تعالى: (فضحكت فبشرناها)11/71، بالتقديم والتأخير: (فبشرناها فضحكت). فالخطاب الأول لا يفصح عن السبب الداعي للضحك، بينما تكشف القراءة بالتقديم والتأخير أن البشارة التي تلقتها عن الملائكة المرسلين هي السبب الداعي إلى الاستبشار والضحك. وهذا التقديم والتأخير مرجعه إلى النظير الناسخ: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم)58/16، فالإمارة التي ظهرت على الوجه استجابة للبشارة، فحدث البشارة وقع أولا، وأعقبه ظهور ردّة الفعل على الوجه، بالعبوس أو الضحك. يعزز ذلك قوله: (فتبسم ضاحكاً من قولها)19/27، أي أن للضحك سببه وهو قول النملة. فالتناظر يدل على أن (البشارة) في الآية تؤول إلى (قول الملائكة المرسلين). فنستنتج أن البشارة سبب للتبسم ضاحكة، وبناء على ذلك قرئت الآية بالتقديم والتأخير.

النموذج الخامس: 

قوله تعالى: (أرأيت من اتخذ إلهه هواه)43/25، هو من المقدم والمؤخر، فيقرأ: " أرأيت من اتخذ هواه إلهه "، أي ان الوجه ما قبل التقديم والتأخير يمكن حمله على وجه ايجابي، فيه يكون الاله هو هوى المؤمن، بمعنى ان يكون هواه فيما يهوى الله، وبغضه فيما يبغض. فصارت عبارة "اتخذ الهه هواه" بهذا الفهم معنى ايجابي محمود وليس مذموما.. 

النموذج السادس: 

قوله تعالى: (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون، ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)68-69/16، الآية من المقدم المؤخر، باعتبار أن تتابع أحداث المشهد يفترض أن تبدأ النحلة تتخذ بيتا، ثم تسلك سبل ربها قاصدة الحقل، ثم تأكل من كل الثمرات ثم يخرج من بطونها شراب العسل. بينما في خطاب الآية قدم الأكل على سلوك السبل، وهو ما من شأنه أن يجعل المقطع (فاسلكي سبل ربك ذللا)، يمكن تقديمه لنقرأ: "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون، [فاسلكي سبل ربك ذللا]، ثم كلي من كل الثمرات يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون "، بهذا التقديم والتأخير يتولد وجها جديدا يتظاهر في المقطع الختامي: (من كل الثمرات يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)، قبل التقديم والتأخير كان الشراب المختلف الألوان والشافي ينتج عن بطون النحل، بينما بعد التقديم والتأخير صار هناك امكانية لبروز وجه فيه يخرج الشراب المختلف الالوان من بطون الثمرات، في إشارة إلى عصر الفواكه لاستخلاص شراب شافي منها

يصادق على هذا الوجه الأخير إرجاعنا الآية المطلع: (فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شرابمختلف ألوانه فيه شفاء للناس) إلى النظير: (فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها)27/35. فبناء على هذا النظير، يمكن المصادقة على إجراء التقديم التأخير المتخذ، كما يمكن القراءة بالإكمال لإنتاج المحصل الموافق: "فأخرجنا به [شراب] ثمرات مختلفا ألوانها".



يصادق على هذا الوجه الأخير إرجاعنا الآية المطلع: (فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شرابمختلف ألوانه فيه شفاء للناس) إلى النظير: (فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها)27/35. فبناء على هذا النظير، يمكن المصادقة على إجراء التقديم التأخير المتخذ، كما يمكن القراءة بالإكمال لإنتاج المحصل الموافق: "فأخرجنا به [شراب] ثمرات مختلفا ألوانها".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
علم التاويل 10
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علم التاويل 15
» علم التاويل 2
» علم التاويل 3
» علم التاويل 4
» علم التاويل 5

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم الثالث يختص بالفقه واحاديث اهل البيت عليهم السلام اضغط هنا-
انتقل الى: