كنزالعلوم الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة

 

 اجتناب الذنوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمدالحسن
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ابومحمدالحسن


عدد المساهمات : 870
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

اجتناب الذنوب Empty
مُساهمةموضوع: اجتناب الذنوب   اجتناب الذنوب I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2015 2:11 am

قال الله تعالى فى سورة الأنعام: 

"وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ﴿120﴾"
صدق الله العلى العظيم 

كما تعلمون أن الناس والبشرية والمجتمع فى مختلف بقاع العالم ابتلوا بالمعاصى وبالمحرمات وبالكبائر والموبقات ، رجالاً ونساءً ، بناتاً وشباباً ، كباراً وصغاراً ، آباءً وأمهات ، وأبناء جميع طبقات المجتمع تجار وفقراء ابتلوا بكثير من الذنوب وكثير من الذنوب لم بعرفوها أو لم يعلموا بحرمتها أو لم يعلموا ما هى آثارها وما هى أضرارها وما هى العواقب الوخيمة لها فى حياة الإنسان وفى مستقبله وفى معيشته وفى ظروفه وفى عاقبة أمره قبل الآخرة وقبل عقاب الآخرة وما نعرف من أين وبأى الأسباب نبتلى بالذنوب ولا نعلم كيف نأخذ بيد أبنائنا حتى لا يتورطوا بالذنوب والمعاصى ولا نعرف كيف نحافظ على زوجاتنا حتى لا يتورطوا بالمحرمات وما تعرف النساء والأمهات كيف يحافظن على بناتهما والنساء على أزواجهن حتى لا يتورطوا بالمحرمات وشاعت المحرمات وكثرت المعاصى وكثرت المفاسد وزادت الموبقات 

ولهذا رأينا أن من سيرة أبا عبد الله الحسين (ع) ورسالته هى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، من رسالة الإمام الحسين يمكننا أن نتناول أهم الذنوب وأعظم الذنوب التى وردت فى الشريعة الإسلامية ، 

وكما تعلمون أن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان حراً ، له حرية التصرف وحرية الإختيار يفعل كما يشاء ويفعل كما هو يريد ولكن هناك موانع تقف أمام حرية الإنسان وتمدد من حرية الإنسان وتضيق على الإنسان من إختياره ، هناك موانع طبيعية تقف أمام حرية الإنسان وهناك موانع صحية تقف أمام حرية الإنسان وهناك موانع قانونية ، إجتماعية ، وضعية تحد من عنان الإنسان ولا يكون مطلق العنان كيف ؟ كما تعلمون أن للطبيعة قوانين أنت واقف على سطح عمارة ذات خمس طوابق وإلى جانبك حمامة ، الحمامة تريد أن تنتقل من هذه العمارة الى العمارة المقابلة بحركة بسيطة مرة واحدة تحرك أجنحتها وتنتقل للطرف الثانى وتقف على العمارة المقابلة ، أنت تريد أيضاً أن تنتقل ولكن أنت لا تمتلك أجنحة كأجنحة الحمام ، ولم تكن تركيبتك البدنية تخولك أن تطير كما تطير الحمامة ، امامك قانون طبيعى قانون جاذبة الأرض إذا أردت أن تخالف هذا القانون وأدت أن تنتقل من العمارة للعمارة المقابلة كما انتقلت الحمامة فبمجرد أن تبتعد من سطح العمارة الى أنت عليها بمقدار متر واحد تسحبك جاذبية الأرض الى الأسفل مقلوباً على رأسك حتى يتهشم مخك ، هذا جزاء من خالق قانون الطبيعة ، فتحترم قانون الطبيعة وتنزل الدرج حوالى 60 درجة من السلم تنزل للأرض ثم تذهب للعمارة المقابلة وتصعد 60 درجة أخرى حتى تصل على السطح هذا قانون الطبيعة ومن خالفه نال عقابه ، إذا قانون الطبيعة يقف أمام حريتك ويهددها ، 

هناك قانون فى الصحة فقانون الصحة تقف أمام حريتك أنت مصاب بالسكر وأمامك أنواع من الأغذية والأطعمة التى تحتوى على السكريات تريد أن تتناول قانون الصحة يقول لك لا تتناول غذا خالفت هذا القانون وتناولت الأطعمة التى تحتوى على السكر يرتفع عندك السكر وتصاب بأضرار وربما أدى بك إلى الموت ، خالفت قانون الطب والصحة جزائك أن تموت وتتأذى إذا قانون الصحة يحد من حريتك ، وهناك قوانين المجتمع القوانين الوضعية تحد من حريته الإنسان يمشى فى الشارع فيرى عند الناس سيارة فخمة نفسه مياله أن يأخذ السيارة ويركب بها وينطلق بمجرد أن يأخذها وينطلق بها يأتى الشرطى ويلقى القبض عليه ويأخذه للسجن بعنوان سارق .إسلوب سلبى ، 

الإسلوب الإيجابى يوم أنك تصاب بالزكام يعطيك شىء من الشراب والأقراص وشىء من الحقن ويقول لك استعمل هذا الدواء هذا علاج إيجابى فى المقابل يقول لك لا تتناول الحمضيات ولا تأكل المقالى ولا تشرب السوائل الباردة المضرة بصحتك فلابد أن تبتعد عن هذه الأمور التى تعرقل العللاج ، كثيراً ما الواحد يتناول العلاج ولكن ما يجتنب الأمور التى تعرقل العلاج الجانب السلبى لا يراعيه ، تراه يشرب الدواء ويأخذ الحقن ولكن مع ذلك هو ما زال مزكوم لا يعافه من مرضه لماذا ؟ لأنه ما راعى الجانب السلبى ، الجانب السلبى هو مهم فى باب معالجة الأمراض ، لربما عملية جراحية تكون ناجحة كأفضل ما يكون ولكن المريض لا بد أن يراعى الجرح من المكروبات ومن الحركات العنيفة ومن غيرها ، ولكن إذا المريض قاموا له بعملية جراحية فى الدرجه الأولى ولكن تحرك حركات عنيفه ما حافظ على الجرح من المكروب ترى هذه العملية تبوء بالفشل الوقاية لا بد منها ، كثير من الأمراض تعالج بالوقاية ، مثلاً مرض السكر الواحد يتمكن أن يعالجه بالوقاية ولهذا جاء بالحديث الحمى رأس الداء ، الإنسان عنجما ترتفع درجة حرارته يعنى عنده مرض أو علة فى بدنه ، الحمى رأس الداء والحمية رأس الدواء يعنى أنت تستعمل الدواء ولكن ما عندك حمية فكل المعالجات تبوء بالفشل 

كذلك الشريعة الإسلامية من أجل علاج البشرية جاءت بنظامين ، نظام إيجابى 
ونظام سلبى ، 
النظام الإيجابى هى الواجبات أمرك بالصلاة وبالصيام وبالحج وبالجهاد وبالخمس وبالزكاة وبالأمر بالمعروف وبالنهى عن المنكر والتولى والتبرى ، أمرك بهذه الواجبات بالمقابل حرم عليك الكذب والربا والرشوة وغيرها من الأمور حرمت عليك ، ليس بالإمكان أن تأخذ الواجبات وما ترتدع عن المحرمات 

ولهذا فى خطبة رسول الله (ص) فى آخر خطبه خطبها فى شعبان قام على أمير المؤمنين (ع) فى آخر جمعة يوم خطب رسول الله فى شهر شعبان قام على (ع) قال : يا رسول الله ما أفضل الأعمال فى شهر رمضان ؟ 
النبى الأكرم (ص) قال : الورع عن محارم الله ما أرشد لجانب إيجابى لا بل أرشد لجانب سلبى الى جانب الوقاية ، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " 

يعنى يتورعون عن الآثام ، الهدف من الصيام أن يعطيك قوة ومناعة أن تقف أن تقف أمام نفسك من اقتراف الذنب ومخالفة قوانين الطبيعة أو الصحة أو الإجتماع هذا الصيام الورع عن محارم الله تعالى إذاً أهمية جانب الذنوب ثم يأتى العلماء الأعلام ويقسمون الذنوب الى قسمين يقولون الذنوب منها الكبائر ومنها الصغائر ، هناك ذنوب كبيرة وهناك ذنوب صغيرة ، الذنوب الكبيرة بمجرد أن الإنسان يرتكبها تسقط عدالته ، مثلاً الغيبة من الذنوب الكبيرة ، إمام الجماعة إذا اغتاب الغيبة سقطت عدالته لا تجوز الصلاة خلفه ، لماذا ؟ لأن الغيبة من الذنوب الكبيرة ، النميمة من الذنوب الكبيرة ، الانسان الذى يعتاب إذا دخل المحكمة والحاكم يعرف أنه إنسان يرتكب الغيبة والنميمة لا يجوز للحاكم أن يقبل شهادته ، يوم يأت للحاكم الإسلامى وآثار السجود فى جبهته يريد أن يشهد لهلال رمضان أو لهلال عيد الفطر آثار السجود فى جبهته ولحيته محافظ عليها ولكن يعرفه أنه إنسان يرتكب الغيبة والنميمة ، لايحق للحاكم أن يقبل شهادته وأن يفتى الناس بهلال رمضان أو بهلال العيد لماذا ؟ لأن الكبائر بمجرد إرتكابها تسقط عدالة الإنسان إلا أن يتوب توبه نصوحه ويعود عن ذنبه ، 

بينما الصغائر مثلاً لبس الذهب للرجال لا يجوز له لبس الذهب فى الصلاة أو غير الصلاة ، إذا واحد ارتكب الصغائر ما تسقط عدالته ولكن إذا أصر على الصغيرة يعنى ارتكب الصغائر ونصحوه وأخذ بالنصيحة هذا لا بأس ولكن إذا أصر على ارتكاب الصغائر أيضاً تسقط عدالته ، 
وهناك رأى من العلماء يقول نحن ما عندنا ذنوب إسمها كبائر وصغائر أبداً ، الذنوب كلها كبيرة وإنما الذنب عندما تقيسه بنسبه ما هو دونه يصير كبير ونقيس بما هو فوقه يصير من الصغائر ، مثلاً الغيبة لما نقيسها بلبس الذهب تصير الغيبة من الكبائر ولكن الغيبة إذا قيست بقتل الأبرياء تصير الغيبة من الصغائر ، الصغائر والكبائر تأتى إذا ما قسنا بعضها ببعض ، الذنوب كلها بأجمعها كبيرة بمجرد أن يرتكبها الإنسان تسقط عدالته وتسقط مرؤته ، 

ما هو الميزان فى تشخيص الكبائر والصغائر ؟ هى أربع موازين :

أولاً : الذنب أن يكون وردت فيه آيه أو نص شريف أنه من الكبائر ، عندنا ذنوب وردت فيها الأحاديث عن أئمة أهل البيت أن هذه الذنوب من الكبائر هذا الميزان الأول ، 

ثانيا : الذنوب التى ورد بها التوعد بالنار فى القرآن الكريم أو الأحاديث الشريفة ، بعض الذنوب عندنا مثلاً أن الإنسان الذى يقتل جزاؤه جهنم خالداً فيها ، إذاً النار لمن يرتكب القتل فنعرف أن القتل من الذنوب الكبيرة ، لماذا ؟لأنه ورد التوعد لمرتكبه فى النار وهذه تكون من الكبائر هذه الميزان الثانى ، 

ثالثا : ذنوب كبيرة ثابته : وعندنا ذنوب أخرى الروايات تقول أعظم من تلك ، فنحن نعرف بالنتيجة أن هذا أعظم مثلاً ، القتل إذا قتلت إنسان برىء مظلوم ، هل القتل من الذنوب الكبيرة أم لا ؟ نعم من الذنوب الكبيرة لماذا ؟ لأن القرآن الكريم توعد مرتكب ذنب القتل بالنار ، تأتى آيه أخرى تقول الفتنة أشد من القتل فنعرف أن الفتنة أيضا من الذنوب الكبيرة لماذا ؟

رابعا : سيرة الناس ، سيرة متنوعة إذا ينظرون الى ذنب من الذنوب أنه كبير من الكبائر وهذه السيرة متصلة بمعصوم بالإمام نعرف أن ذلك من الكبائر ، مثلاً المتشرعة يعرفون أن لعب القمار بالشطرنج من الكبائر هذا من القديم ويقولن أن لعب الشطرنج من الكبائر حرام عظيم ، سيرة المتشرعة علما أنه من الكبائر فنعرفه أنه من الكبائر ، أربعة من الموازين ، لعله واحد يسأل يقول لماذا القرآن الكريم لم يجعل سورة يبين فيها الذنوب الكبيرة فقط ويعددها لنعرفها ، 

لا شك أن هنالك حكمة أن الله تعالى ما ذكر الذنوب الكبيرة فى القرآن الكريم لماذا؟ لأنه إذا ذكر الذنوب الكبيرة أنت سائر الذنوب ستقول أنها صغائر وليست مهمة فترتكبها وتتجاوز عليها لماذا ؟ لأن القرآن ذكر لك الذنوب الكبيرة فتهون سائر الذنوب من عندك وفى نفسك ولهذا جعلها مجهولة ومجملة ومبهمة فأنت كل ذنب من الذنوب ما تدرى هذا من الكبائر أو من الصغائر فتحتاط وتتجنبها ولا ترتكبها هذا من جانب ، ثانياً القرآن الكريم أرادنا أن نرجع الى أهل البيت الى عترة رسول الله (ص) " إنى تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى أهل بيتى ما إن تمسكتم بهم لن تضلوا بعدى أبدا وقد أنبأنى اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض " 
القرآن الكريم يعطيك قواعد عامة ومجملات وكلمات ثم ترجع الى من حتى تعرف الجزيئات الى أهل البيت الراسخون بالعلم ، الذين يعلمون تأويل القرآن الكريم هناك ترجع فيبينون لك الكبائر ويبينون لك الصغائر ، 

هناك ذنوب وردت فيها الروايات ووردت فيها الأحاديث وجعلتها من الكبائر وهى كثيرة ولكن أنا جمعت منها خمسين من الذنوب وسأعددها بصورة فهرست ، 

الشرك والربا ومن الذنوب الكبيرة اليأس من رحمة الله ، القنوت وسوء الظن بالله ، الأمن من مكر الله ، قتل النفس المحترمة ، عقوق الوالدين ، قطع صلة الرحم ، أكل مال اليتيم ، أكل الربا ، الزنا ، اللواط ، القذف ، شرب الخمر والمسكرات ، القمار ، اللهو بآلات الموسيقى ، الغناء ، الكذب ، اليمين الكاذبه ، شهادة الزور ، كتمان الشهادة ، نقض العهد ، خيانة الأمانة ، السرقة ، التطفيف بالميزان ، أكل الحرام ، حبس الحقوق ، الفرار من الزحف ، التعرب بعد الهجرة ، معونة الظالمين ، عدم نصرة المظلوم ، السحر ، الإسراف والتبذير ، التكبر ، محاربة المسلمين ، أكل الدم والميتة ولحم الخنزير ، ترك الصلاة عمداً ، عدم دفع الزكاة والخمس والوجوه الشرعية ، الإستخفاف بالحج ، ترك أحد الواجبات ، الغيبة والنميمة ، الحسد ، المساحقة ، القيادة والدياثة ، الإستمناء ، البدعة ، الفتنة ، البهتان وسوء الظن بالناس ، إيذاء الجار والإحتكار ، 

هذه خمسين من المحرمات الكبيرة ويعدها العلماء أكثر من سبعين من المحرمات ، ثم حتى الصغائر أيضاً تتحول الى كبائر كيف ؟ 

هناك موازين أربعة تحول صغائر الذنوب الى كبائر : 

مثال : لبس الخاتم الذهب للرجال حرام من الصغائر يتحول الى الكبائر متى ؟ مع الإصرار على الصغيرة تكون من الكبائر ، 

الإمام على (ع) يقول : أعظم الذنوب عند الله ذنب أصر عليه عامله .

الميزان الأول : الإصرار 

هذا يتحول الذنب الى كبير وإن كان صغير ، تسقط بها عدالتك ومرؤتك وتنال بها عقاب الدنيا والآخرة

الميزان الثاني : الإستخفاف بالصغائر 

يعنى ذنوب صغيرة تقول هذه صغيرة لا يهم يقول الامام على (ع) : أشد الذنوب ما استخف به صاحبه . 

الامام الصادق (ع) قال : إياكم والمحقرات ، قالوا : وما المحقرات يا ابن رسول الله ؟ قال : أن يرتكب الرجل الذنب ويقول طُبا ليس لى إلا هذا يوقم ، هذه محقرات الذنوب ، إذا استخفيت بالذنب ورأيته بسيطا وهان فى نفسك يتحول لكبيرة من الكبائر ، 

الميزان الثالث : المجاهرة بالذنب ، 

عندنا فى الحكم الاسلامى أن الأقليات لهم الحق أن يمارسوا حقوقهم التى تبيحها لهم شريعتهم ، يعنى المسيحيون مثلاً إذا شريعتهم تجوز لهم شرب الخمر يقول لك حتى أن تشرب الخمر فى بيتك ولكن تطلع على الشارع وتشرب الخمرهنا يجرى عليك حد شرب الخمر والله أنا مسيحى أو يهودى يجوز لى شرب الخمر نقول له فى بيتك أما تجاهر بالذنب لا ، لا غيبة لفاسق ، من هو الفاسق ؟ يقولون الفاسق هو الذى يتجاهر بالذنب والذى لا ندرى به مثل : احد يشرب الخمر ولكن فى بيته وليس أمام الناس ، ندرى به يلعب القمار ولكن لا أحد يعرف لا يجوز لك أن تغتابه وتتكلم عليه أنه يفعل كذا وكذا ، إذا صار أمام الناس وذهب لمجالس القمار وصار يعلن بفجوره وفسقه يجوز لك أن تقول ترى فلان يلعب القمار فقط لا أكثر يعنى تغتابه فى ذنبه فقط ، الذى يجاهر به فقط تتكلم عنه 

فالذنب الصغير لعله واحد يلبس سلسلة من ذهب ولكن يضعها تحت ملابسه ولا أحد يراها هذه تكون من الصغائر ولكن يلبس سلسلة ذهب وفاتح صدره واضحا ، هذا تجاهر وصارت من الكبائر ، يقول الرسول (ص) : المعلن بالسيئة مخذول . 

هذا مخذول من رحمة الله تبارك وتعالى ، 

الميزان الرابع : مقام الإنسان وشخصيته ، 

يعنى واحد عادى مسلم فقط فى البطاقة وحياته عادية يلبس ذهب فلا كلام ولكن واحد متدين وآثار السجود فى جبهته من أهل الإيمان ويلعب القمار أو يلبس الذهب مثلاً هذا يصبح فى حقه كبيرة لماذا ؟ لأن هذا حسابه غير الإنسان العادى ، إذا مرجع من المراجع والعياذ بالله قام ولبس سلسلة ذهب ومشى أمام الناس (هو لبس الذهب من الصغائر للرجال) ولكن مقامه جعل الصغيرة كبيرة لأنه يحث الناس ، ولهذا الامام الصادق يقول للشقرانى : يا شقرانى إن الحسن من كل أحد حسن ، وإنه منك أحسن لمقامك منا ، وإن القبيح من كل أحد قبيح وإنه منك أقبح ، العالم له منزلته ولهذا ابن زياد يريد أن يبعث قائد الى كربلاء لقتال الحسين وكان يبحث عن فقيه بالكوفة جاء بفلان ولم يقبل إلى أن وقع الاختيار على عمر بن سعد وهو من علماء الكوفه ومن فقهاء الكوفه ، عمر بن سعد إذا يخرج لقتال الحسين (ع) يعنى البشرية كلها خرجت لقتال الحسين ، ولا يكتفى بذلك يقف فى كربلاء ويضرب السهم ويقول اشهدوا لى عند الأمير إنى أول من رمى ، 

ولهذا يقول الإمام الصادق (ع) يغفر للجاهل سبعون ذنبا ً قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد ، ولهذا يقول عليه السلام قسم ظهرى إثنان جاهل متنسك وعالم متهتك ، الصغائر إذا غرتكبها إنسان له شأن ومكانه كانت كبيرة فى حقه ويحاسب عليها حساب الكبائر ثم لا يجوز الإستخفاف بالصغائر لأنها تتجمع عليكم شيئاً فشيئاً ، قال تعالى: (وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) الكهف:49

أول ما تحصى الصغائر لأنها هى التى تتجمع عليكم ، خرج رسول الله (ص) الى الصحراء تقول الرواية : فقال لأصحابه إجمعوا الحطب قالوا : أن لنا بالحطب هذه الأرض ليس بها أشجار ولا بها بساتين ! قال (ص) : إجمعوا ما فيها هذه صغائر الأعواد احضروها ، راحوا فى الصحراء وكل واحد أحضر شىْ معه من الأعواد جمعوها وإذا بها تحولت الى تل كبير ، قال (ص) : هكذا تجتمع الذنوب ، الآن فكر كم ذنب أنت فعلت بحياتك من يوم تتذكر الى اليوم ، تستطيع أن تتذكر خمسين ذنب أو أكثر وستراها تلال وجبال من الذنوب ولهذا ذلك العابد الزاهد كان دائماً يحاسب نفسه يوم وصل الى الستين من عمره حاسب نفسه ، قال لو أن يومياً مرتكب ذنب 60 سنه يعنى عشت حوالى 20 ألف يوم و500 يوم يعنى مرتكب حوالى 120 ألف ذنب وشىء ، يوم رأى حجم الذنوب كبير مات ، ذنوبنا كبيرة ولهذا نقول اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بعدلك ، اللهم إجعل عواقب أمورنا على خير ، الإمام الرضا عليه السلام يقول : الصغائر من الذنوب طرق الكبائر ، الإنحراف لا يكون مره واحدة ، أول مره بمقدار مليم واحد تنصرف إذا ما رجعت استمر بك ولهذا يقول صلى الله عليه وآله وسلم : إن إبليس رضى منكم بالمحقرات . وبعد ذلك الذنب عواقبه وخيمة ، أيها الأخوات أولاً هذا القلب يصبح مثل المرآة ، المرآة عندما توجهها أمام الشمس تعكس ضوء الشمس ولكن المرآة إذا كانت قذرة لن تعكس ضوء الشمس ، القلب الذى يرتكب الذنوب هذا القلب عليه صدأ ، نور الله يأتى فما ينعكس فى حياتك أليس العلم نور يقذفه الله فى قلب من يشاء هذا القلب ما يستقبل هذا النور ،قال تعالى : (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالو الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون).

فحياتك تكون مظلمة دامسة تعيش فى ظلمات ، تلاحظ المسلمين الذين يرتكبون الذنب حياتهم ظلمات نحن المسلمين الذنب لا يمشى معنا ، يوجد بعض الناس يمشى معه الذنب هذا غير مسلم قال تعالى : ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم خيرٌ لأنفسهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين )المسلم لا يمشى أعوج ، الإمام على (ع) يقول : ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب .
ذنوبنا كبيرة أيها الأحبة وكثيرة ، 

الإمام الباقر (ع) يقول : إن قلب كل إنسان بقعة بيضاء يوجد منطقة بيضاء فى القلب إذا ارتكب العبد الذنب خرجت منها نقطة سوداء فإذا استغفر منها وتاب ورجع ذهبت وذهب ذلك السواد ولكن إذا استمر وارتكب ذنباً آخر استمر السواد وازداد السواد وازداد السواد حتى يعطى على المنطقة البيضاء فلا يرجى منه خيراً بعد ذلك ، (قال تعالى : بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) ، 

الاسلام يقول لا ترتكب الذنب ، من عواقب الذنوب والآثام أنه تسلب منك النعم ، ترى فى معيشة طيبة فى نعمة البصر فى نعمة الصحة والعافية فإذا هذه النعم تسلب منك لماذا ؟ من أجل الذنوب التى ارتكبتها ، أكثر من ذلك إرتكاب الذنب يصير سبب لعدم التوفيق ، واحد يقوم يصلى كل يوم صلاة الليل وإذا فى يوم لم يصلى صلاة الليل لماذا ؟ لأنه اليوم رفع صوته على أمه ارتكب بعض الذنوب فسلب منه صلاة الليل الذنب يصير سبب لسلب النعم ، ترى حياته كلها مظلمة وفى بعض الأحيان يكون إمتحان لك ولكن كثيراً ما تكون بسبب الذنوب والخطايا فى حياتنا ، إذا تلعب بورق الشدة هو وزوجته من الليل الى الصباح وبعدين يسأل لماذا الله لا يرزقنى كذا، محرمات فى بيتك ترتكب لذلك سلبت من النعم ، ثالثاً الذنب سبب لنزول البلاء ، الامام الرضا عليه السلام يقول كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أخدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعلمون ، ترون الذنوب الجديدة التى تنزل هذه الأفلام التى لم تكن فيها سبق هذه ذنوب ما كانت البشرية تعمل بها ، ورق الشدة من وسائل القمار التى ما كانت البشرية تعرفها ذنوبا ولا تعمل بها ولهذا ترى فى المقابل بلايا ما كانت البشرية تعلم بها أصلاً ، هذه أمراض الايدز وغيرها من البلايا والرزايا التى تعانى منها البشرية لماذا ؟ كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعلمون ، 

يقولون الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " إذا غضب الله عز وجل على أمةٍ ولم ينزل بها العذاب غلت أسعارها ونقصت أعمارها ولم تربح تجارها ولم تزكوا ثمارها ولم يغزر أنهارها وحبس عنها أمطارها وسلط عليهم شرارها " ، لا تحتاج هذه الكلمات لشرح ، غلت أسعارها ونقصت أعمارها ، كان الرجل متوسط عمره من 80 الى 100 سنة ولما يموت وعمره 50 سنة يقولون مات شابا ، اليوم 40 سنة يموت ! هذا غضب الله ونقصت أعمارها ولم تربح تجارها ، تجارنا يضعون يدا على يد وجالسين ، الإقتصاد متوقف فى كل العالم ولم تزكوا ثمارها ولم تغزر أنهارها ، الأنهار ليس بها ماء وحبس عنها أمطارها ، السنوات قلت أمطارها وسلط عليهم شرارها أمثال صدام وغيره ، هؤلاء شرار خلق الله ويحيكون المؤمرات لنا وللمسلمين فى كل العالم ، ولكن ماذا نصنع ؟ سأجعل لك باب أمل يقول صلى الله عليه وآله وسلم :" إن من الذنوب ذنوب لا يكفرها الصلاة والصدقة ، قالوا يا رسول الله فما يكفرها قال : الهموم فى طلب المعيشة ، هو عندما تفكر من أين تحصل على الدنيا لتعيش أولادك هذه تغفر بها ذنوبك . يقول الامام على عليه السلام : من الذنوب ذنوب لا تغفر إلا فى عرفات تذهب وتستغفر ذنوبك ، تشاهد الشباب يتقلب على التراب تحت الشمس من الذنوب ذنوب لا تغفر إلا فى عرفات ، 

ثم يأتى الامام الرضا عليه السلام يقول : من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فالكثر من الصلاة على محمد وآله ، فإنها تهدم الذنوب هدما ، هذا أسهل شىء أنت جالس ومسباحك بيدك وتصلى على النبى وآله ثم يقول على عليه السلام أمير المؤمنين : الحرص والكبر والحسد دواع الى التفحم من الذنوب ، الإنسان إذا صار حريص وصار متكبر وصار حسود هذا يبدأ ويتقحم الذنوب ، عمر بن سعد سبب اقترافه الذنوب الكبيرة حرصه على الدنيا ، ولهذا ترى أفكر من أمرى فالله ما أدرى وإنى لحائر أفكر فى أمرى على خطرين أئترك ملك الرى والرى منيتى وأرجع مأثوما بقتل حسينى . هو عارف هذا الإثم ، وعارف سلسلة المحرمات ، وكما قلنا هى رسالة الحسين التى خرج من أجلها "إنى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح فى أمة جدى رسول الله ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر . منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://treasure.own0.com
 
اجتناب الذنوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لغفران الذنوب
» الذنوب واثارها
» غوائر الذنوب العظام
» صلاة جعفر لغفران الذنوب
» الصلاة على النبي محمد لغفران الذنوب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنزالعلوم الاسلامية :: القسم الحادي عشر الخاص بعلم الاخلاق اضغط هنا-
انتقل الى: